سموتريش يقول إن إعادة الرهائن “ليست أهم مسألة”، مثيرا غضبا عارما
قال الوزير اليميني المتطرف إن على إسرائيل التركيز على تدمير حماس، وينتقد الدعوة إلى التوصل إلى اتفاق "بأي ثمن"؛ غانتس ولابيد يدينان تصريحاته
أثار وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الغضب والاحتجاجات يوم الثلاثاء بعد أن قال إن تأمين عودة الرهائن الإسرائيليين من غزة “ليس أهم مسألة” بالنسبة لإسرائيل في الوقت الحالي، وإن التركيز الأساسي للحكومة يجب أن يكون تدمير حماس.
وفي حديثه في مقابلة مع هيئة البث العامة “كان”، سُئل الوزير اليميني المتطرف عما إذا كان يعتقد إن إعادة الأسرى الـ 134 الذين تحتجزهم حماس في قطاع غزة منذ هجوم 7 أكتوبر هو الهدف الأكثر أهمية.
وأجاب: “كلا. إنه ليس أهم مسألة”.
“لماذا نجعلها منافسة؟ ما سبب أهميتها في الوقت الراهن؟ نحن بحاجة إلى تدمير حماس. هذا في بالغ الأهمية”، قال.
وهاجم سموتريتش أيضا أولئك الذين يطالبون بالتوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن “بأي ثمن”.
وأضاف: “بأي ثمن يمثل مشكلة. علينا إعادة الرهائن وعلينا الضغط على حماس”.
وكان رد فعل ذوي عائلات الرهائن الذين كانوا يعتصمون خارج وزارة الدفاع في تل أبيب غاضبا في أعقاب تصريحات سموتريتش، وتحركوا لإغلاق عدة طرق رئيسية.
كما أصدروا نداء لعامة الناس للحضور والانضمام إليهم في “احتجاج الغضب” ضد الحكومة وهددوا “بإشعال النار في الشوارع”.
وقال إيلي ألباج، الذي لا تزال ابنته ليري البالغة من العمر 18 عاما محتجزة لدى حماس: “السيد سموتريش، دعهم يأخذوا أطفالك وأنا سأقف في الشارع وأصرخ: هذه ليس أهم مسألة”.
وأضاف: “أقول لشعب إسرائيل، من يعتقد أن الرهائن غير مهمين، فليأخذوا أطفالكم كرهائن، وعندها يمكنكم التحدث. لأننا نعاني منذ 137 يوما، كل يوم، كل دقيقة. نحن لا ننام في الليل”.
وحاول بعض المتظاهرين منع سيارات الوزراء من دخول مقر الجيش الإسرائيلي حيث كان من المقرر عقد اجتماع لكابينت الحرب.
חסימה בעזריאלי של משפחות החטופים pic.twitter.com/9CXBKOE4cL
— לירי בורק שביט (@lirishavit) February 20, 2024
كما رد العديد من السياسيين بغضب على تصريحات سموتريش، بما في ذلك وزير الحرب بيني غانتس.
وكتب غانتس على موقع إكس إن “عودة الرهائن ليست هدفنا في الحرب فحسب، بل هي واجبنا الأخلاقي كدولة وكشعب. إنه الشيء الأكثر إلحاحا. لن نفوت أي فرصة لإعادتهم إلى وطنهم”.
ووصف زعيم المعارضة يائير لابيد كلمات سموتريتش بأنها “وصمة عار أخلاقية”.
وقال لابيد: “هجوم سموتريتش على عائلات الرهائن هو وصمة عار أخلاقية. لا يمكن لأشخاص بلا قلب أن يستمروا في قيادة دولة إسرائيل إلى الهاوية”.
وأضاف: “سموتريتش، في عهدك وفي عهد [رئيس الوزراء بنيامين] نتنياهو، قُتل 1200 إسرائيلي، وفي عهدك، تم اختطاف وتعذيب واغتصاب مواطنين إسرائيليين. أنت مسؤول عن مصيرهم. بدون عودة الرهائن لن تنتصر إسرائيل”.
ودافع سموتريش لاحقا عن تصريحاته ورفض الهجمات عليه.
وقال: “أشعر بالصدمة من أن هناك من يستخدم الرهائن لتسجيل نقاط سياسية. لقد سُئلت في إحدى المقابلات: ما هو الأهم؟ قلت إن الأمر لا يجب أن يكون منافسة، والطريقة لإعادة الرهائن هي الضغط على حماس”.
وشهدت إسرائيل احتجاجات كبيرة بقيادة ذوي الرهائن لحث الحكومة على التوصل إلى اتفاق مع حماس من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى المتبقين.
لكن المحادثات التي تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر لتأمين إطلاق سراح الرهائن المتبقين والتوصل إلى هدنة في الحرب توقفت. ورفض نتنياهو إرسال وفد إلى القاهرة الأسبوع الماضي لإجراء مناقشات حول صفقة محتملة قبل أن تخفف حماس من مطالبها، التي وصفها رئيس الوزراء بـ”المتوهمة”.
وتشمل مطالب الحركة الفلسطينية التحرك نحو وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب القوات من غزة، وإعادة إعمار القطاع، والإفراج عن حوالي 1500 أسير فلسطيني، مقابل إطلاق سراح الرهائن المتبقين الذين تم اختطافهم في 7 أكتوبر. وقالت إسرائيل إن مثل هذه المطالب غير مقبولة.
وكرر نتنياهو موقفه يوم الثلاثاء خلال زيارة لوحدة النخبة “روخيف شمايم” التابعة لسلاح المدفعية الإسرائيلي في قاعدة زيكيم العسكرية.
وفي حديثه للجنود، تعهد رئيس الوزراء بأن إسرائيل ستواصل الحرب ضد حماس في غزة حتى تحقق جميع أهدافها، بما في ذلك تدمير الحركة وإطلاق سراح الرهائن.
ونقل مكتب نتنياهو عنه قوله أن “هناك الكثير من الضغوط التي تتم ممارستها على إسرائيل من الداخل والخارج لوقف الحرب قبل أن تحقق كافة أهدافها، بما في ذلك إبرام صفقة بكل ثمن للإفراج عن المختطفين”.
وأضاف: “نحن معنيون جدا بإنجاز الإفراج عن المزيد من المختطفين ونحن جاهزون أيضا للمضي قدما، ولكننا لسنا بصدد دفع كل ثمن، وبكل تأكيد ليس لدفع الأسعار الوهمية التي تطالبنا حماس بها، والتي تعني الهزيمة لدولة إسرائيل”.
وورد إن الوسطاء يضغطون من أجل التوصل إلى اتفاق هدنة وتحرير رهائن قبل أن تشرع إسرائيل في العملية البرية واسعة النطاق التي تخطط لها في رفح، حيث نزح 1.4 مليون فلسطيني بحثا عن مأوى من القتال في أماكن أخرى.
ويعتقد أن 130 رهينة اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة – وليسوا جميعا على قيد الحياة – بعد إطلاق سراح 105 مدنيين من الأسر خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، وتم إطلاق سراح أربع رهائن قبل ذلك. وأعادت القوات ثلاثة رهائن على قيد الحياة، وتم استعادة جثث 11 رهينة، من بينهم ثلاثة قُتلوا على يد الجيش عن طريق الخطأ.
وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 30 ممن ما زالوا محتجزين لدى حماس، مستندا على معلومات استخباراتية جديدة ونتائج حصلت عليها القوات العاملة في غزة. كما تم إدراج شخص آخر في عداد المفقودين منذ 7 أكتوبر، ولا يزال مصيره مجهولا.
وتحتجز حماس أيضا رفات جنديي الجيش الإسرائيلي أورون شاؤول وهدار غولدين منذ عام 2014، بالإضافة إلى اثنين من المدنيين الإسرائيليين، وهما أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذين يعتقد أنهما على قيد الحياة بعد دخولهما القطاع بمحض إرادتهما في عامي 2014 و2015.