إسرائيل في حالة حرب - اليوم 338

بحث

سموتريش يطالب بإغلاق المحلات التجارية الفلسطينية في حوارة حتى إنشاء طريق التفافي للمستوطنين

خلال زيارته للبلدة في الضفة الغربية بعد هجوم إطلاق النار وعنف المستوطنين الذي تلاه، الوزير اليميني المتطرف يهاجم كبار المسؤولين الأمنيين بسبب الرد على العنف، ويقول إن"الأمور لا يمكن أن تستمر على هذا النحو"

وزير المالية بتسلئيل سموتريتش (يجلس مرتديا سترة) في بلدة حوارة شمال الضفة الغربية، 6 أكتوبر، 2023. (via Facebook; used in accordance with clause 27a of the copyright law)
وزير المالية بتسلئيل سموتريتش (يجلس مرتديا سترة) في بلدة حوارة شمال الضفة الغربية، 6 أكتوبر، 2023. (via Facebook; used in accordance with clause 27a of the copyright law)

قام وزير المالية بتسلئيل سموتريش يوم الجمعة بجولة في حوارة، في أعقاب الاشتباكات التي وقعت هناك بين المستوطنين والفلسطينيين بعد أن فتح مسلح النار على عائلة إسرائيلية كانت تقود سيارتها في البلدة الواقعة شمال الضفة الغربية.

وكانت حادثة إطلاق النار في حوارة، والتي لم تسفر عن وقوع إصابات، هي أحدث هجوم في البلدة الفلسطينية المضطربة، والتي تُعتبر منذ فترة طويلة بؤرة اشتعال. ويمر الطريق رقم 60، الذي يربط بين الشمال والجنوب، عبر حوارة ويستخدمه بانتظام الإسرائيليون الذين يسافرون من وإلى المستوطنات في المنطقة. وقتلت القوات منفذ الهجوم بالرصاص بعد ساعات بعد فراره من مكان الهجوم يوم الخميس.

واتهم سموتريش، الذي يرأس الحزب “الصهيونية المتدينة” اليميني المتطرف وهو أيضا وزير في وزارة الدفاع يتمتع بسلطة واسعة على الشؤون المدنية في الضفة الغربية، إيران بالوقوف وراء سلسلة الهجمات الأخيرة بينما انتقد كبار المسؤولين الأمنيين بشأن ردهم على العنف.

وقال سموتريتش في بيان “ينبغي على المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن تستوعب أن تتصرف وفقا لخصائص هذه الموجة [من الهجمات]”.

كما قال إنه تحدث مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الخميس وأبلغه أن “الأمور لا يمكن أن تستمر على هذا النحو”،  وأضاف الزعيم القومي المتطرف إنه يعتقد أن نتنياهو وافق “على التغيير الضروري في النهج”.

وأضاف “لن نصمت حتى نعيد الأمن والهدوء – بعون الله – إلى جميع المواطنين الإسرائيليين”.

كما دعا سموتريش نتنياهو إلى إصدار أمر بإبقاء المتاجر الفلسطينية في حوارة مغلقة حتى الانتهاء من العمل على طريق التفافي للمستوطنين والذي يجري العمل عليه منذ سنوات.

لقطات كاميرا زجاج أمامي تظهر مسلحا يطلق النار على مركبة داخلها عائلة إسرائيلية، في بلدة حوارة بالضفة الغربية، 5 أكتوبر، 2023. (Screenshot)

ورافق الوزير عضو الكنيست تسفي سوكوت من “الصهيونية المتدينة” ورئيس المجلس الإقليمي السامرة يوسي دغان وعضو من حزب “الليكود” الذي يتزعمه نتنياهو وقادة آخرون للمستوطنين.

وجاءت زيارة سموتريتش إلى حوارة في الوقت الذي أغلق فيه الجيش الإسرائيلي مرة أخرى لفترة وجيزة الطريق 60 خلال جنازة فلسطيني قال الجيش إنه أطلق النار عليه بعد أن ألقى كتلة كبيرة من طوب خرساني على مركبة إسرائيلية.

وأظهرت صور من حوارة الفلسطينيين يحرقون الإطارات وأجسام أخرى، في حين أبلغ “الهلال الأحمر” عن إصابة 51 شخصا في مواجهات مع القوات الإسرائيلية بعد جنازة لبيب محمد لبيب الضميدي (19 عاما)، معظمهم جراء الغاز المسيل للدموع.

الدخان يتصاعد من الإطارات المحترقة خلال اشتباكات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في بلدة حوارة شمال الضفة الغربية، 6 أكتوبر، 2023. (Jaafar Ashtiyeh/AFP)

وفي أعقاب هجوم إطلاق النار الذي وقع يوم الخميس، دعا نتنياهو كبار مسؤولي الدفاع إلى تكثيف جهود مكافحة الهجمات في الضفة الغربية وتسريع بناء الطريق الالتفافي، كما طالب مسؤولون في المستوطنين الذين يتهمون ائتلافه المتشدد بالفشل في كبح جماح العنف.

بعد ساعات من وقوع الهجوم، قام النائب سوكوت (الصهيونية المتدينة) بنصب عريشة على الطريق السريع في حوارة، مما تطلب إرسال سرية إضافية من الجنود إلى البلدة من أجل تأمين تواجد العشرات من المستوطنين القوميين المتطرفين الذين انضموا إلى النائب، حسبما ذكرت صحيفة “هآرتس”.

وقال الجيش إن عشرات المستوطنين الذين احتجوا على إطلاق النار ساروا في حوارة – بعضهم ألحق أضرارا بممتلكات فلسطينية، مما أدى إلى اشتباكات مع السكان المحليين.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له إن المجموعتين ألقتا الحجارة على بعضهما البعض، مما أدى إلى وقوع بعض الإصابات الطفيفة وكذلك بعض الأضرار التي لحقت بالمركبات. وقالت منظمة “منقذون بلا حدود” لخدمات الطوارئ إن ثلاثة إسرائيليين أصيبوا بجروح طفيفة في الاشتباكات.

في النهاية غادر المستوطنون البلدة بعد الاشتباكات. ولم ترد تقارير عن اعتقالات، وهو ما يحدث عادة في الأحداث التي تشهد عنف مستوطنين.

تصاعدت أعمال العنف في جميع أنحاء الضفة الغربية خلال العام ونصف العام الماضيين، مع ارتفاع هجمات إطلاق النار الفلسطينية، ومداهمات الاعتقال الليلية شبه اليومية التي ينفذها الجيش، وزيادة في الهجمات الانتقامية التي يشنها المستوطنون اليهود المتطرفون ضد الفلسطينيين.

وأدت الهجمات الفلسطينية في إسرائيل والضفة الغربية منذ بداية العام إلى مقتل 27 مدنيا وثلاثة جنود وإصابة عدد آخر بجروح خطيرة.

وفقا لحصيلة جمعها “تايمز أوف إسرائيل”، قُتل 194 فلسطينيا من الضفة الغربية خلال تلك الفترة، معظمهم أثناء تنفيذ هجمات أو خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، لكن بعضهم كان من المدنيين غير المتورطين في القتال والبعض الآخر قُتل في ظروف غامضة، بما في ذلك على أيدي مستوطنين مسلحين.

ساهم في هذا التقرير إيمانويل فابيان.

اقرأ المزيد عن