إسرائيل في حالة حرب - اليوم 593

بحث

سموتريتش يقول إن إعادة الرهائن “ليس الأمر الأهم”، مثيرا موجة انتقادات حادة

عائلات الرهائن تقول إن "التاريخ سيتذكر" الوزير اليميني المتطرف؛ نائب بارز من الكتلة الحريدية يعارض تصريحه، وسياسيون من المعارضة يتهمونه بـ"التضحية" بالرهائن

وزير المالية ورئيس حزب "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش يقود اجتماع كتلته في الكنيست، القدس، 17 مارس 2025. (Yonatan Sindel/Flash90)
وزير المالية ورئيس حزب "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش يقود اجتماع كتلته في الكنيست، القدس، 17 مارس 2025. (Yonatan Sindel/Flash90)

قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش يوم الإثنين إن إعادة الرهائن من غزة “ليست أهم أهداف” الحكومة، في تصريح قوبل بانتقادات شديدة من عائلات الرهائن وعدد من السياسيين، بمن فيهم أعضاء في الائتلاف الحكومي.

وقال الوزير اليميني المتطرف في حديثه لإذاعة “غالي إسرائيل”: “علينا قول الحقيقة، إعادة الرهائن ليست الأمر الأهم”.

وأضاف: “من الواضح أنها هدف مهم جدًا، لكن إذا أردت تدمير حماس حتى لا يكون هناك 7 أكتوبر آخر، عليك أن تفهم أنه لا يمكن أن تبقى حماس في غزة”.

وكانت حركة حماس، التي لا تزال تحتجز 59 رهينة، قد أعلنت أنها مستعدة لإعادتهم مقابل إنهاء الحرب وانسحاب إسرائيل من القطاع. وقد أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرارا أنه غير مستعد لإنهاء الحرب حتى يتم القضاء التام على حماس، التي تحكم غزة.

وجاء في بيان منتدى عائلات الرهائن والمفقودين، الذي يمثل غالبية ذوي الرهائن، ردا على سموتريتش: “لا كلمات لدينا هذا الصباح سوى العار”.

وأضاف البيان، “الوزير يكشف على الأقل الحقيقة القاسية أمام الجمهور، هذه الحكومة قررت عمدا التخلي عن الرهائن. سموتريتش – التاريخ سيتذكر كيف أغلقت قلبك أمام إخوتك وأخواتك في الأسر واخترت عدم إنقاذهم”.

عائلات إسرائيليين محتجزين لدى حماس في غزة يتظاهرون للمطالبة بالإفراج عنهم قرب حدود غزة، 20 أبريل 2025. (Erik Marmor/Flash90)

وتساءل المنتدى “كيف يمكن لرئيس الوزراء أن يكرر القول إن هذا هدف أسمى في نظره، بينما يقول وزراؤه وشركاؤه خلاف ذلك؟”

وأضاف “نطالب وزراء الحكومة وأعضاء الائتلاف بإصدار بيان واضح يثبت أنهم لا يزالون ملتزمين بالقيم اليهودية والإسرائيلية الأساسية، وهي فداء الأسرى وإنقاذ إخوتنا وأخواتنا”.

وكتبت عيناف زنغاوكر، والدة الرهينة ماتان زنغاوكر، عبر منصة (إكس)، “الحقيقة الوحيدة هي أنك، من أجل أوهامك المسيحانية والمرضية، مستعد للتضحية بماتان وبكل البلاد. يجب علينا التخلص من سموتريتش و[رئيس الوزراء بنيامين] نتنياهو لإعادة جميع الرهائن إلى ديارهم!”

وكتبت ليشاي ميران-لافي، زوجة الرهينة عمري ميران، على (إكس) أنها “تشكر” سموتريتش لأنه “قال علنًا ما يخاف رئيس الوزراء من قوله”. وأضافت أن سموتريتش كان من المفترض أن يزور كيبوتس ناحال عوز يوم الثلاثاء، لكنه ألغى الزيارة.

وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الكنيست، القدس، في 31 ديسمبر 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)

كما لقي تصريح سموتريتش إدانة أيضا من النائب موشيه غافني من حزب “يهدوت هتوراه” الحريدي الشريك في الائتلاف، والذي قال إن “إعادة الرهائن هي القضية الأهم”.

وشبه غافني، رئيس فصيل “ديغل هتوراه” داخل الحزب، سموتريتش بجماعة “السيكاريين” من فترة الهيكل الثاني، وهي جماعة من المتطرفين القوميين الذين “كانت القضايا الوطنية بالنسبة لهم أهم من حياة الإنسان”.

ورد سموتريتش بهجوم حاد على غافني، قائلاً إن من لا يزال يفكر بـ”عقلية المنفى” ولا يؤمن بأن دولة إسرائيل هي “عودة مشروعة إلى صهيون”، هو وحده من يستطيع “مقارنة الواقع الحالي بفترة دمار الهيكل الثاني”.

وأضاف: “الحمد لله، غافني يمثل أقلية تتقلص داخل المجتمع الحريدي”، معتبرًا أن “الانتصار على حماس في النهاية هدفه الحفاظ على حياة البشر”، وأن “الاستسلام لتنظيم إرهابي قاتل وتركه ككيان حاكم في غزة سيؤدي إلى المزيد من سفك الدماء وعمليات الخطف في المستقبل”.

وتابع: “وفيما يخص كبار علماء التوراة”، على غافني أن “يبدأ باحترام كبار علماء التوراة في الصهيونية الدينية” الذين يخدمون أيضًا في الجيش، في إشارة إلى الجدل حول إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية.

وزير المالية بتسلئيل سموتريتش وعضو الكنيست موشيه غافني يحضران جلسة تصويت في الكنيست على ميزانية الدولة لعام 2025، 16 ديسمبر 2024. (Chaim Goldberg/FLASH90)

وأدان سياسيون من المعارضة أيضًا سموتريتش بسبب تصريحه بشأن الرهائن.

وقال رئيس حزب “الديمقراطيين” يائير غولان إن “سموتريتش يقدم الرهائن كقرابين بشرية على مذبح أوهامه المسيحانية”، واصفًا إياه بأنه “الوجه الحقيقي لحكومة نتنياهو – حكومة يُعتبر فيها الإهمال والتضحية بالأرواح سياسة وليس فشلًا”.

أما رئيس حزب “يسرائيل بيتينو” أفيغدور ليبرمان، فقال إن سموتريتش كان حتى 7 أكتوبر “يدّعي أن حماس هي مكسب”، وأضاف: “من أخطأ آنذاك، من الأفضل له أن يصمت اليوم”.

وكتب ليبرمان على (إكس)، “إعادة جميع الرهائن ليست مسألة نقاش – بل هي واجب أخلاقي ووطني”.

أما النائب يوراي لاهاف-هرتسانو من حزب “يش عتيد”، فذهب إلى حد القول إنه وسموتريتش “ليسوا من نفس الشعب”.

متظاهرون يطالبون بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، خلال تجمع في ساحة الرهائن، تل أبيب، 19 أبريل 2025. (Lior Rotstein/Hostages and Missing Families Forum)

لا تزال الفصائل المسلحة في قطاع غزة تحتجز ما مجموعه 59 رهينة، بينهم 58 من أصل 251 خُطفوا في 7 أكتوبر 2023. ويشمل العدد جثث 35 شخصا على الأقل تأكد مقتلهم بحسب الجيش الإسرائيلي.

ويُعتقد أن هناك 24 رهينة على قيد الحياة وكان من المقرر الإفراج عنهم ضمن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يناير، والذي انهار في شهر مارس الماضي مع استئناف إسرائيل القتال في غزة.

وتعثرت المفاوضات لاستئناف وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن المتبقين، إذ رفضت حماس يوم الخميس اقتراحًا إسرائيليًا لهدنة مؤقتة في قطاع غزة، مؤكدة مجددًا معارضتها لأي اتفاق لا ينص على إنهاء الحرب.

وقد كرر نتنياهو مرارا أنه غير مستعد لإنهاء الحرب حتى يتم القضاء الكامل على حماس، التي تحكم قطاع غزة.

وفي الأسابيع الأخيرة، صدرت عرائض وقعها جنود احتياط حاليين وسابقين، إضافة إلى قطاعات مختلفة من المجتمع الإسرائيلي، تطالب بالتوصل إلى صفقة تُعيد جميع الرهائن، حتى ولو استلزم ذلك إنهاء الحرب.

وتُظهر استطلاعات الرأي باستمرار أن غالبية كبيرة من الإسرائيليين يؤيدون إنهاء الحرب إذا كان ذلك سيؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن.

اقرأ المزيد عن