إسرائيل في حالة حرب - اليوم 396

بحث

سموتريتش يدعو إلى تكثيف الاستيطان في الضفة الغربية وغزة وطرد الفلسطينيين

حلفاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يقولون إن إسرائيل يجب أن تحتفظ بالسيادة من نهر الأردن إلى البحر؛ وزير يقترح دفع الفلسطينيين الذين يؤيدون قيام دولة فلسطينية إلى الهجرة

وزير المالية بتسلئيل سموتريتش (يمين) يتحدث مع رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار خلال مراسم تذكارية في جبل هرتسل في القدس في 27 أكتوبر 2024. (Marc Israel Sellem/POOL)
وزير المالية بتسلئيل سموتريتش (يمين) يتحدث مع رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار خلال مراسم تذكارية في جبل هرتسل في القدس في 27 أكتوبر 2024. (Marc Israel Sellem/POOL)

دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش يوم الأحد إسرائيل إلى ضم الضفة الغربية وقطاع غزة فعليا، داعيا إلى إنشاء مستوطنات جديدة في عمق المناطق الفلسطينية ورحيل العرب ذوي التطلعات القومية.

وتمثل تعليقات زعيم حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف أحدث مثال على دعوة حلفاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السياسيين إلى إعادة إنشاء المستوطنات الإسرائيلية داخل قطاع غزة والتراجع عن انسحاب البلاد من القطاع في عام 2005.

وفي كلمته أمام قمة الشرق الأوسط، وهو مؤتمر في القدس نظمته مؤسسة إسرائيل 365، وهي مؤسسة إعلامية إسرائيلية تستهدف الإنجيليين الأميركيين، وصف سموتريتش المحاولات المتكررة للتوصل إلى حل الدولتين بأنها خاطئة، وحث على التخلي عنها واستبدالها بـ “بيان إسرائيلي لا لبس فيه للعرب والعالم أجمع بأن الدولة الفلسطينية لن تنشأ”.

وأضاف أن التصريح سيأتي من خلال “إنشاء مدن ومستوطنات جديدة في عمق [الضفة الغربية]” والتي ستضم مئات الآلاف من المستوطنين الجدد.

وفي غزة، حيث تخوض إسرائيل حربا استمرت عاما للإطاحة بحركة حماس لكنها لم تحدد بعد كيف ستحكم القطاع، دعا سموتريتش أيضا إلى توسيع السيادة الإسرائيلية، مدعيا أن مكاسبها في الحرب سوف تتبدد بدون نشر القوات والمدنيين هناك بشكل دائم.

وقال: “حيث لا يوجد وجود مدني، لا يوجد وجود عسكري طويل الأمد… لا يوجد أمن وهناك تهديد وجودي لدولة إسرائيل ومواطنيها، ويجب ألا نسمح بذلك”.

وأشار إلى أن هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي نفذته حماس كان من الممكن منعه لو كانت القوات الإسرائيلية والمستوطنات لا تزال موجودة داخل القطاع.

وفي تصريحاته، تضور سموتريتش منح الفلسطينيين حكما ذاتيا محليا محدودا “خاليا من الخصائص الوطنية”، قائلا أنه لن يكون مرحب بالفلسطينيين الذي يسعون لقيام دولة فلسطينية.

وقال إن “الذين لا يريدون أو لا يستطيعون التخلي عن طموحاتهم الوطنية سيتلقون منا المساعدة للهجرة إلى إحدى الدول العربية العديدة التي يستطيع العرب فيها تحقيق طموحاتهم الوطنية، أو إلى أي وجهة أخرى في العالم”.

موقع بناء في مستوطنة معاليه أدوميم بالضفة الغربية في 29 فبراير 2024. (Menahem Kahana/AFP)

وكان سموتريتش واحدا من بين العديد من الوزراء في الحكومة الذين حضروا حدثا الأسبوع الماضي يدعو إلى إعادة إنشاء المستوطنات اليهودية في غزة. وخلال المؤتمر، قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إن “تشجيع الهجرة” للسكان الفلسطينيين في المنطقة هو الحل الأفضل والأكثر “أخلاقية” للصراع.

كما رفض سياسيون آخرون في الائتلاف في حدث “إسرائيل 365″ فكرة قيام دولة فلسطينية. وقال جدعون ساعر، الذي انضم مؤخرًا إلى الائتلاف كوزير بلا حقيبة ويُعتبر التالي في ترتيب تولي منصب وزير الدفاع، للحاضرين إن إسرائيل يجب أن تتخلى عن أي سياسة قائمة على التنازلات و”تقيم جدارا سياسيا حديديا” ضد الجهود الدولية الرامية إلى حل الدولتين.

وأكد رئيس حزب “الأمل الجديد” أنه “لن يكون هناك أي بديل عن السيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة على المنطقة الممتدة من البحر إلى نهر الأردن”.

رئيس حزب “الأمل الجديد” جدعون ساعر أثناء التصويت في قاعة الكنيست في القدس في 29 سبتمبر 2024. (Yonatan Sindel/ Flash90)

واتفق عضو الكنيست عن الصهيونية الدينية أوهاد تال، أحد منظمي المؤتمر، على أنه “يجب أن ندرك أنه لا يمكن أن تكون هناك سوى السيادة اليهودية بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط”.

وقال نتنياهو: “سيقول البعض إن هذا غير واقعي، ونحن نرد بأن سيناريو الدولتين أثبت في حد ذاته أنه وهم خطير. وسيقول آخرون إن العالم لن يسمح بذلك، ونحن نرد بأن الشعب اليهودي بمجرد أن يقرر أن هذا هو الطريق الصحيح، فلن يكون هناك عقبة لا يمكن التغلب عليها”.

وعلى الرغم من اقتراح خطوات من شأنها أن تزيد من عزلة إسرائيل الدولية، قال سموتريتش وساعر إن إسرائيل قادرة على توسيع شراكاتها الإقليمية. وذكر كلاهما المملكة السعودية، التي أصرت على أن أي تطبيع لابد أن يتضمن خطوات نحو إقامة دولة فلسطينية.

وزعم سموتريتش أن مكاسب إسرائيل في الحرب سوف تجذب الرياض، طالما أن القدس والغرب يتعاونان للإطاحة بالنظام الإيراني.

وأشار ساعر إلى أن التحالفات الإقليمية قد تتغير، مشيرا إلى أن تركيا وإيران كانتا في السابق حليفتين لإسرائيل في حين كانت مصر والأردن خصمين. لكنه حذر أيضا من أن الدول السنية التي تقف إلى جانب إسرائيل قد تتخلى عنها.

وأضاف: “توقعاتنا من علاقاتنا معهم يجب أن تكون واقعية ومبنية على الواقع”.

وبحسب ساعر، فينبغي لإسرائيل، باعتبارها أقلية وطنية ودينية في المنطقة، أن تعمل على تعزيز العلاقات مع مجموعات مثل الأكراد والدروز.

أكراد عراقيون يلوحون بعلم إسرائيلي وأعلام كردية خلال فعالية لحث الناس على التصويت في استفتاء الاستقلال في أربيل، شمال العراق، 16 سبتمبر 2017. (Safin Hamed/AFP)

وأضاف أن الأكراد، الذين يبلغ عددهم نحو 40 مليون نسمة موزعين بين تركيا وإيران والعراق وسوريا، “هم من أكبر الأمم في العالم التي لا تمتلك دولة خاصة بها”، لكن تعاون إسرائيل معهم لا يزال محدودا، مشيرا إلى أن إسرائيل لديها مصلحة في تعزيز العلاقات الأمنية والسياسية.

وأضاف أن الأقلية الدرزية في لبنان وسوريا مهددة من قبل إيران والجماعات التابعة لداعش، وهو ما يخلق فرصا للقدس.

وفيما يتعلق بسوريا، قال ساعر أنه لا ينبغي السماح باستخدام البلاد كطريق إمداد للأسلحة الإيرانية المرسلة إلى حزب الله، و”يجب على إسرائيل أن توضح للأسد أنه إذا اختار المساس بأمن إسرائيل… فهو يعرض نظامه للخطر”.

اقرأ المزيد عن