سموتريتش يتعهد بمواصلة الحرب على غزة، لكنه لا يكشف إن كان ينوي عرقلة صفقة الرهائن
وزير المالية اليميني المتطرف يتفاوض مع نتنياهو بشأن اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس؛ ورد إن رئيس الوزراء عرض تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية مقابل بقاء سموتريتش في الحكومة

أصر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش يوم الأربعاء على ضرورة استمرار الحرب في قطاع غزة، لكنه لم يقل صراحة ما إذا كان سيدعم أو يعارض اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس في القطاع الفلسطيني.
وذكرت تقارير أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يضغط على سموتريتش لمقاومة دعوات وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير للانسحاب من الحكومة إذا وافقت على اتفاق الرهائن المقترح.
وبعد عدة مشاورات في اليوم السابق، بما في ذلك لقاءات مع نتنياهو ومساعديه، أصدر سموتريتش، الذي يتزعم حزب الصهيونية الدينية، بيانا مصورا على وسائل التواصل الاجتماعي قال فيه: “نحن في لحظة حاسمة ومصيرية لأمن ومستقبل ووجود دولة إسرائيل”.
لكن لم يكشف سموتريتش عن الطريقة التي ينوي التعامل فيها مع صفقة الرهائن، مشيرا فقط إلى أن أولويته الوحيدة هي “تحقيق أهداف الحرب بشكل كامل، والنصر الكامل، والتدمير العسكري والمدني الكامل لحماس، وإعادة الرهائن إلى ديارهم”.
وقال: “لن أرتاح أو أصمت حتى نحقق هذه الأهداف”.
وكان سموتريتش قد عارض في السابق مقترحات مماثلة لوقف إطلاق النار في حرب غزة، التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023 في أعقاب هجوم حماس على جنوب إسرائيل الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، وخطف 251 آخرين كرهائن في غزة.

وجاء تصريح سموتريتش بعد يوم من دعوة بن غفير له للانضمام إليه في رفض الصفقة والانسحاب من الحكومة إذا تم تنفيذها.
وستحظى الحكومة بأغلبية كافية للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار حتى دون تصويت سموتريتش وبن غفير، لكن التقارير تشير إلى أن نتنياهو يسعى للحصول على أوسع دعم ممكن للاتفاق.
وذكرت القناة 13 أن سموتريتش عقد اجتماعات مع مستشاريه وقادة المستوطنات في الضفة الغربية وحاخامات الثلاثاء.
وبحسب التقرير الذي لم يتم الكشف عن مصدره، قدم سموتريتش لنتنياهو قائمة مطالب مقابل دعمه للصفقة الناشئة.
وتتضمن هذه المطالب عدم تغيير أهداف الحرب المتمثلة في إعادة الرهائن إلى ديارهم وتدمير حماس. كما يريد الوزير وضع آلية لضمان الحفاظ على هذه الأهداف، كما جاء في التقرير.
ويعتقد المقربون من نتنياهو أن بن غفير لن يترك الحكومة دون سموتريتش، ولهذا السبب يتم الضغط على الأخير، بحسب القناة 13.
وخلال لقائهما، أكد نتنياهو لسموتريتش أن إسرائيل لا تستطيع أن تضيع الفرص الناجمة عن إدارة ترامب القادمة، والتي من المتوقع أن تكون أكثر دعمًا لإسرائيل من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن. كما ورد إن نتنياهو أخبر سموتريتش أنه لا يعلم متى ستكون هناك فرصة أخرى للتوصل إلى صفقة الرهائن إذا لم يتم إبرامها الآن.

وذكرت هيئة البث العام “كان” أن نتنياهو عرض على سموتريتش وبن غفير “مكاسب لليمين” مقابل بقائهم في الحكومة.
وهذه المكاسب تتمثل بتعزيز بناء المستوطنات في الضفة الغربية وتعزيز الأمن على طول خط التماس بين الضفة وإسرائيل. ووفقا للتقرير، سيتمكن كل من سموتريتش وبن غفير ادعاء الفضل في هذه التطورات، مما يجعل العرض جذابا لبن غفير، حيث سموتريتش سوف يحصل على كل الفضل إن لم يتعاون الأول.
ويستمد كل من حزب “عوتسما يهوديت” بزعامة بن غفير وحزب “الصهيونية الدينية” بزعامة سموتريتش دعمهما من الناخبين المؤيدين للاستيطان.
ورغم أن سموتريتش لم يوضح بعد كيف سيتصرف إذا تم التصويت على صفقة الرهائن المقترحة في مجلس الوزراء، دعا عضو الكنيست أوهاد تال من حزبه ترامب يوم الثلاثاء إلى معارضة صفقة الرهائن التي يعمل مبعوثه ستيف ويتكوف حاليا على وضع اللمسات الأخيرة عليها في الدوحة مع مساعد بايدن بريت ماكجورك.
وقال خلال إفطار في منتجع ترامب مار إيه لاغو: “الصفقة الحالية، التي دفعت بها إدارة بايدن، هي صفقة فظيعة ستؤدي إلى تراجع كل إنجازات إسرائيل في العام الماضي”.
وقال تال إن ترامب “أكثر من أي زعيم آخر في العالم” يعرف كيف “يفرق بين الخير والشر وأنا أدعوك من هنا ومن هذا المنبر المهم إلى عدم دعم صفقة تترك هذا الشر الكامل المتمثل في حماس في السلطة؛ وعدم دعم صفقة تترك الغالبية العظمى من الرهائن” في الأسر.
A last-minute attempt in Mar a Lago to convince Trump not to support the hostage agreement that is about to be signed. Knesset member @MKOhadTal chairman of the “Religious Zionist” faction said at a conference held at this time in Mar-a-Lago that "we want a deal that will return… pic.twitter.com/fXO39p0MlF
— Ariel Kahana אריאל כהנא (@arik3000) January 14, 2025
ووصف تال فوز ترامب بالانتخابات بأنه “انتصار روحي للقيم التي نعتز بها جميعا”، وقال إن الإدارة القادمة توفر “فرصة لتطبيق السيادة الإسرائيلية الكاملة في يهودا والسامرة، قلب وطن أجدادنا”.
ولم يحضر ترامب الحدث.
وقال العديد من المسؤولين هذا الأسبوع إن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب التي استمرت 15 شهرا أصبح وشيكا، مع إطلاق سراح 33 رهينة في المرحلة الأولى التي تستمر 42 يوما مقابل انسحاب إسرائيلي جزئي من القطاع والإفراج عن مئات الأسرى الأمنيين الفلسطينيين، بما في ذلك أكثر من 150 أسيرا يقضون أحكاما طويلة.
ومن المتوقع أن يؤدي الاتفاق المكون من ثلاث مراحل في النهاية إلى إطلاق سراح جميع الرهائن البالغ عددهم 98، وإنهاء الحرب، وإعادة بناء غزة مع آليات أمنية لإسرائيل.
ويعتقد أن 94 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر ما زالوا في غزة، بما في ذلك جثث ما لا يقل عن 34 شخصا أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
أطلقت حماس سراح 105 مختطف خلال هدنة استمرت أسبوعاً في أواخر نوفمبر، كما أطلقت سراح أربعة رهائن قبل ذلك. وأنقذت القوات ثمانية رهائن أحياء، كما تم انتشال جثث أربعين رهينة، بما في ذلك ثلاثة قتلهم الجيش الإسرائيلي بالخطأ أثناء محاولتهم الفرار من خاطفيهم.
وتحتجز حماس أيضا إسرائيليين اثنين دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى جثتي جنديين إسرائيليين قتلا في عام 2014.