سموتريتش: نتنياهو “يكذب تماما” وكان يائسا للتحالف مع القائمة الموحدة
في تسجيل، رئيس حزب "الصهيونية المتدينة" يقول إن رئيس الوزراء الأسبق يعتبر "مشكلة" وقد تتم إدانته في المحاكمة الجارية ضده، ويريد أن تأتي أي فوائد للجمهور العربي "منا، من الدولة، من اليهود"

في تسجيل بثته قناة تلفزيونية إسرائيلية، بالإمكان سماع زعيم اليمين المتطرف بتسلئيل سموتريتش وهو يقول إن زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو “أراد بشدة” التحالف مع حزب “القائمة العربية الموحدة” الإسلامي عقب الانتخابات التي أجريت في العام الماضي، وأن رئيس الوزراء الأسبق “يكذب تماما” لإنكاره ذلك.
كما وصفت سموتريتش، الذي يرأس حزب “الصهيونية المتدينة”، نتنياهو بأنه “مشكلة” وقال إنه قد تتم إدانته في محاكمته الجنائية الجارية، بحسب التسجيل الذي بثته هيئة البث الإسرائيلية “كان”، التي أفادت أن التصريحات وردت في محادثة خلال العام الماضي.
أفادت تقارير على نطاق واسع أن نتنياهو قدم عروضا سخية لحزب “القائمة العربية الموحدة” للحصول على دعم الحزب لتشكيل حكومة بعد انتخابات مارس 2021، لكن سموتريتش استبعد مثل هذا التحالف في ذلك الوقت، ونفى نتنياهو لاحقا السعي وراء ذلك. وانضم حزب القائمة الموحدة الإسلامي إلى الائتلاف الذي يقوده نفتالي بينيت ويائير لبيد، والذي انهار بعد عام، مما أدى توجه البلاد إلى انتخابات عامة من المقرر إجراؤها في الأسبوع المقبل.
منذ تشكيل الحكومة المنتهية ولايتها في حزيران/يونيو الماضي، انتقد نتنياهو وحزبه الليكود ضمها للحزب العربي، زاعمين أن الائتلاف كان يستند على دعم “مؤيدي الإرهاب” – على الرغم من إدانة حزب القائمة الموحدة للإرهاب مرارا وتكرارا.
وقال سموتريتش، مستخدما كنية نتنياهو “إذا كنت أرغب في الحصول على مقعدين برلمانيين من بيبي، كان علي مهاجمته. إنه يكذب تماما. لم يكن يرغب في التحالف مع القائمة الموحدة؟ كان يائسا لذلك. أنا الوحيد الذي وقفت في الطريق”.
ولكن بما أن نتنياهو ينفي ذلك، قال سموتريتش، “أنا ألتزم بالخط. أنا لا أكذب عندما تتم مقابلتي [حول هذا الموضوع]. أقول، أنا لست مهتما بالماضي – إنه ليس مهما”.

وأضاف أنه “حتى لو كان (نتنياهو) على استعداد لمنحهم أقل قليلا” من الائتلاف الحالي، “هذا لا يصنع فرقا. في اللحظة التي يوافق فيها على تشكيل حكومة معهم، فهو في النهاية يعتمد عليهم. في البداية، كان سيقدم لهم أقل، ولاحقا كان سيعطيهم كل شيء؛ وإلا، لكانوا أسقطوه وكنا سنتجه إلى انتخابات”.
لكن سموتريتش قال إنه “يتماشى مع روايته (نتنياهو) الآن لأنها تخدم ما أعتقد أنه مناسب لشعب إسرائيل.”
حزب “الصهيونية المتدينة” هو جزء من كتلة الأحزاب اليمينية والمتدينة التي يقودها نتنياهو، الذي يسعى إلى استعادة السلطة في الانتخابات المقررة في الأسبوع المقبل. تظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن التحالف على أعتاب الأغلبية في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، عندما يتوجه الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع للمرة الخامسة منذ أبريل 2019 بسبب الجمود البرلماني المستمر.
وعن سبب معارضته لضم القائمة الموحدة، على الرغم من رغبة الحزب المعلنة بوضع القضية الفلسطينية جانبا والتركيز على الشؤون المدنية، قال سموتريتش إنه يريد مساعدة الجمهور العربي، لكنه لا يريد للأحزاب العربية أن تحقق شيئا، لأن ذلك من شأنه “نفخ صدور” الجمهور العربي.
وقال إنه يريد أن تأتي أي فوائد للعرب “منا، من الدولة، من اليهود”.
وقال سموتريتش أيضا إن نتنياهو، صاحب أطول مدة في منصب رئيس الوزراء، سيغادر المشهد السياسي في نهاية المطاف.
وقال “نتنياهو لن يبقى إلى الأبد. الفيزياء وعلم الأحياء سيأخذان مسارهما. في نهاية المطاف، ستتم إدانته في المحكمة أو لا أعرف ماذا. علينا أن نتحلى بالصبر”.
“ليس هناك شك في أن نتنياهو يُعتبر مشكلة، حسنا؟ ولكن الآن علينا الاختيار بين مشكلتين”.

في رده الأولي على بث التسجيل، قال سموتريتش لقناة “كان” إنه ونتنياهو “يعملان ويتعاونان بشكل كامل ووثيق”، بينما أشار إلى أن نشر التسجيل كان يهدف إلى إثارة الخلاف بينهما قبل الانتخابات.
وأصدر لاحقا بيانا منفصلا قال فيه إن التسجيل “قديم” وأنه تحدث مع نتنياهو بشأنه.
وقال “لن نسمح لأي شخص ببذر بذور الصراع بيننا. سوف نعمل معا ونشكل حكومة يهودية ووطنية وصهيونية”. في الأسبوع الماضي، طرح سموتريتش مجموعة من الإصلاحات التي يخطط لها في النظام القضائي، أحدها دعوته إلى إلغاء جريمة “الاحتيال وخيانة الأمانة”، وهو ما قد يساعد في انهاء المحاكمة الجارية لنتنياهو.
في غضون ذلك، أصدر نتنياهو بيانا دعا فيه سموتريتش وشريكه إيتمار بن غفير – الذي يتنافس مع سموتريتش في قائمة مشتركة – إلى “وقف إطلاق النيران الصديقة”.
وقال نتنياهو “الصراع في المعسكر الوطني هو ضد [رئيس الوزراء] لبيد والإخوان المسلمين الداعمين للإرهاب”، في إشارة إلى القائمة الموحدة.
في ترديد لدعوة وجهها الأسبوع الماضي، حث نتنياهو الناخبين اليمينيين على دعم الليكود في الانتخابات المقبلة، بعد أن أظهرت عدة استطلاعات أن حزبه يخسر أصواتا لصالح “الصهيونية المتدينة”.
وقال لسموتريتش ولبن غفير “هناك حاجة لليكود كبير لتشكيل حكومة يمين مستقرة ستكونان جزءا منها على أي حال”.

في الفترة التي سبقت الانتخابات السابقة، ناشد نتنياهو بالمثل أنصاره التصويت لحزب الليكود بدلا من الفصائل الأخرى في كتلته اليمينية والمتدينة، حيث يسعى إلى وضع نفسه في أفضل وضعية للحصول على الفرصة الأولى لتشكيل حكومة بعد الانتخابات.
اندلع الخلاف حول التسجيل بعد ساعات من قول نتنياهو إن بن غفير “يمكن بالتأكيد” أن يكون وزيرا إذا كان هو من سيشكل حكومة بعد الانتخابات، في عكس موقفه السابق بأن السياسي اليميني المتطرف غير “مناسب” ليكون عضوا في مجلس الوزراء.
وعلق بن غفير أيضا على تصريحات سموتريتش في التسجيل، وانتقد شريكه.
وقال بن غفير في تجمع انتخابي: “لم يعجبني ما قيل. لدي انتقادات لنتنياهو … لكن … بالتأكيد ليس بأسلوب كهذا”.
وقال رئيس القائمة الموحدة، منصور عباس، إن التسجيل هو “دليل آخر” على أنه كان محقا في تأكيده بأن نتنياهو عرض على حزبه شروطا سخية مقابل الحصول على دعمه.
وقال عباس للقناة 12 “عرض علينا الليكود اتفاقا ائتلافيا كاملا ووعدنا بشراكة سياسية واستراتيجية”.
وأضاف عباس “سأستمر في تعزيز الشراكة المدنية لصالح المجتمع العربي والمجتمع الإسرائيلي”.
تعليقات على هذا المقال