إسرائيل في حالة حرب - اليوم 433

بحث

سموتريتش: على إسرائيل التعهد بالبقاء في شمال قطاع غزة إلى الأبد ما لم يتم إعادة الرهائن

وزير المالية يرفض أيضا اتفاق "الاستسلام" لإنهاء الحرب، بعد أسابيع من الدعوة إلى إقامة مستوطنات دائمة في غزة؛ رئيس الوزراء يقول إنه سيرفض مرة أخرى إنهاء الحرب بصفقة الرهائن

وزير المالية بتسلئيل سموتريتش يقود اجتماعًا لحزبه الصهيونية الدينية في الكنيست في القدس، 11 نوفمبر 2024. (Yonatan Sindel/Flash90)
وزير المالية بتسلئيل سموتريتش يقود اجتماعًا لحزبه الصهيونية الدينية في الكنيست في القدس، 11 نوفمبر 2024. (Yonatan Sindel/Flash90)

قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش يوم الاثنين إن إسرائيل يجب أن تعيد السيطرة على شمال غزة، وأن تهدد بالبقاء هناك إلى أجل غير مسمى، من أجل الضغط على حركة حماس لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لديها.

وجاءت تعليقات الوزير اليميني المتطرف في خضم هجوم إسرائيلي مكثف في شمال غزة خلال الشهر الماضي والذي أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من سكان غزة. كما جاءت في أعقاب تحذيرات خطيرة من أن الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة، بعد حوالي 13 شهرا من أسرهم، قد لا يصمدون لشتاء آخر.

وقال سموتريتش للصحفيين في الكنيست، قبيل الاجتماع الأسبوعي لكتلة حزبه الصهيونية الدينية، “من أجل إعادة الرهائن، نحتاج إلى احتلال شمال قطاع غزة بالكامل، وإبلاغ حماس بشكل لا لبس فيه أنه إذا لم يتم إعادة الرهائن إلى ديارهم سالمين، فسوف نطبق السيادة الإسرائيلية هناك ونبقى إلى الأبد، وستفقد غزة ثلث أراضيها”. وأكد أن التهديد من شأنه أن يدفع حماس لإبقاء الرهائن على قيد الحياة.

وأضاف سموتريتش: “مع حماس لن نتمكن من التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، لأن ذلك يعني الاستسلام والهزيمة”. وأضاف أن إسرائيل يجب أن “تستمر حتى القضاء على حماس، حتى تقبل [الحركة] شروط الاستسلام”.

وبحسب ما ورد، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست يوم الاثنين إن “الشيء الوحيد الذي تريده حماس هو صفقة تنهي الحرب، وخروج الجيش الإسرائيلي من القطاع، من أجل العودة إلى السلطة”. وقال نتنياهو أنه “ليس مستعدا للسماح بذلك تحت أي ظرف من الظروف”.

وجاء هذا الموقف المتشدد على الرغم من أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن أغلبية كبيرة من الإسرائيليين يؤيدون صفقة الرهائن، حتى على حساب إنهاء الحرب. وفي استطلاع للرأي أجرته القناة 12 ونشر خلال عطلة نهاية الأسبوع، قال 69% من المشاركين إن إعادة الرهائن أكثر أهمية من مواصلة القتال.

إسرائيليون يشاركون في مظاهرة تطالب بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة، في تل أبيب، 16 نوفمبر 2024. (Avshalom Sassoni/Flash90)

وفي تصريحاته يوم الاثنين، قال سموتريتش أنه “إلى جانب فصل الجبهات [بين حماس في غزة وحزب الله في لبنان]، وحرية العمل والدعم الذي سنحصل عليه، إن شاء الله، من إدارة ترامب، سيكون من الممكن هزيمة حماس وإعادة رهائننا إلى ديارهم سالمين”.

الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي دعا الولايات المتحدة إلى تقديم المزيد من الدعم لإسرائيل “لإنهاء المهمة” في غزة والذي ورد أنه حدد جدولاً زمنياً لإسرائيل لإنهاء حملتها قبل تنصيبه، سيعود إلى البيت الأبيض في 20 يناير 2025.

ومنذ أن أشعل هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 الحرب المستمرة، أيد سموتريتش باستمرار الدعوات إلى قيام إسرائيل بضم قطاع غزة وإعادة إنشاء المستوطنات الإسرائيلية هناك.

في الشهر الماضي، حضر سموتريتش حدثاً دعا فيه المتحدثون إلى إعادة بناء المستوطنات، بل ودعا بعضهم إلى طرد الفلسطينيين من القطاع. وفي طريقه إلى المؤتمر، قال سموتريتش إن القطاع “جزء من أرض إسرائيل” وإن “الأمن لا وجود له من دون مستوطنات”.

وفي مؤتمر آخر عقد في أواخر أكتوبر، دعا سموتريتش إلى توسيع السيادة الإسرائيلية لتشمل قطاع غزة، مدعياً ​​أن مكاسب الحرب التي حققتها إسرائيل سوف تتبدد في غياب انتشار القوات والمدنيين هناك على أساس دائم. كما أشار إلى اعتقاده بأن هجوم حماس كان من الممكن منعه لو ظلت القوات والمستوطنات داخل القطاع.

مستوطنون يرقصون في مؤتمر يدعو إلى إعادة إنشاء المستوطنات اليهودية في غزة، 21 أكتوبر 2024. (Jeremy Sharon/Times of Israel)

وتأتي هذه التعليقات الأخيرة في الوقت الذي تشن فيه إسرائيل هجوما مكثفا للقضاء على حركة حماس في الجزء الشمالي من القطاع.

وفي الشهر الماضي، أمرت إسرائيل كل السكان المتبقين في الثلث الشمالي من قطاع غزة، والذين يقدر عددهم بنحو 400 ألف شخص، بالإخلاء إلى الجنوب، ومنعت بحسب التقارير دخول المساعدات الإنسانية لأسابيع قبل السماح بعودتها، تحت ضغط من الولايات المتحدة وغيرها من الدول.

وقالت هيئة وزارة الدفاع الإسرائيلية المسؤولة عن المساعدات الإنسانية إلى غزة إن الانخفاض في عدد شاحنات المساعدات في أكتوبر يرجع إلى إغلاق المعابر بسبب الأعياد اليهودية الكبرى واحياء الذكرى السنوية للهجوم الذي شنته حماس والذي أشعل فتيل الحرب.

في 13 أكتوبر، أرسلت الولايات المتحدة رسالة إلى إسرائيل محذرة إياها من أنها لديها 30 يوما لاتخاذ سلسلة من الخطوات لزيادة المساعدات أو المخاطرة بعدم الامتثال للقانون الأميركي، والذي يحظر تسليم الأسلحة الهجومية إلى الدول التي تمنع الوصول إلى المساعدات الإنسانية.

وفي الرسالة، ورد أن الولايات المتحدة طالبت إسرائيل بتوضيح أنها لا تسعى إلى “عزل شمال غزة”، من خلال تنفيذ ما يسمى بـ “خطة الجنرالات”.

وتنص الخطة، التي أصر الجيش الإسرائيلي أنه لا يقوم تنفيذها، على فرض حصار عسكري على شمال غزة لمنع عودة حماس. وطلب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من رئيس الوزراء أن يرفض الخطة علناً، لكن نتنياهو رفض ذلك في ظل الضغوط من شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف، بحسب ما قال مسؤول أميركي لصحيفة تايمز أوف إسرائيل الشهر الماضي.

نازحون فلسطينيون في مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في خان يونس جنوب قطاع غزة، 18 نوفمبر 2024. (Abed Rahim Khatib/Flash90)

واندلعت الحرب في غزة عندما تسلل مسلحون بقيادة حماس إلى جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر العام الماضي، في هجوم أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، وأسر 251 رهينة، يُعتقد أن 97 منهم ما زالوا محتجزين في غزة.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 43 ألف فلسطيني في القطاع قُتلوا خلال الحرب حتى الآن، على الرغم من أنه لا يمكن التحقق من العدد وهو لا يميز بين المدنيين والمقاتلين. وتقول إسرائيل إنها قتلت حوالي 18 ألف مقاتل في المعارك و1000 مسلح آخر داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.

وبلغت حصيلة قتلى إسرائيل في الهجوم البري ضد حماس في غزة وفي العمليات العسكرية على طول الحدود مع القطاع 378 قتيلاً.

ساهم جيكوب ماغيد وجيريمي شارون وطاقم تايمز أوف إسرائيل في إعداد هذا التقرير

اقرأ المزيد عن