سلطنة عمان تفتح مجالها الجوي لجميع البلدان بما في ذلك إسرائيل
السلطنة الخليجية، التي تلعب تقليديا دور الوسيط بين إيران والغرب، تتخذ الخطوة التي من شأنها خفض ساعات السفر إلى الشرق الأقصى، لكنها لا تتحدث عن معاهدة وشيكة مع القدس
أعلنت سلطنة عمان يوم الخميس أنها ستفتح مجالها الجوي أمام جميع شركات الطيران، مما يسمح للرحلات الجوية المدنية الإسرائيلية بعبور مجالها الجوي.
وكتبت هيئة الطيران المدني العُمانية في تغريدة على تويتر، “التزاما ببنود معاهدة شيكاجو 1944 وإنفاذا للمتطلبات الدولية بعدم التمييز بين الطائرات المدنية أمام جميع دول منظمة الطيران المدني الدولي. نؤكد بأن أجواء سلطنة عُمان مفتوحة أمام جميع الناقلات الجوية التي تستوفي شروط عبور الأجواء العُمانية”، دون ذكر إسرائيل بالاسم.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في رسالة بالفيديو إن التطور يحول إسرائيل إلى “نقطة انتقال مركزية بين آسيا وأوروبا”.
وأضاف أن العمل على فتح الأجواء العمانية بدأ بزيارته إلى عُمان عام 2018.
ووصف وزير الخارجية إيلي كوهين الخطوة بأنها “قرار تاريخي سيقصر زمن الرحلة إلى آسيا، ويقلل التكاليف بالنسبة للإسرائيليين، ويساعد الشركات الإسرائيلية على أن تكون أكثر قدرة على المنافسة”.
كما شكر حاكم عُمان، هيثم بن طارق، والحكومة الأمريكية على مساعدتها في المحادثات التي استمرت شهورا وأدارتها وزارة الخارجية الإسرائيلية.
في يوليو الماضي، قبل زيارة للرئيس الأمريكي جو بايدن، فتحت المملكة العربية السعودية مجالها الجوي أمام جميع الرحلات التجارية. مع الإعلان العُماني، سيكون بإمكان شركات الطيران الإسرائيلية تقصير زمن رحلاتها الجوية إلى وجهات شعبية مثل الهند وتايلاند ما بين ساعتين إلى أربع ساعات.
من المحتمل أن يؤدي التطور إلى خفض أسعار التذاكر أيضا، نظرا لأن شركات الطيران ستوفر المال على الوقود.
بدأت السعودية السماح لشركات الطيران الإسرائيلية بالتحليق فوق أراضيها في ممر جوي خاص فقط للرحلات الجوية من وإلى الإمارات والبحرين بعد توقيع “اتفاقيات إبراهيم”.
لطالما تم طرح اسم عُمان كمرشح تالٍ للانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم. لكن في أواخر العام الماضي، صوت مجلس النواب في البرلمان العُماني على توسيع قانون مقاطعة إسرائيل.
وأوضح نائب رئيس مجلس النواب، يعقوب الحارثي أن التعديل سوف “يوسع التجريم ويوسع المقاطعة” لإسرائيل ، حسبما جاء في حساب وكالة الأنباء “واف” على تويتر.
خلال زيارته عام 2018، أفادت تقارير أن نتنياهو تلقى التزاما من السلطان قابوس آنذاك بفتح المجال الجوي العماني أمام الخطوط الجوية الإسرائيلية. ومع ذلك، تراجع خليفة قابوس، هيثم بن طارق، عن القرار.
يقول موران زاغا، الخبير في شؤون منطقة الخليج في “ميتفيم – المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية والإقليمية”: “هيثم أكثر حذرا في سياسته الخارجية بسبب قلة خبرته وتفضيله الجلوس على الحياد”.
إن تحفظ العمانيين بشأن العلاقات مع إسرائيل ينبع في جزء منه من ضغوط الجارة إيران.
سيزور هيثم بن طارق طهران في الأيام المقبلة لعرض وساطته بين إيران والولايات المتحدة بشأن المحادثات النووية المتوقفة، بحسب قناة “إيران إنترناشول”.
تلعب عُمان تقليديا دور الوساطة. وكان المبعوث الأمريكي الخاص لإيران روبرت مالي قد زار البلاد الأسبوع الماضي.
كما التقى مسؤولون إيرانيون وأمريكيون في عُمان في السنوات التي سبقت الاتفاق النووي الموقع في 2015.