إسرائيل في حالة حرب - اليوم 648

بحث

سلاح البحرية الإسرائيلي يستعد لمنع سفينة احتجاجية على متنها شخصيات بارزة من الوصول إلى غزة

سفينة "مادلين" التابعة لأسطول الحرية، التي تبحر تحت علم بريطانيا، من المقرر أن تصل إلى المياه الإقليمية الإسرائيلية في الأيام القادمة؛ من المرجح أن تؤدي الاشتباكات مع النشطاء، بمن فيهم غريتا ثونبرغ، إلى إثارة ردود فعل غاضبة

ناشطة المناخ غريتا ثونبرغ تصعد على متن السفينة "مادلين" قبل الإبحار إلى غزة برفقة نشطاء من تحالف أسطول الحرية، من ميناء كاتانيا في صقلية بإيطاليا، 1 يونيو 2025. (AP/Salvatore Cavalli)
ناشطة المناخ غريتا ثونبرغ تصعد على متن السفينة "مادلين" قبل الإبحار إلى غزة برفقة نشطاء من تحالف أسطول الحرية، من ميناء كاتانيا في صقلية بإيطاليا، 1 يونيو 2025. (AP/Salvatore Cavalli)

من المتوقع أن يقوم سلاح البحرية الإسرائيلي باعتراض بعثة ناشطين بارزين تبحر متوجهة إلى غزة لتحدي الحصار الإسرائيلي، إذا اقتربت السفينة من المياه الإقليمية الإسرائيلية في الأيام المقبلة.

ومن المرجح أن تؤدي الاشتباكات على متن السفينة ”مادلين“، التي نظمها ”تحالف أسطول الحرية“ المؤيد للفلسطينيين والمناهض لإسرائيل، إلى إثارة ردود فعل دبلوماسية غاضبة، حيث أفادت تقارير أن فرنسا وبريطانيا تراقبان الوضع.

ومن بين النشطاء الـ 12 على متن السفينة، التي تبحر تحت العلم البريطاني، ناشطة المناخ السويدية غريتا ثونبرغ، والناشط البرازيلي تياغو أفيلا، والممثل الأيرلندي في مسلسل ”صراع العروش“ ليام كننغهام، وريما حسن، عضو البرلمان الأوروبي الفرنسية من أصل فلسطيني.

وكانت حسن، وهي واحدة من ستة مواطنين فرنسيين على متن السفينة، قد مُنعت في شهر فبراير من دخول إسرائيل بسبب تصريحاتها السابقة الداعمة للعقوبات والكفاح المسلح ضد إسرائيل.

وقال مسؤولو دفاع إسرائيليون لـ”تايمز أوف إسرائيل“ إنهم يراقبون مسار السفينة، حيث يتخذ النشطاء مسارا بديلا لاصطحاب مهاجرين سودانيين يحاولون عبور البحر المتوسط.

ومع ذلك، إذا واصلت السفينة طريقها إلى غزة، فسوف يعترضها سلاح البحرية، حسبما أفاد المسؤولون. وبالسرعة الحالية، من المرجح أن تصل السفينة ”مادلين“ إلى القطاع خلال نهاية الأسبوع. وقد يتم سحب السفينة إلى ميناء أشدود أو تركها في البحر، حسبما أفادت هيئة البث الإسرائيلية ”كان“ في وقت سابق من هذا الأسبوع.

ناشطة المناخ غريتا ثونبرغ، في الوسط، تنتظر صعودها على متن السفينة مادلين، قبل الإبحار إلى غزة مع نشطاء من تحالف أسطول الحرية، من ميناء كاتانيا في صقلية، إيطاليا، 1 يونيو 2025. (AP/Salvatore Cavalli)

وردا على استفسار، قال الجيش الإسرائيلي إنه ”يفرض الحصار الأمني البحري على قطاع غزة، وهو مستعد وجاهز لمواجهة مجموعة واسعة من السيناريوهات التي سيتعامل معها وفقا لتوجيهات القيادة السياسية“.

ونقلت القناة 12 مساء الخميس عن دبلوماسي فرنسي قوله إن ”فرنسا تراقب عن كثب هذه السفينة بسبب وجود ستة مواطنين فرنسيين على متنها. وفرنسا مستعدة لتقديم المساعدة لمواطنينا الذين على متنها إذا لزم الأمر“. ورفض الدبلوماسي الإفصاح عن الأسباب التي قد تستلزم مثل هذا التدخل، حسبما ذكر التقرير.

ونقلت القناة 12 عن مسؤول بريطاني قوله إن المملكة المتحدة تراقب الوضع، وألمح إلى أن الحكومة البريطانية لم تكن على علم في البداية بأن السفينة ”مادلين“ تبحر تحت علم المملكة المتحدة.

وأفادت الشبكة التلفزيونية أن مصادر إسرائيلية قالت إن القدس طلبت من بريطانيا منع السفينة من رفع العلم البريطاني، لكن بريطانيا رفضت الطلب بسبب ما قالت إنها قوانين الملاحة البريطانية. وذكر التقرير أن الحكومة البريطانية طلبت من إسرائيل ضمان سلامة السفينة “مادلين” وركابها.

وقد شددت كل من الحكومتين الفرنسية والبريطانية مؤخرا من حدة لهجتهما ضد اسئتناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة والوضع الإنساني هناك.

أضرار لحقت بالسفينة Conscience بعد ما وصفته منظمة ”تحالف أسطول الحرية“ التي تقوم بتشغيل السفينة بأنه هجوم بطائرة مسيرة إسرائيليةار في المياه الدولية بالقرب من مالطا، في 2 مايو 2025. ((Screen capture: Instagram/Flotilla Freedom Coalition)

واتهم نشطاء شاركوا في بعثة سابقة لـ”أسطول الحرية“، التي أبحرت إلى غزة تحت علم بالاو في أوائل الشهر الماضي، إسرائيل بشن غارة بطائرة مسيرة على قاربهم قبالة سواحل مالطا، حيث كان من المقرر أن تصعد ثونبرغ على متنه.

ومنعت بالاو، التي تربطها علاقات ودية بإسرائيل، السفينة من رفع علمها قبل وقت قصير من الهجوم على ”كونشينس“ (Conscience)، وفقا للنشطاء، الذين اتهموا مالطا أيضا بمنعهم من الدخول. تُركت السفينة المتضررة عالقة ومُنعت من الرسو في عدة دول لعدم رفعها علم أي بلد، إلى أن عرضت مالطا إصلاحها.

أبحرت أحدث بعثة لأسطول الحرية من صقلية يوم الأحد. يوم الخميس، قالت حسن إن السفينة “مادلين” غيرت مسارها جنوبا لإنقاذ قارب يحمل مهاجرين قبالة الساحل الليبي.

وصل المهاجرون إلى السفينة في الوقت الذي استولى فيه خفر السواحل الليبي على الزورق، لكن أربعة أشخاص قفزوا إلى الماء وتم انتشالهم من قبل ركاب السفينة ”مادلين“، حسبما قالت حسن.

وأضافت: ”تمكنا من إنقاذهم، وهم معنا على متن السفينة“. ولم يتضح ما إذا كان المهاجرون سيواصلون الإبحار إلى غزة على متن السفينة ”مادلين“، أو ما إذا كانت السفينة ستقوم بمسار آخر لإيصالهم إلى بر الأمان.

تأتي البعثة إلى غزة في الوقت الذي وسعت فيه إسرائيل حملتها العسكرية البرية في القطاع، بعد حوالي 20 شهرا من اندلاع الحرب هناك على إثر هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023. واستؤنف الهجوم الإسرائيلي بعد شهرين من قيام إسرائيل بوقف تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وتتهم إسرائيل حركة حماس باحتكار المساعدات. في محاولة للالتفاف على الحركة، بدأت وكالة إغاثة مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل بالعمل في غزة في الأسبوع الماضي، لكن منظمات إنسانية أخرى اتهمتها بتعريض طالبي المساعدات للخطر، والذين قُتل العشرات منهم على يد إسرائيل، بحسب تقارير.

فرضت إسرائيل حصارا بحريا على غزة بعد فترة وجيزة من استيلاء حماس على القطاع في عام 2007. وفي عام 2012، اعترض سلاح البحرية الإسرائيلي أسطول الحرية الذي كان في مهمة لكسر الحصار.

بعد أن رفضت القافلة الأوامر بتغيير مسارها إلى أشدود، صعدت قوات الكوماندوز الإسرائيلية على متن إحدى السفن، وهي “مافي مرمرة”، التي كانت تقل أكثر من 600 راكب. وبعد مقاومة عنيفة، أطلقت قوات الكوماندوز النار، مما أسفر عن مقتل 10 ناشطين أتراك. كما جُرح عشرة جنود إسرائيليين خلال الهجوم.

اقرأ المزيد عن