إسرائيل في حالة حرب - اليوم 641

بحث

سكان غزة يقتحمون مركز المساعدات الجديد في القطاع

الجيش الإسرائيلي يؤكد إطلاقه النار في الهواء وليس على المركز نفسه؛ منظمة إغاثة مدعومة من الولايات المتحدة تقول إن المراكز وزعت 8000 صندوق غذاء؛ الأمم المتحدة تقول إن الآلية بعيدة عن تحقيق أهداف المساعدات

اقتحم آلاف الفلسطينيين يوم الثلاثاء أحد مواقع توزيع المساعدات التي أقيمت حديثا في جنوب غزة في رفح، بعد ساعات فقط من إعلان الجيش عن بدء العمل لأول مرة بآلية المساعدات الجديدة التي تدعمها إسرائيل والولايات المتحدة.

وأظهرت لقطات نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي حشودا تتدفق إلى المنطقة وتأخذ صناديق الطعام.

وأكد الجيش الإسرائيلي، الذي يؤمن المنطقة المحيطة بالمنشأة، أن الجنود أطلقوا طلقات تحذيرية خارج المجمع، لكنه نفى التقارير التي زعمت أنه أطلق النار من مروحية أو نحو المركز نفسه.

وقال مصدر عسكري إن مروحية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي كانت تحلق فوق البحر وقت وقوع الحادث، لكنها لم تكن قريبة من موقع توزيع المواد الغذائية.

وأضاف الجيش ”تمت السيطرة على الوضع، ومن المتوقع أن تستمر عمليات توزيع المواد الغذائية كما هو مخطط لها، ولم تتعرض قوات جيش الدفاع لأي خطر“.

ووفقا لتقارير فلسطينية، فر أفراد الأمن الأمريكيون المكلفون بتأمين المنطقة من مكان الواقعة. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات في الحادث.

وسعت “مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF)، التي أنشئت حديثا بدعم من إسرائيل، إلى التقليل من أهمية الحادث، قائلة إن مقاوليها الأمنيين الأمريكيين تراجعوا للسماح لـ ”عدد قليل“ من الأشخاص بأخذ الطعام.

وقالت GHF في بيان أن ”الاحتياجات على الأرض كبيرة. في وقت متأخر من بعد الظهر، كان عدد الأشخاص في مركز التوزيع كبيرا لدرجة أن فريق GHF تراجع للسماح لعدد قليل من سكان غزة بأخذ المساعدات بأمان والتفرق“.

وقبل اقتحام المركز، قالت منظمة GHF إن ”حوالي 8 آلاف صندوق من المواد الغذائية تم توزيعها حتى الآن. كل صندوق يكفي لإطعام 5.5 أشخاص لمدة 3.5 أيام، بإجمالي 462 ألف وجبة“.

وأكدت GHF أن عملياتها عادت إلى طبيعتها.

وأعلن الجيش في وقت سابق أن اثنين من المواقع الأربعة التي تم إنشاؤها مؤخرا بدأت العمل لأول مرة، حيث قام المركزان في البداية بتوزيع طرود غذائية على آلاف الأسر الفلسطينية.

ومع ذلك، حاول مسؤول أمني إسرائيلي التقليل من أهمية الحادث، قائلا لموقع “واينت” إن المساعدات لم تتعرض للنهب.

وتدير مراكز المساعدات التي افتتحت حديثا مؤسسة GHF، وهي منظمة أمريكية مدعومة من إسرائيل، وتهدف إلى تجاوز الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة التقليدية في محاولة لمنع وصول الإمدادات إلى حماس.

وامتنعت الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى عن تقديم الدعم الضروري لـ GHF، بدعوى أن مبادرتها للمساعدة تنتهك المبادئ الإنسانية لأنها تضطر سكان غزة إلى السير لمسافات طويلة للحصول على المساعدات وتقتصر على جنوب غزة، وهو إجراء من شأنه أن يؤدي إلى تهجير السكان الفلسطينيين قسرا.

تقع ثلاثة من مواقع التوزيع في منطقة تل السلطان جنوب رفح في غزة، بينما يقع الرابع في منطقة محور نتساريم جنوب مدينة غزة. والموقعان اللذان بدأ العمل فيهما يوم الثلاثاء يقعان في رفح.

وقال الجيش الإسرائيلي في أول تعليق رسمي له على مواقع المساعدات: ”تم إنشاء مراكز التوزيع خلال الأشهر القليلة الماضية، بتسهيل من القيادة السياسية الإسرائيلية وبالتنسيق مع الحكومة الأمريكية“.

يظهر مخطط معلومات نشره الجيش الإسرائيلي في 29 مايو 2025 مواقع توزيع المساعدات في قطاع غزة. (Israel Defense Forces)

وأضاف ”تزامنت هذه العملية مع حوار وتعاون مستمرين مع جيش الدفاع، من خلال القيادة الجنوبية ووحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وكذلك مع منظمات الإغاثة الدولية ومؤسسة غزة الإنسانية وشركة الأمن المدنية الأمريكية“.

وتابع الجيش الإسرائيلي بالقول إنه سيواصل ”تسهيل المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، مع بذل كل جهد ممكن لضمان عدم وصول المساعدات إلى أيدي منظمة حماس الإرهابية“.

وأظهرت الصور صناديق مساعدات تحتوي على أكياس من الأرز والفاصوليا المجففة، بالإضافة إلى الدقيق والزيت والملح والخضروات المعلبة، وكثير منها في عبوات إسرائيلية.

فلسطيني يجلس أمام محتويات طرد غذائي من مؤسسة مدعومة من الولايات المتحدة تعهدت بتوزيع مساعدات إنسانية في غرب رفح جنوب قطاع غزة في 27 مايو 2025. (Photo by AFP)

حتى قبل الفوضى التي اندلعت يوم الثلاثاء، أعرب الفلسطينيون عن قلقهم إزاء البرنامج الجديد.

وقال أبو أحمد (55 عاما)، وهو أب لسبعة أطفال: “على قد ما أنا بدي أروح لأني جوعان وأطفالي جوعانين كمان على قد ما أنا خايف برضه“. وأضاف في رسالة على تطبيق واتساب للتراسل “أنا خايف لأنه بيقولوا الشركة إسرائيلية ومرتزقة، وكمان المقاومة حكت أنه ما نروح”.

وحذرت حماس، التي واجهت في الأشهر الأخيرة احتجاجات من العديد من الفلسطينيين الذين يريدون إنهاء الحرب المدمرة، السكان من دخول مواقع GHF، قائلة إن إسرائيل تستخدم الشركة لجمع معلومات استخباراتية.

فلسطيني يحمل محتويات طرد غذائي من مؤسسة مدعومة من الولايات المتحدة تعهدت بتوزيع مساعدات إنسانية في غرب رفح، جنوب قطاع غزة، 27 مايو 2025. (AFP)

وجاء في بيان نشرته الجبهة الداخلية التابعة لحركة حماس، ”لا تذهبوا إلى رفح… لا تقعوا في الفخ… لا تخاطروا بحياتكم. بيوتكم هي حصنكم. البقاء في أحيائكم هو البقاء على قيد الحياة، والوعي هو حمايتكم“.

وأضاف البيان ”هذه المخططات ستفشل بفضل صمود شعب لا يعرف الهزيمة“.

وقال أبو أحمد لرويترز عبر تطبيق للتراسل “قبل الحرب، ثلاجتي كانت ملانة لحمة وفراخ وأجبان وألبان وكوكا كولا وحاجات وكل شي، اليوم قاعد باشحد رغيف خبز”.

مع بدء عمل الآلية، قال ينس ليرك، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، إن GHF تشتت الانتباه عن الأمور الضرورية، مثل فتح نقاط العبور.

فلسطينيون نازحون يتلقون طرود غذائية من مؤسسة مدعومة من الولايات المتحدة تعهدت بتوزيع مساعدات إنسانية في غرب رفح جنوب قطاع غزة، 27 مايو 2025. (AFP)

بالإضافة إلى ذلك، قالت جولييت توما، مديرة التواصل والاعلام في وكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونـروا)، إن الأمم المتحدة لا تعرف ما الذي يتم توزيعه.

وقالت ”ليس لدينا أي معلومات. نحن نعرف ما هو مطلوب، ونعرف ما هو مفقود، ونحن بعيدون جدا عن الهدف اليومي“.

كما قالت توما “الاحتياجات هي 500-600 شاحنة على الأقل يجب أن تدخل غزة محملة بالإمدادات. ليس فقط الغذاء، بل أيضا الأدوية والمستلزمات الطبية واللقاحات للأطفال والوقود والمياه وغيرها من الضروريات الأساسية لبقاء الناس على قيد الحياة”، مضيفة “لدينا أكثر من 3 آلاف شاحنة، ليس فقط محملة بالغذاء، بل أيضا بالأدوية، مصطفة في أماكن مثل الأردن ومصر، في انتظار الضوء الأخضر للدخول، وهي تحمل أدوية ستنتهي صلاحيتها قريبا”.

على الرغم من أن GHF هي شركة أمريكية من الناحية الفنية، إلا أنها تأسست في وقت سابق من هذا العام بالتنسيق الوثيق مع السلطات الإسرائيلية، التي رأت أن آليات توزيع المساعدات الحالية التي تقودها الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى غير كافية لمنع حماس من تحويل المساعدات.

أرادت إسرائيل إنشاء عدد صغير من مواقع التوزيع حيث يمكن لممثلين عن الأسر تم اختيارهم مسبقا استلام صناديق ثقيلة مليئة بالمواد الغذائية لعائلاتهم في منطقة آمنة تديرها شركات أمريكية خاصة.

الشرطة تخلي متظاهرين حاولوا منع وصول المساعدات إلى غزة

في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، قالت الشرطة إنها أخلت متظاهرين إسرائيليين أغلقوا مخرج ميناء أشدود في محاولة لمنع شاحنات تحمل مساعدات إنسانية من الوصول إلى غزة.

وقالت الشرطة أنه تم اعتقال اثنين من النشطاء بتهمة الإخلال بالنظام العام ورفض الامتثال لأوامر الشرطة بإخلاء الطريق.

وفقا للتقارير، فإن الاثنين هما روت بن حايم، رئيسة مجموعة الناشطين ”تساف 9“، التي قادت الجهود لمنع وصول المساعدات إلى غزة، وأحد أقارب الرهينة المقتولة مايا غورين.

وأظهرت لقطات فيديو من مكان الحادث الفوضى التي سادت أثناء محاولة الشرطة إخلاء المتظاهرين والناشطين من مجموعة ”نقف معا“، التي وصلت على ما يبدو إلى مكان الحادث لحماية الشحنات.

وقالت الشرطة في بيان: ”أعادت الشرطة النظام إلى المنطقة وتواصل مساعدة جيش الدفاع في تأمين شحنات المساعدات“.

تحت ضغط متزايد من حلفائها، بدأت إسرائيل الأسبوع الماضي في السماح بدخول كميات قليلة من المساعدات الإنسانية إلى غزة بعد أن منعت دخول جميع المواد الغذائية والأدوية والوقود وغيرها من السلع منذ 2 مارس. وتحذر منظمات الإغاثة من حدوث مجاعة، قائلة إن المساعدات التي وصلت لا تكفي على الإطلاق لتلبية الاحتياجات المتزايدة.

قالت وزارة الصحة في غزة يوم الاثنين إن ما لا يقل عن 3822 فلسطينيا قُتلوا في القطاع منذ انهيار وقف إطلاق النار الأخير في 18 مارس، مما يرفع العدد الإجمالي لقتلى الحرب إلى 53,977، وهو عدد لا يمكن التحقق منه وهو لا يميز بين المدنيين والمقاتلين.

اندلعت الحرب في 7 أكتوبر 2023، عندما اقتحم مسلحون بقيادة حماس إسرائيل، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، واختطاف 251 آخرين. ولا تزال الجماعات المسلحة في قطاع غزة تحتجز 58 رهينة، بينهم 57 من أصل 251 اختُطفوا في 7 أكتوبر.

اقرأ المزيد عن