سكان جنين يتحدثون عن فرارهم من منازلهم خلال عملية الجيش الإسرائيلي في المدينة
أحد السكان الفلسطينيين المحليين يقول إن الجيش استولى على منزله ووضع قناصة على السطح، بينما فر الآلاف من المدينة الواقعة بالضفة الغربية، لا سيما من المخيم
قال سامر علاونة، وهو من سكان جنين، مساء الثلاثاء إنه أُجبر وعائلته على ترك منزلهم في المدينة الواقعة الضفة الغربية ليل الأحد – الاثنين، وغادر المدينة مع زوجته وأطفاله الأربعة، ولم يعرف متى سيتمكنون من العودة.
منذ بدء عملية الجيش الإسرائيلي في جنين، غادر آلاف السكان المدينة ومخيمها خوفا من تصعيد العنف.
وقال علاونة، وهو مرشد سياحي، لـ”تايمز أوف إسرائيل” إنه أول مرة سمع فيها تحليق طائرة مسيرة فوق منزله كانت في حوالي الساعة الواحدة من فجر الإثنين، مع بدء العملية. ثم سمع دوي انفجار قادم من المخيم.
بعد ذلك، قال إنه رأى مركبات عسكرية تمر بالقرب من منزله وبدأ يشعر بالقلق على أسرته مع استمرار العملية.
وروى علاونة “لم أكن أعرف ما الذي عليّ فعله. كان أطفالي خائفين للغاية عندما رأوا الدبابات الإسرائيلية قريبة جدا من منزلنا، وبدأوا في البكاء. كل ما كنت أفكر فيه في هذه المرحلة كأب هو كيف أحمي عائلتي”.
في وقت لاحق الإثنين، في حوالي الساعة الثانية بعد الظهر، قال سامر إنه سمع طرقا على بابه وأن خمسة جنود إسرائيليين على الأقل اقتحموا منزله وأجبروه وعائلته على ترك المنزل.
وزعم أن الجيش شرع في وضع قناصة على سطح منزله، وقال إنه لم يتمكن من العودة إلى المنزل منذ ذلك الحين، حيث يتواجد الآن في بلدته الأم، جبع، مع أسرته، على بعد 25 كيلومترا من جنين، في انتظار انتهاء العملية العسكرية. وقال إن الطرق المؤدية من وإلى جنين مغلقة.
وأضاف أن نجل جاره نور الدين مرشود كان من بين القتلى الفلسطينيين العشرة في الساعات الأولى من العملية. انتشرت صور مرشود وهو يحمل ببندقية هجومية على وسائل التواصل الاجتماعي.
بعد تحقيق أجرته تايمز أوف إسرائيل، أكد الجيش الإسرائيلي أنه في بعض الحالات تم استخدام منازل مدنية بإذن مسبق من القائد العسكري الإقليمي.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أن عملية جنين نُفِّذت “بطريقة هادفة ومحدودة، لإحباط التهديد الإرهابي ضد المواطنين الإسرائيليين، بناء على معلومات استخبارية”.
كما علق علاونة على هجوم الدهس والطعن يوم الثلاثاء ضد المدنيين في تل أبيب، واصفا إياه بأنه “رد فعل طبيعي” على عملية الجيش الإسرائيلي في جنين. كما قال إنه لا يقبل مزاعم الجيش الإسرائيلي بأن مسلحين فلسطينيين يستخدمون مسجد الأنصاري كمستودع أسلحة، واصفا المزاعم بأنها “ملفقة”. وقال الجيش الإسرائيلي، الذي سيطر على المسجد بعد ظهر يوم الإثنين في أعقاب تبادل لإطلاق النار مع مسلحين فلسطينيين في المنطقة، إن المسجد تحول إلى مخبأ “محصن”، مكتمل بنفق تحت الأرض ومخبأ للأسلحة.
غادر آلاف الفلسطينيين جنين منذ بدء العملية، ولا سيما سكان مخيم جنين، حيث فر ما لا يقل عن 3000 شخص من إجمالي عدد السكان البالغ 18000 نسمة، ووجدوا مأوى لهم في المدارس والمساجد والمراكز الطبية وأماكن أخرى في جميع أنحاء الضفة الغربية.
وقال العديد من سكان جنين إن الجيش الإسرائيلي طلب منهم مغادرة منازلهم أثناء العملية.
ونفى مسؤولون إسرائيليون الأمر بإخلاء المخيم، زاعمين أن الناس غادروا بمحض إرادتهم، خشية حدوث تصعيد في المخيم بسبب الوجود الدائم للمسلحين. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أفيحاي أدرعي، إن التقارير بشأن الإخلاء “لا أساس لها من الصحة”.
وبحسب موقع “واينت” الإخباري، ترك عدد من المدنيين أبواب منازلهم مفتوحة وتركوا أموالا وطعاما للمسلحين الفلسطينيين.
في أحد المنازل، ترك السكان وراءهم مذكرة كتبوا فيها إن الثلاجة ممتلئة بالطعام، وأن هناك 700 شيكل (190 دولارا) في الفريزر، وإذا لزم الأمر، كان هناك طريق للفرار من الفناء الخلفي.
وقال أحد سكان منطقة جورة الذهب في المخيم، والذي ذكر فقط اسم عائلته، إغبارية، لموقع واينت إن الحي الذي يسكن فيه تعرض للقصف وغادر جميع سكانه خوفا من “نفاد الطعام لإطعام أطفالنا”.
وقال: “مررنا بجانب الجيش الإسرائيلي عندما غادرنا المخيم، وفهم الجنود أننا سنغادر بسبب الوضع، ولم يتعرضوا لنا”، لكنه أضاف أن هذا لم يخفف من خوف الأسرة.
“كنا خائفين من أننا سنموت ومن أننا لن نخرج أحياء”.