سكان الشمال يخططون للانفصال عن إسرائيل في احتجاجات يوم الاستقلال
السكان ينظمون سلسلة من الاحتجاجات ضد فشل الحكومة في إعادة نحو 60 ألف شخص تم إجلاؤهم بسبب القتال على الحدود إلى منازلهم
أعلن مسؤولون الجمعة أن سكان شمال إسرائيل سيحيون يوم الاستقلال الأسبوع المقبل بمسيرات ومظاهرات وانفصال رمزي عن إسرائيل احتجاجا على فشل الحكومة بتمكين آلاف المواطنين النازحين من العودة إلى ديارهم.
وأُجبر حوالي 60 ألف من سكان البلدات والقرى الواقعة على طول الحدود الشمالية لإسرائيل على ترك منازلهم منذ أكتوبر بسبب هجمات حزب الله وجمعات أخرى شبه اليومية بالقذائف والصواريخ المضادة للدبابات. واستمرت الهجمات على الرغم من التحذيرات الإسرائيلية المستمرة من أنها قد تشن حربًا لإبعاد التهديد عن الحدود وإعادة الحياة الطبيعية إلى المنطقة، حيث يواجه معظم الأشخاص الذين تم إجلاؤهم احتمال البقاء بلا مأوى في المستقبل المنظور.
وقال رئيس مجلس ماتيه آشر الإقليمي موشيه دافيدوفيتش “هذا العام، يوم الاستقلال هو يوم حداد في مدن الخطوط الأمامية. وفي مدن الخطوط الأمامية، لا توجد حياة. لا يوجد أشخاص. لا توجد عائلات”.
ومن بين الاحتجاجات المقررة بمناسبة الذكرى الـ 76 لتأسيس البلاد، والتي سيتم الاحتفال بها ليل الاثنين والثلاثاء، ستغلق ثماني بلدات قريبة من الحدود الإسرائيلية اللبنانية أبوابها في إجراء رمزي. ويتم التخطيط في الوقت نفسه لمظاهرات لإغلاق تقاطعات رئيسية في الشمال، حسبما أفاد موقع “واللا” الإخباري.
وقال رئيس المجلس الإقليمي شلومي غابي نعمان لموقع والا “نعم، [نحن نحتج] في يوم الاستقلال. نحن نواجه حكومة لا تعرف كيف تقرر ماذا وكيف، وهناك شعور صعب بأن الحكومة انفصلت عنا – لذلك نحن ننفصل عنها”.
يوم الخميس، أعلنت مجموعة من المسؤولين البلديين والإقليميين الشماليين تحت ما يسمى بـ“منتدى الخط الأمامي” أنهم سيحيون يوم الاستقلال من خلال الانفصال الرمزي عن إسرائيل وتأسيس “دولة الجليل”.
وقال دافيدوفيتش، الذي يرأس المنتدى، “لن يتم تعليق الأعلام على الشرفات” في دولة الجليل.
وأضاف أن السكان المحليين سينضمون إلى مسؤولي البلديات عند تقاطعات الطرق الرئيسية للمشاركة في مظاهرات “بسبب فقدان الاتجاه وعدم تركيز الحكومة الإسرائيلية”.
وقال دافيدوفيتش لموقع “واينت” الإخباري إن “جميع رؤساء سلطات الخطوط الأمامية سينظمون صفوفهم مع السكان لتطهير الحكومة من داخلنا”، معربًا عن الغضب وعدم الثقة في القيادة الوطنية. “سنقوم بإنشاء عملية فك ارتباط من الحكومة غير المسؤولة التي تخلت عن أجمل جزء من البلاد في إسرائيل، وسنتخذ إجراءات قريبا”.
وبحسب موقع “واللا”، تم تحرك المتظاهرون في أعقاب تقارير تفيد بأن نتنياهو رد باستخفاف على المخاوف من احتمال استمرار نزوح سكان الشمال بعد بدء العام الدراسي في الأول من سبتمبر.
“ماذا لو عادوا إلى منازلهم بعد أشهر قليلة من شهر سبتمبر؟” نقلت وسائل إعلام عبرية عنه قوله خلال اجتماع لمجلس الوزراء مؤخرا.
وفي غضون ذلك، من المقرر أن يتم التصويت على خطة الحكومة لإعادة إعمار شمال إسرائيل في المجلس الوزاري الأسبوع المقبل. ولكن أفاد موقع “واينت” يوم الجمعة أن سكان الشمال غير راضين أبدا عن القرار المقترح.
ووفقا للتقرير، فقد اقترح المدير العام لمكتب رئيس الوزراء يوسي شيلي خطة ولكن تم إلغاؤها بعد الاكتشاف أن بلديات البلدات الشمالية لم تشارك في التخطيط.
وبدأ العمل على خطة جديدة من المفترض أن تأخذ في الاعتبار مخاوف سكان الشمال. ولكن أرسل دافيدوفيتش رسالة إلى شيلي يقول فيها إنه ما زال يتم تجاهل تعليقاتهم.
وقال دافيدوفيتش إن الخطة لا تقدم تفاصيل بشأن الأموال التي سيتم تخصيصها لكل بلدة، وهذا سيؤدي إلى صراع داخلي بين بلديات البلدات الشمالية حول التمويل.
وكتب دافيدوفيتش “تفتخر الخطة بمشاريع وميزانيات موجودة بالفعل في المكاتب الحكومية، ولكنها تتجاهل جميع نقاط التركيز والمشاريع والاحتياجات التي أثرناها”.
وإحدى القضايا التي أثيرت هي مبلغ 1.4 مليار شيكل (375 مليون دولار) الذي توفره الخطة بشكل جماعي لجميع البلدات الشمالية للحماية من إطلاق الصواريخ، في حين أن كريات شمونة – التي تعرضت للقصف عدة مرات منذ بدء الأعمال العدائية مع حزب الله في 8 أكتوبر – تحتاج لوحدها 2 مليار شيكل (536 مليون دولار) للتعامل بشكل مناسب مع هذه القضية.
وهناك شكوى أخرى وهي أن البرنامج لا يقدم أي مزايا ضريبية لسكان الشمال، وبالتالي يثبط عزيمة السكان والشركات من العودة إلى المنطقة المقصوفة.
وقال دافيدوفيتش لموقع واينت “في 23 يناير، اجتمعنا مع نتنياهو ووعدنا بأنه ستتم الموافقة خلال عشرة أيام على خطة للشمال، بما في ذلك ميزانية قدرها 3.5 مليار شيكل”. لقد مرت خمسة أشهر ولم يتم تحويل أي ميزانية. إنهم يلعبون معنا. لقد انهارت الأعمال التجارية في الشمال، والسكان النازحون لا حول لهم ولا قوة، ولا يوجد رد من القدس”.
وقال نيسان زئيفي، مؤسس “اللوبي 1701″، وهي منظمة تسعى إلى إزالة تهديد حزب الله من حدود إسرائيل الشمالية وسميت على اسم قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي ينتهكه الحزب اللبناني بانتظام، في تصريحات لموقع واينت “بدلاً من الإصغاء لاحتياجات [السكان المحليين]، يقدم المسؤولون الحكوميون خطة محرجة لا تؤدي إلا إلى إبعاد المزيد والمزيد من السكان عن الجليل. إذا تم اتخاذ قرار دون تحديد واضح لاحتياجات بلدات الخطوط الأمامية، ومصادر جديدة للميزانية وخطة لإعادة تأهيل بلدات الجليل، فسيتمكن حزب الله إعلان النصر المطلق”.
وردت الحكومة على تقرير واينت قائلة إنه سيتم وضع الخطة الطويلة المدى لإعادة التأهيل بالشراكة مع البلدات المحلية ووفقًا لاحتياجاتها.
ومنذ الثامن من أكتوبر، قامت القوات التي يقودها حزب الله بمهاجمة البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود بشكل شبه يومي، زاعمة القيام بذلك لدعم غزة.
وحتى الآن، أسفرت المناوشات على الحدود عن مقتل تسعة مدنيين على الجانب الإسرائيلي، بالإضافة إلى مقتل 14 جنديا. كما وقعت عدة هجمات من سوريا دون وقوع إصابات.
وأعلن حزب الله أسماء 295 من أعضائه الذين قُتلوا في المناوشات المستمرة، معظمهم في لبنان وبعضهم في سوريا أيضا. كما قُتل 59 عنصرا إضافيا من الجماعات المسلحة الأخرى في لبنان، وجنديا لبنانيا، بالإضافة إلى ما لا يقل عن 60 مدنيا، ثلاثة منهم صحفيون.
وهناك ما يقدر بنحو 60 ألف إلى 80ألف إسرائيلي ما زالوا نازحين داخليًا منذ بداية الحرب، التي اندلعت في 7 أكتوبر في أعقاب هجوم حركة حماس على إسرائيل الذي راح ضحيته حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وشهد اختطاف 252.