سفير سابق لدى واشنطن: نتنياهو “غير مستعد لدفع ثمن” التطبيع مع السعودية
مساعد رئيس الوزراء ديرمر يلتقي ترامب في واشنطن لمناقشة إيران قبيل جولة محادثات نووية جديدة، وفي ظل استعداد الجيش الإسرائيلي لإطلاق عملية كبيرة في غزة

اتهم السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة مايك هرتسوغ، الذي أنهى مهامه في شهر يناير، يوم الجمعة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتفويت فرص لتحقيق اتفاق تطبيع مع السعودية، بما في ذلك قبل عدة أشهر فقط.
معلقا على التقارير بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يعد يشترط تحقيق اتفاق نووي تاريخي مع الرياض باعتراف الأخيرة بإسرائيل، قال هرتسوغ لإذاعة “كان” العامة: “بما أن إسرائيل تخطط لتوسيع العملية في غزة، فالتطبيع يبتعد أكثر”.
وأضاف: “أعتقد أن على إسرائيل أن تجعل من [التطبيع] أولوية قصوى. لا أظن أن نتنياهو لا يريد ذلك، لكنه على الأرجح غير مستعد لدفع الثمن. أعتقد أنها فرصة ضائعة”، مشيرًا إلى أن فرصًا سابقة ضاعت أيضًا لأسباب متعددة.
في عهد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، كانت مباحثات التعاون النووي المدني جزءا من صفقة أمريكية-سعودية أوسع ترتبط بالتطبيع وبسعي الرياض نحو معاهدة دفاع مع واشنطن.
وأصرت المملكة مرارا على أنها لن تعترف بإسرائيل دون ضمان طريق قابل للتطبيق نحو دولة فلسطينية، مما عرقل جهود إدارة بايدن لتوسيع اتفاقيات إبراهيم التي وُقعت خلال ولاية ترامب الأولى، وشملت تطبيع الإمارات والبحرين والمغرب علاقاتها مع إسرائيل.
وقد توقفت الجهود لتحقيق اعتراف سعودي بإسرائيل بسبب الغضب الشعبي في العالم العربي من الحرب الجارية في غزة. كما تعثرت المفاوضات النووية بسبب مخاوف واشنطن من الانتشار النووي.
في غضون ذلك، ذكر موقع أكسيوس، نقلا عن مصدرين مطلعين، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتمع مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر أمس الخميس، وناقشا المحادثات النووية مع إيران وحرب إسرائيل على غزة.

وعُقد الاجتماع في البيت الأبيض، ولم تُعلن عنه الولايات المتحدة ولا إسرائيل، وفقا لأكسيوس. وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن الاثنين عقدا “اجتماعًا خاصًا”.
وقال أكسيوس إن ديرمر التقى مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يوم الأربعاء وعقد عدة اجتماعات في البيت الأبيض منها الاجتماع مع ترامب يوم الخميس.
وحضر لقاء الخميس أيضا كل من نائب الرئيس جي دي فانس، وروبيو، والمبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف.
وكان ديرمر في واشنطن لعقد اجتماعات مع مسؤولين أمريكيين كبار قبيل زيارة ترامب المرتقبة الأسبوع المقبل إلى السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة.

ولن يزور ترامب إسرائيل خلال جولته.
تأتي اجتماعات ديرمر بعد أن صادق المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية في وقت سابق من هذا الأسبوع على خطة للجيش الإسرائيلي لإعادة احتلال كامل قطاع غزة تدريجيًا والاحتفاظ بالسيطرة عليه إلى أجل غير مسمى.
وتنتظر إسرائيل تنفيذ العملية إلى ما بعد انتهاء زيارة ترامب، على أمل أن يتم إقناع حماس بإطلاق سراح رهائن إضافيين أثناء وجود الرئيس الأمريكي في المنطقة.
وقد عرضت الحركة إطلاق سراح جميع الرهائن الـ59 المتبقين، لكنها تصر على وقف دائم للحرب، ما يرفضه نتنياهو، لأنه يُبقي حماس في السلطة.
وفي غضون ذلك، من المرجح أن تُعقد جولة رابعة من المحادثات النووية الإيرانية الأمريكية خلال مطلع الأسبوع في عُمان وذكرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية أن تاريخ عقد الاجتماع هو 11 مايو.
وبحسب أكسيوس، قال كبير المفاوضين الأمريكيين ستيف ويتكوف أيضا إن واشنطن تسعى لعقد الجولة التالية من المحادثات مطلع الأسبوع. وأفاد مصدر مطلع لرويترز بأن ويتكوف سيتوجه إلى عُمان لحضور الجولة التالية من المحادثات مع إيران.

ولم تتضح بعد النتيجة المرجوة من المحادثات بالنسبة لواشنطن، إذ عبّر بعض مسؤولي إدارة ترامب عن استعدادهم للسماح لإيران بالاحتفاظ بقدرات محدودة لتخصيب الوقود النووي، بينما دعا آخرون إلى تفكيك البرنامج النووي بالكامل.
من جانبها، تصر إيران على أنها لن تفكك أجهزة الطرد المركزي، في حين تعهدت إسرائيل بأنها لن تسمح لإيران أبدًا بامتلاك سلاح نووي.
وهدد ترامب بقصف إيران إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لحل النزاع المستمر منذ سنوات. وبينما تؤكد طهران التزامها بالمسار الدبلوماسي مع واشنطن، إلا أنها حذرت أيضًا من أي هجوم على أراضيها.
وتُصر إيران على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية فقط، لكنها رفعت مستوى تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 60%، وهي نسبة لا تستخدم في الاستخدامات السلمية، كما أعاقت دخول المفتشين الدوليين إلى منشآتها النووية.