سارة نتنياهو لمجلة مجرية: “الدولة العميقة” تسعى لإسقاط الحكومة
زوجة رئيس الوزراء تشكو لمجلة ودّيّة من تجاهل الإعلام الإسرائيلي لعملها في قضية الرهائن، وتشيد بأوربان لتحديه مذكرات المحكمة الجنائية الدولية

قالت زوجة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمجلة مجرية إن هناك مؤامرة من “الدولة العميقة” في إسرائيل تسعى لإسقاط الحكومة، وهاجمت ما وصفته بقوى تستخدم الجهاز القضائي كسلاح ضد المسؤولين المنتخبين.
وتتطابق تصريحات سارة نتنياهو، التي نُشرت يوم الجمعة في مقابلة مع مجلة “مندينر” (Mandiner) اليمينية، مع الاتهامات التي يكررها رئيس الوزراء، والتي تزعم أن التحقيقات مع مساعديه نابعة من دوافع سياسية، في ظل صراع أوسع بين حكومته والمؤسسات التي تقيّد سلطتها.
أُجريت المقابلة خلال زيارة دولة قام بها نتنياهو وزوجته إلى المجر في 3 أبريل، وهي واحدة من دول قليلة تعهدت بعدم تنفيذ مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة.
وفي المقابلة التي جاءت تحت عنوان “السيدة الحديدية لإسرائيل”، زعمت نتنياهو أن “الدولة العميقة” تحاول الإطاحة بحكومة منتخبة من خلال توجيه تهديدات وفتح تحقيقات لا أساس لها، والتي قالت إنها انهارت واحدة تلو الأخرى.
واعتبرت تلك القضايا محاولة لتجاوز إرادة الشعب والحفاظ على حكم البيروقراطيين.
كما اتهمت سارة نتنياهو الجهاز القضائي بأنه أداة سياسية، وانتقدت المحاكمات الجارية ضد زوجها، المتهم بتلقي الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.
وقالت إنه من الهزلي أن يُستدعى رئيس الوزراء إلى المحكمة بعد ساعتين فقط من عودته من زيارة دبلوماسية، دون أن يُمنح يومًا واحدًا للراحة أو المداولة.

وتتشابه تعليقاتها تصريحات رئيس الوزراء، الذي يزعم مرارًا أن المحاكم، وجهاز الأمن العام الشاباك، والبيروقراطيين اليساريين يشكلون مؤامرة من “الدولة العميقة” تهدف إلى تقويض سلطة الحكومة.
وقد جاءت الزيارة بعد أن أعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في نوفمبر الماضي رفضه لمذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، ودعا نظيره الإسرائيلي إلى زيارة رسمية دون الخوف من الاعتقال.
ويرتبط الرجلان بعلاقة شخصية دافئة ورؤية سياسية متشابهة. فكلاهما يمينيان يفخر، يتشاركان العداء للاتحاد الأوروبي والمؤسسات الدولية. كما أعلن أوربان انسحاب بلاده من المحكمة الجنائية الدولية بمجرد هبوط نتنياهو وزوجته في بودابست.
وكما هو حال رئيس الوزراء الإسرائيلي، يزعم أوربان، الذي يحكم منذ عام 2010، أنه يواجه “جيش ظل” ليبرالي مكون من سياسيين وقضاة وصحفيين ونشطاء سياسيين، يستخدمون تمويلاً أجنبيًا لمحاولة الإطاحة به. وقد اتُهم كلا الزعيمين بتقويض المعايير الديمقراطية في سعيهما لإضعاف السلطة القضائية ومهاجمة المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان في بلديهما.
وكان أوربان قد حظر التظاهرات المناهضة لإسرائيل بعد 7 أكتوبر، وغالبًا ما صوّتت المجر ضد الإجراءات لفرض عقوبات على إسرائيل في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وقالت سارة نتنياهو: “رئيس الوزراء المجري صديق حقيقي لدولة إسرائيل ولعائلتنا. كان من أوائل من تحدثوا ضد نفاق محكمة لاهاي في أوروبا — لا يظهر الكثير من الناس مثل هذه الشجاعة”.
وقد وفرت المقابلة مع مجلة “مندينر” نافذة نادرة على شخصية يُعتقد أن لها تأثيرا كبيرا على تفكير رئيس الوزراء، والتي علاقاتها متوترة مع الإعلام الإسرائيلي، ونادرًا ما تتحدث إلى الصحافة المحلية، مثل زوجها.
وقالت سارة نتنياهو للمجلة إنها عملت بشكل مكثف على قضية الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس في غزة، لكنها اشتكت من أن الإعلام الإسرائيلي بالكاد أشار إلى جهودها.

وأضافت أن معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية لا تغطي عملها بدوافع سياسية واضحة، مدعية أن عائلتها تعرضت لهجمات من وسائل الإعلام على مدى 30 عاما، لكنها أقسمت على أن ذلك لن يوقف عملها.
وفي ديسمبر الماضي، رفعت سارة نتنياهو دعوى تشهير ضد القناة 12، بينما اتهم رئيس الوزراء وسائل الإعلام بنشر “فرية دم” بعد أن نشرت تقارير تزعم أنها سربت معلومات أمنية بالغة الحساسية، من بينها خطة إسرائيل لاغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.