إسرائيل في حالة حرب - اليوم 533

بحث

زيلينسكي يعلن أنه مستعد للتنحي “فورا” في مقابل انضمام أوكرانيا إلى الناتو

عشية الذكرى الثالثة للغزو الروسي، قال الرئيس الأوكراني، الذي وصفه ترامب بأنه "ديكتاتور"، إنه مستعد لـ"مبادلة" منصبة مقابل الضمانات الأمنية، في حين أشادت موسكو بالرئيس الأميركي

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يجيب على أسئلة وسائل الإعلام خلال مؤتمر صحفي في كييف، أوكرانيا، 23 فبراير 2025. (AP Photo/Evgeniy Maloletka)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يجيب على أسئلة وسائل الإعلام خلال مؤتمر صحفي في كييف، أوكرانيا، 23 فبراير 2025. (AP Photo/Evgeniy Maloletka)

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي وصفه دونالد ترامب بأنه “دكتاتور”، أنه مستعد للتنحي “فورا” في مقابل انضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي وثني روسيا عن أي عدوان آخر.

من جهته، اعتبر الكرملين الذي بدا راضيا بشكل واضح عن التحول الأميركي في موضوع أوكرانيا، الحوار بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب “واعدا”. وأعلنت موسكو أيضا أن اجتماعا جديدا لدبلوماسيين روس وأميركيين سيعقد نهاية الأسبوع المقبل، بعد الاجتماع الذي عقد في 18 شباط في السعودية بين وزيرّي الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي ماركو روبيو.

وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في كييف “إذا كان هناك سلام في أوكرانيا، إذا كنتم حقا ترغبون بأن أتنحى عن منصبي، فأنا مستعد… يمكنني مبادلة ذلك بالناتو”، مضيفا أنه على استعداد للتنحي “فورا” إذا لزم الأمر.

وتأتي تصريحات زيلينسكي ردا على تصريحات ترامب الذي وصفه بانه “دكتاتور” لأنه ما زال في منصبه بسبب عدم إجراء انتخابات، وهو أمر غير ممكن بسبب الأحكام العرفية التي بدأ العمل بها عقب الغزو الروسي قبل ثلاث سنوات.

وحول استخدام مصطلح “دكتاتور”، قال زيلينسكي الأحد إنه لم “يشعر بالإهانة” لأنه “رئيس منتخب بشكل شرعي”.

من جهتها، اعتبرت واشنطن أن انضمام كييف إلى الناتو أمر غير واقعي لأن روسيا لن توافق بعد ذلك على إنهاء القتال.

رجل يمشي أمام “جدار ذكرى من سقطوا من أجل أوكرانيا”، وهو نصب تذكاري للجنود الأوكرانيين، في كييف، أوكرانيا، في 23 فبراير 2025، قبل الذكرى الثالثة للغزو الروسي لأوكرانيا. (Roman PILIPEY / AFP)

وبعد اتهام أوكرانيا بأنها مسؤولة عن اندلاع الحرب في 24 فبراير 2022، وعقب إطلاق محادثات مع موسكو من دون مشاركة أوكرانية أو أوروبية، طالب دونالد ترامب السبت مجددا بحق الوصول إلى معادن أوكرانيا الاستراتيجية، في مقابل المساعدات التي قدمتها بلاده لكييف على مدى السنوات الثلاث الماضية. ويعمل فريقه أيضا على عقد قمة مع فلاديمير بوتين.

واعتبر زيلينسكي أنه يجب أن يقابل ترامب قبل أن يجتمع الرئيس الأميركي مع بوتين وقال “يجب أن يكون هذا الاجتماع عادلا، أي (أن يتم) قبل أن يلتقي ترامب بوتين”.

كذلك، دعا إلى “تفاهم متبادل”، وبالتالي أن تقدم الولايات المتحدة ضمانات أمنية قادرة على حماية أوكرانيا من أي عدوان روسي مستقبلي، بعد اتفاق محتمل على وقف القتال.

وشدد على أن الحصول على “ضمانات أمنية من ترامب ضروري”.

كذلك، عاد زيلينسكي إلى اتفاق استغلال المعادن الاستراتيجية الأوكرانية الذي يطالب به الرئيس الأميركي كتعويضات عن المساعدات المقدمة لكييف، وقال إن المحادثات في هذا الشأن تحرز تقدما، لكنه استبعد توقيع نص سيكون على “عشرة أجيال من الأوكرانيين” دفع ثمنه.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في برج ترامب، 27 سبتمبر 2024، في نيويورك. (AP/Julia Demaree Nikhinson)

“مهمة إلهية” بحسب بوتين

من جهته، رأى الكرملين الأحد أن الحوار بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب “واعد”، عشية الذكرى الثالثة لبدء الهجوم على أوكرانيا وفي خضم انعطافة الرئيس الأميركي الذي يُظهر عداء متزايدا تجاه كييف.

وأعرب الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف عن ارتياحه ردا على سؤال عن التحول في الموقف الأميركي وانتقاد ترامب الشديد لزيلينسكي، في حين تؤكد موسكو وواشنطن التحضير لعقد قمة بين الرئيسين الأميركي والروسي وتتفاوضان بشأن مستقبل أوكرانيا.

وقال إن “الحوار جرى بين رئيسين مميزين حقا. إنه واعد. من المهم ألا يحول أي أمر من دون تنفيذ إرادتهما السياسية”.

وفي وقت سابق الأحد، ألقى بوتين خطابا قصيرا بمناسبة “يوم المدافعين عن الوطن”، قائلا إن الله عهد إليه والى جيشه “مهمة الدفاع عن روسيا”.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتن يتحدث مع جنود خلال مراسم وضع إكليل الزهور على قبر الجندي المجهول، بالقرب من جدار الكرملين خلال الاحتفالات الوطنية بـ “يوم المدافع عن الوطن”، في موسكو، روسيا، 23 فبراير 2025. (Sergei Bobylev, Sputnik, Kremlin Pool Photo via AP)

وقال بوتين مخاطبا عسكريين قاتلوا في أوكرانيا خلال مراسم في الكرملين “يمكنني القول إن القدر شاء ذلك، الله شاء ذلك. إن مهمة صعبة ومشرفة على السواء هي الدفاع عن روسيا ألقيت على اكتافنا واكتافكم”.

وتعهد بوتين مواصلة تعزيز جيشه، فيما وجهت ميزانية الدولة والاقتصاد إلى حد كبير نحو المجهود الحربي.

وقال بوتين “اليوم، وفي سياق التغيرات السريعة في العالم، تظل استراتيجيتنا في تعزيز وتطوير القوات المسلحة ثابتة” ووعد بـ”تحسين القدرات القتالية” لروسيا “ضمانا لسيادتها الحالية والمستقبلية”.

وأكد بوتين أن جنوده “يدافعون بإصرار عن وطنهم والمصالح الوطنية ومستقبل روسيا”.

زيلينسكي يأمل ب”منعطف”

وبالإضافة إلى إخضاع أوكرانيا، يريد بوتين إعادة تنظيم شاملة للهيكلية الأمنية في أوروبا من خلال إبعاد حلف شمال الأطلسي الذي تسعى كييف إلى الانضمام إليه، عن حدوده.

ويبدو أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض تشكل مصدر ارتياح للرئيس الروسي، فيما لمحت واشنطن إلى نيتها التخلي عن القارة الأوروبية من خلال مهاجمة حلفائها وانتقاد أوكرانيا بشكل متزايد.

وأمام التهديد الروسي والتحوّل في الموقف الأميركي، يحاول حلفاء كييف الأوروبيون التحرك، رغم خلافاتهم الكثيرة.

وأعلن زيلينسكي أنه يتوقع وصول عشرات القادة من أوروبا وبلدن أخرى إلى كييف الاثنين، في الذكرى الثالثة للغزو الروسي. وقد أعرب عن أمله في أن تؤدي المناقشات المخطط لها إلى “منعطف”.

وقال زيلينسكي متحدثا عن اجتماع عبر الفيديو في العاصمة الأوكرانية سيضم 13 مسؤولا أجنبيا و24 آخرين “لدينا اجتماع مهم غدا، قمة. قد تكون نقطة تحول”.

ويزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون واشنطن الاثنين، قبل زيارة لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الخميس. وسيزور رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز كييف، وكذلك رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يلتقي برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في كييف، أوكرانيا، 20 سبتمبر 2024. (AP Photo/Efrem Lukatsky, File)

وأعلن رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا الأحد أنه سيدعو إلى عقد قمة أوروبية مخصصة لأوكرانيا في السادس من مارس.

وقال كوستا في منشور على منصة إكس “نعيش لحظة حاسمة بالنسبة لأوكرانيا والأمن الأوروبي”.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأحد إلى اتفاق سلام يحترم “وحدة الأراضي” الأوكرانية.

وفي فرنسا، نظمت تظاهرات مؤيدة لأوكرانيا الأحد عشية الذكرى السنوية الثالثة للغزو الروسي وبعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب التفاوض مع موسكو.

وميدانيا، أعلن الجيش الروسي الأحد سيطرته على منطقتين في شرق أوكرانيا هما أولاكلي ونوفواندرييفكا، واستهدافها ليلا بعدد “قياسي” من المسيرات بلغ 267 أسقط 138 منها.

اقرأ المزيد عن