زعيم الجالية اليهودية في أوروبا يتهم بن غفير بمفاقمة معاداة السامية
النقاد يردون على رئيس الكونغرس اليهودي الأوروبي بسبب تصريحاته بشأن الوزير اليميني المتطرف، ويتهمونه بـ"التظاهر بالتقوى" و"الاسترضاء الفاشل"
وسط تصاعد جرائم الكراهية المعادية للسامية في أوروبا، اتهم أحد قادة الجاليات اليهودية في القارة الأوروبية وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بمفاقمة المشكلة من خلال التحدث عن إعادة توطين الإسرائيليين في غزة، مما يزيد من صعوبة الدفاع عن موقف إسرائيل أمام المنتقدين.
وقال رئيس الكونغرس اليهودي الأوروبي أرييل موزيكانت في الأسبوع الماضي خلال زيارة إلى إسرائيل “في كل مرة يدلي بن غفير بهذه التصريحات، ترى ارتفاعا في معاداة السامية”، في إشارة إلى تصريحات أدلى بها السياسي اليميني المتطرف بن غفير، بشأن إعادة إنشاء المستوطنات الإسرائيلية في غزة – حيث كانت قائمة قبل أن تقوم إسرائيل بإخلائها في عام 2005 – وتشجيع هجرة الفلسطينيين من القطاع.
ومع مرور نصف عام على الحرب التي شنتها إسرائيل ضد حماس وغزة، عكس التوبيخ العلني غير المعتاد الذي وجهه موزيكانت لمسؤول إسرائيلي الضغوط التي تؤثر على الجاليات اليهودية التي تتحمل وطأة موجة معاداة السامية التي أطلقت الحرب العنان لها، والانقسامات بين اليهود المؤيدين لإسرائيل.
وأضاف موزيكانت، الذي يعيش في النمسا ويرأس مجموعة مظلة تمثل أكثر من 20 جاليا في جميع أنحاء أوروبا إن هناك “أفراد في الحكومة، مثل بن غفير و[وزير المالية بتسلئيل] سموتريتش، الذين لا يتصرفون بمسؤولية على الإطلاق”.
وأضاف: “إذا سألتني إذا كنت سألتقي بن غفير، فإن إجابتي ستكون لا”.
سموتريتش، الشريك السياسي اليميني المتطرف الآخر لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، صدم اليهود الأوروبيين وآخرين عندما قال في شهر فبراير إن استعادة حوالي 130 رهينة إسرائيلية ما زالوا محتجزين لدى الفصائل المسلحة في غزة “ليس الأمر الأكثر أهمية”.
وانتقد الحاخام مناحيم مارغولين، من الرابطة اليهودية الأوروبية، وهي مجموعة لوبي مقرها في بروكسل، موزيكانت لانتقاده بن غفير.
وقال مارغولين لـ”تايمز أوف إسرائيل”: “إن انتقاد وإلقاء اللوم على وزير في الحكومة الإسرائيلية، وبشكل علني، حتى في الوقت الذي تخوض فيه إسرائيل حربا عادلة ووجودية ضد إرهاب حماس، هو تظاهر بالتقوى لا داعي له”.
ولم يرد مكتب بن غفير على طلب من تايمز أوف إسرائيل للتعليق على انتقادات موزيكانت.
وقال يشاي فليشر، المتحدث باسم المجتمع اليهودي في الخليل والمتحدث السابق باسم بن غفير، إن تصريحات موزيكانت تمثل “سياسة استرضاء فاشلة” ادعى أنها خطيرة بشكل خاص وفي غير محلها في الشرق الأوسط.
وكانت زيارة موزيكانت وأعضاء مجلس إدارة الكونغرس اليهودي الأوروبي جزءا من بعثة مشتركة إلى إسرائيل قامت بها تلك المنظمة واللجنة اليهودية الأمريكية. وتضمنت الزيارة اجتماعات مع عدد من الوزراء، بمن فيهم وزير الخارجية يسرائيل كاتس.
وأطلع موزيكانت محاوريه على تزايد التعبير عن معاداة السامية في أوروبا بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر، حسبما قال لتايمز أوف إسرائيل. قام حوالي 3000 مسلح باقتحام إسرائيل في ذلك اليوم، وقتلوا حوالي 1200 شخص واختطفوا 253 آخرين.
وشنت إسرائيل هجوما بريا بعد 20 يوما على غزة، حيث أدى القتال إلى مقتل 33 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في غزة. ولا تفرق البيانات بين المدنيين والمسلحين الذين تقول إسرائيل إنها قتلت ما لا يقل عن 13 ألف شخص منهم.
وقد أدى القتال إلى ارتفاع حاد في الحوادث المعادية للسامية، بما في ذلك في أوروبا الغربية. وشملت الحوادث الأخيرة إحراق معبد يهودي في أولدنبورغ بألمانيا خلال نهاية الأسبوع. وفي تشيسيناو، عاصمة مولدوفا، اقترب رجل من الحاخام مندل أكسلرود هذا الأسبوع، وصرخ في وجهه: “كيف لم يقتلك أحد بسبب ما تفعلونه بالفلسطينيين”، حسبما روى أكسلرود للشرطة.
في هولندا، أبلغت CIDI، وهي منظمة للجالية اليهودية المحلية معنية برصد معاداة السامية، يوم الثلاثاء عن رقم قياسي بلغ 379 حادثة معادية للسامية في عام 2023، وقع 60٪ منها بين أكتوبر ونهاية ديسمبر من العام الماضي.
قبل 7 أكتوبر، كان الموقف العام ليهود أوروبا “لطالما كنا كذلك: نحن نعيش هنا، ونحب هذا المكان، ونحن في وطننا هنا – ولدينا بوليصة تأمين على الحياة، وهي إسرائيل”، كما قال موزيكانت. لكن السابع من أكتوبر يترك العديد منهم “في حيرة من أمرهم، وغير متأكدين مما سيحدث. لا توجد إجابة واضحة على ذلك في الوقت الحالي”.
وقال موزيكانت إن جزءا من عدم اليقين يرجع إلى “أن بوليصة التأمين، على ما يبدو، لم تكن كذلك” – في إشارة إلى كيفية وقوع الهجوم، الذي أخذ الجيش الإسرائيلي على حين غرة، وجعل العديد من اليهود في إسرائيل وخارجها في حالة من الخوف بشأن مستقبل بقاء الدولة اليهودية.