زعماء يهود أمريكيون يحضون بايدن على إدراج خطوات نحو حل الدولتين في اتفاق التطبيع السعودي
بحسب تقرير فإن الإدارة الأمريكية والسعوديين يناقشون معاهدة دفاع محتملة على غرار المعاهدات الأمريكية مع كوريا الجنوبية واليابان، وهو مطلب رئيسي للرياض في المحادثات
وقّع أكثر من 75 من قادة الجالية اليهودية الأمريكية الحاليين والسابقين على رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، يحثونه فيها على متابعة اتفاق التطبيع بين إسرائيل والمملكة السعودية فقط في حال تضمن “إجراءات تعزز بشكل ملموس آفاق حل الدولتين” ويعكس “المسار المثير للقلق للصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.
وتم نشر الرسالة يوم الثلاثاء في الوقت الذي ألقى فيه بايدن خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أشار إلى دفع إدارته لمزيد من الدول العربية – وعلى رأسها السعودية – لتطبيع العلاقات مع إسرائيل وعملها “الدؤوب” نحو حل الدولتين مع الفلسطينيين.
وجاء في الرسالة، “من الناحية العملية، فإن ذلك يستلزم وقف التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية وزيادة السيادة الإقليمية للفلسطينيين، مع تحميل السلطة الفلسطينية في الوقت نفسه مسؤولية الإصلاحات وتعزيز استقرارها المالي. ومن شأن هذه الخطوات أن توقف التدهور الحالي للوضع على الأرض وتعزز المصالح الأمريكية من خلال تحسين الاستقرار الإقليمي وإرساء الأساس لحل الدولتين”.
وأضاف القادة اليهود في رسالتهم “هذا ضروري من أجل جدوى الاتفاقية نفسها وكحصن ضد المزيد من تصعيد الصراع، وهو أمر مهم بشكل خاص في الوقت الذي يخضع فيه أمن إسرائيل وطابعها اليهودي والديمقراطي للاختبار”.
وكان من بين الموقعين رؤساء فئات دينية إصلاحية ومحافظة، ومسؤولين تنفيذيين سابقين في “إيباك”، واللجنة اليهودية الأمريكية، والاتحادات اليهودية في أمريكا الشمالية، ورابطة مكافحة التشهير، ومؤتمر الرؤساء، والوكالة اليهودية إلى جانب سفراء أمريكيين سابقين لدى إسرائيل.
وجاء في الرسالة التي نظمها منتدى السياسات الإسرائيلية “في اجتماعكم المقبل مع رئيس الوزراء [بنيامين] نتنياهو، وفي مناقشات إدارتكم مع القادة السعوديين والفلسطينيين، نحثكم على السعي إلى التوصل إلى اتفاق من شأنه، بالإضافة إلى تعزيز مصالح الأمن القومي الأمريكي، أن يعزز أمن إسرائيل على المدى الطويل، وتوسيع نطاق السلام الإقليمي، الأمر الذي يتطلب بالضرورة عكس المسار المثير للقلق للصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.
وسعت الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة للتوسط في اتفاق تطبيع، حيث يدرس وزير الخارجية أنتوني بلينكن القيام برحلة إلى إسرائيل والضفة الغربية والسعودية الشهر المقبل في إطار هذه الجهود.
في مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، تطالب السعودية بإبرام اتفاقية دفاعية كبيرة مع الولايات المتحدة، وصفقات أسلحة كبيرة وتعاون الولايات المتحدة في إنشاء برنامج نووي مدني على الأراضي السعودية. وتتطلع واشنطن بدورها إلى قيام الرياض بتقليص تعاملاتها الاقتصادية والعسكرية مع الصين وروسيا.
وفقا لتقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” يوم الثلاثاء، فإن المسؤولين الأمريكيين والسعوديين يناقشون تحالفا دفاعيا محتملا على غرار الاتفاقيات الأمريكية مع اليابان وكوريا الجنوبية، في إطاره تتعهد الولايات المتحدة والسعودية بتقديم الدعم العسكري إذا تعرضت إحداهما لهجوم في المنطقة أو على الأراضي السعودية.
وأشار التقرير إلى أن مثل هذه الاتفاقية الدفاعية ستواجه على الأرجح مقاومة كبيرة في الكونغرس، حيث ينتقد بعض كبار المشرعين الأمريكيين، بما في ذلك كثيرون في الحزب الديمقراطي، بشدة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بسبب سجله في مجال حقوق الإنسان.
ومن المتوقع أن تظهر جهود التطبيع الأمريكية في لقاء بايدن يوم الأربعاء مع نتنياهو على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث من المرجح أن يثير رئيس الوزراء أيضا امكانية التوصل إلى اتفاق دفاعي بين إسرائيل والولايات المتحدة.
نقلا عن مصادر إسرائيلية وأمريكية لم يذكر اسمها، أفاد موقع “واللا” الإخباري أنه خلال رحلة قام بها مؤخرا إلى الولايات المتحدة، أثار وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر الموضوع مع كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية، الذين ردوا بفتور وأخبروه أن الأمر لن يؤدي إلا إلى تعقيد المحادثات مع السعوديين.
ونقل عن مصدر أميركي قوله إن أحد التحفظات يتمثل في معارضة مؤسسة الدفاع الإسرائيلية لمثل هذه المعاهدة بدعوى أنها ستحد من حرية إسرائيل في العمل. وقال التقرير إن ديرمر قام في الآونة الأخيرة بالضغط على رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي ورئيس الموساد دافيد بارنياع في محاولة للحصول على دعمهما لمثل هذا الاتفاق، معتقدا على ما يبدو أن هذا سيساعد في ضمان دعم الإدارة الأمريكية.
ولم يكن من الواضح كيف رد هليفي وبارنياع على ديرمر، الذي جادل بحسب التقرير بأن الاتفاق سيكون “ضيقا” ولن يقيد أيدي الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى، لأنه سيتعامل فقط مع مواقف مثل التهديد النووي الخطير الذي تشكله إيران أو هجوم باستخدام أسلحة غير تقليدية.
وكان نتنياهو قد دعم في السابق اتفاق دفاعي محتمل مع الولايات المتحدة عندما كان الرئيس دونالد ترامب في منصبه، وعلى الرغم من أن القادة ذكروا علنا أنهم ناقشوا ذلك، إلا أنه يبدو أنه لم يتم إحراز تقدم يذكر في هذه القضية. وكان ديرمر، المقرب من رئيس الوزراء، سفيرا لإسرائيل لدى الولايات المتحدة في ذلك الوقت.