زعماء مجد الكروم التي قُتل فيها شخصين بصواريخ حزب الله يطالبون بوضع ملاجئ في البلدة
المجلس المحلي قام بوضع أنابيب صرف صحي خرسانية حول البلدة كملاجئ مؤقتة، هذا التفكير غير التقليدي أنقذ حياة 30 شخصا، لكن هناك شابين لم يتمكنا من الوصول في الوقت المناسب
مجد الكروم، الجليل الغربي – في الساعة الثانية من ظهر يوم الجمعة، اتصلت أرجوان مناع (24 عاما)، بوالدتها وقالت إنها في طريقها إلى متجر محلي، وهو محطة شهيرة على الطريق الرئيسي في مجد الكروم، حيث تعمل ككاشير.
في الساعة الثالثة بعد الظهر، أطلق حزب الله رشقة صاروخية من لبنان.
كانت أرجوان تتصل دائما بوالدتها، أريج، بعد الهجمات الصاروخية للتأكد من أنها بخير. هذه المرة، لم تفعل ذلك.
إحصل على تايمز أوف إسرائيل ألنشرة أليومية على بريدك الخاص ولا تفوت المقالات الحصرية آلتسجيل مجانا!
وقالت أريج لـ”تايمز أوف إسرائيل” هذا الأسبوع: “كان لدي شعور أن هناك خطأ ما. حاولت وحاولت الاتصال بها، لكنها لم تجب”.
أحد الصواريخ سقط على الطريق بجوار السوبر ماركت مباشرة.
كانت أرجوان تقف بالقرب من آلة تسجيل النقود ولم يكن لديها الوقت الكافي للركض إلى جانب موقف السيارات حيث الملجأ المرتجل: أنبوبان كبيران من الخرسانة للصرف الصحي مع أكياس رمل على كل طرف للحماية من الشظايا.
القتيل الثاني هو حسن سواعد (21 عاما)، من بلدة البعنة العربية، الذي تواجد في المتجر. ولقد أصيب سبعة أشخاص آخرين جراء الانفجار، وتم نقلهم إلى المركز الطبي الجليل وتسريحهم في وقت لاحق.
وضع خطير
قال مساعد رئيس مجلس مجد الكروم المحلي، علاء قداح، إن 30 شخصا في المتجر تمكنوا من الوصول إلى الأنابيب المستخدمة في أرجاء البلدة لتعزيز الملاجئ الستة الرسمية التي نشرتها قيادة الجبهة الداخلية في البلدة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 16 ألف نسمة.
وقال قداح “ستة ملاجئ؟ يا للسخافة”. عندما يُسمع دوي صفارات الإنذار التي تشير إلى هجمات صاروخية قادمة، كما يقول قداح، أمام الناس 30 ثانية فقط للاختباء.
قرر زعماء القرية “التفكير خارج الصندوق”، على حد تعبيره، وأعارهم أحد البنائين المحليين 20 أنبوب صرف صحي تم وضعها في جميع أنحاء البلدة.
خلال الهجوم في 25 أكتوبر، “أنقذنا 30 شخصا من جميع الأديان. مسلمون ودروز ويهود”، حسبما قال قداح.
وقد أسفرت الهجمات التي شنها حزب الله على شمال إسرائيل منذ أكتوبر 2023 عن مقتل 32 مدنيا. بالإضافة إلى ذلك، قُتل 61 جنديا إسرائيليا في المناوشات عبر الحدود وفي العملية البرية التي أعقبت ذلك والتي بدأتها إسرائيل في جنوب لبنان في أواخر سبتمبر.
ويقول حزب الله إنه يهاجم إسرائيل إسنادا لغزة في خضم الحرب الدائرة في القطاع. بدأت تلك الحرب في السابع من أكتوبر، عندما اقتحم مسلحون بقيادة حركة حماس جنوب إسرائيل وقتلوا نحو 1200 شخص، واختطفوا 251 آخرين إلى غزة.
في العام الماضي، تم إطلاق 12,400 صاروخ على إسرائيل من لبنان.
بعد هجوم يوم الجمعة، أعلن حزب الله مسؤوليته عن الهجوم، قائلا إنه أطلق صواريخ على كرميئل، وهي مدينة ذات أغلبية يهودية تقع على بعد سبعة كيلومترات من مجد الكروم.
وقال قداح “هذا وضع صعب وخطير للغاية”.
وأضاف إن 60٪ من المباني في البلدة لا تحتوي على غرف آمنة.
وقال: “عندما تكون هناك صفارات إنذار، يبقى الناس في منازلهم ويصّلون ألا يسقط الصاروخ عليهم”.
منذ الهجوم، وعدت قيادة الجبهة الداخلية بإنشاء أربع ملاجئ إضافية. كما تعهد رجال الأعمال في البلدة بالتبرع بالمال لإنشاء ملاجئ إضافية حول البلدة.
هدوء خافت
مجد الكروم هي موطن لنحو 15,700 نسمة، معظمهم من المسلمين. ويتوسط البلدة مسجد ذو مئذنتين فضيتين. وتعج البلدة بالمتسوقين والمتاجر وأعمال البناء والحركة.
ولكن في فناء مجمع عائلة أرجوان مناع صباح الثلاثاء، كان هناك هدوء خافت.
كانت الأسرة في حداد على فقدان الشابة، جالسة وتتحدث بأصوات خافتة، تخللها البكاء أحياء. في جزء من الفناء كانت هناك حلقة من النساء. وفي جزء آخر، جلس الرجال في حلقة منفصلة.
وتجول أحد الأقارب بين الزوار، ووزع التمر الملفوف بورق الألمنيوم، وبعض البسكويت والقهوة التركية غير المحلاة.
وقالت أريج وهي تحمل هاتفها المحمول الذي يحمل صورة لأرجوان إن ابنتها “لم تتوقف أبدا عن الابتسام”.
وتحدثت عن ابنتها قائلة “لقد أحبت الناس، ولم تكره أحدا قط. كانت أرجوان ابنتي واختي وصديقتي وكل شيء بالنسبة لي”.
كانت أكبر بنات العائلة، تلاها شقيق واحد وثلاث شقيقات أصغر سنا.
ذهبت نورهان، ثاني أكبر الشقيقات، البالغة من العمر 20 عاما، بسيارتها مع هذه المراسلة إلى السوبر ماركت لرؤية بقايا الهجوم.
كان ذلك بعد أربعة أيام، وكان السوبر ماركت في حالة توقف تام، وفي حالة من الجمود، حيث كانت البقالة ملقاة في الممرات.
ألقت نورهان نظرة على الفوضى. خطت برفق فوق دماء أختها التي ما زالت تلطخ الأرض ونظرت حولها، ثم عادت ببطاقة أسعار كتبتها أختها باللغة العبرية بجوار عرض الطماطم.
حدقت نورهان في بعض الرفوف المليئة بعبوات التوابل التي رتبتها أختها في الأسبوع السابق.
العبوات كانت لا تزال مرتبة ولم يلمسها أحد.