زعماء المستوطنين يدعون لتهجير السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية
رسالة من كبار قادة المستوطنين إلى مجلس الوزراء الأمني تدعو إلى تدمير "كل مبنى مجرَم" في "مراكز الإرهاب" بالضفة الغربية، وتقييد حرية الحركة
دعا كبار قادة المستوطنين يوم الأحد مجلس الوزراء الأمني المصغر (الكابينت) إلى إخلاء سكان مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية وما وصفوه بـ”مراكز أخرى للإرهاب الفلسطيني”، من أجل التعامل مع الجماعات المسلحة الفلسطينية “تماما كما فعلنا في قطاع غزة”، بما في ذلك من خلال هدم واسع النطاق للمباني في مثل هذه الأماكن.
في رسالة إلى الكابينت، دعا يسرائيل غانتس، رئيس مجلس “يشع” الاستيطاني، و14 رئيس للسلطات المحلية والمجالس الإقليمية في المستوطنات، أيضا إلى فرض قيود على حرية الحركة للفلسطينيين على الطرق الرئيسية في الضفة الغربية لـ”أغراض أمنية”.
تأتي دعوتهم لإخلاء المراكز السكانية الفلسطينية في الضفة الغربية بعد أن أصدر وزير الدفاع يسرائيل كاتس تعليماته للجيش الإسرائيلي بتعزيز الاستعدادات لحماية مستوطنات الضفة الغربية والطرق الرئيسية ضد هجوم محتمل من “عملاء الإرهاب الإسلامي المتطرف” الذين قد يستلهمون من نجاح المتمردين في سوريا في الإطاحة بنظام الأسد.
في أغسطس، عندما كان كاتس يشغل منصب وزير الخارجية، دعا إلى “إعادة توطين الفلسطينيين مؤقتا” في الضفة الغربية كجزء من عملية عسكرية كبرى ضد الفصائل المسلحة في الجزء الشمالي من المنطقة.
وقد اتُهمت إسرائيل بالتهجير القسري للفلسطينيين في غزة بسبب الدمار الهائل للبنية التحتية المدنية ورفضها حتى الآن السماح للأغلبية الساحقة من سكان غزة الذين تم إخلاؤهم بالعودة إلى منازلهم.
ودعا سياسيون إسرائيليون من اليمين المتطرف، من ضمنهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، المرتبطان بقوة بالحركات الاستيطانية في الضفة الغربية، إلى تطبيق سياسات تهدف إلى “تشجيع” الهجرة الفلسطينية من غزة.
في رسالتهم يوم الأحد، زعم قادة المستوطنين أن الهجمات المميتة تصاعدت بحدة نتيجة للجهود الإيرانية، وأوصوا باتخاذ إجراءات صارمة لمحاربة الظاهرة.
وكتب زعماء المستوطنين “يجب نقل السكان الذين يعيشون في المناطق التي تتعاطف مع الإرهاب، مع التركيز على مخيمات ’اللاجئين’ والمجمعات الإرهابية المعروفة. وبعد نقل السكان، يجب تفكيك البنية التحتية للإرهاب تماما كما فعلنا في قطاع غزة، أي تدمير أي مبنى مجرَم، وإخراج كل إرهابي”.
وأضافوا “إن شكل المعركة، من التوغل إلى العملية البرية، من شأنه أن يمارس ضغطا فعالا وأن ينتزع ثمنا باهظا من المنظمات الإرهابية”.
ولم توضح الرسالة القصيرة إلى أين قد يتم نقل الفلسطينيين من المراكز السكانية التي يوصي قادة المستوطنين بإخلائها خلال التوغلات العسكرية المقترحة أو ما قد يحدث بعد انتهاء العمليات القتالية.
وزعم غانتس، الذي يرأس أيضا سلطة مجلس بنيامين الإقليمي الاستيطاني، والقادة الآخرون، أن تدهور الوضع الأمني في الضفة الغربية هو نتيجة لاتفاقية أوسلو الموقعة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في عام 1993.
وخلصوا إلى القول “هذا هو الوقت المناسب للتخلي عن الموقف الدفاعي والمضي قدما نحو موقف هجومي فعال وفتاك في يهودا والسامرة”، في إشارة إلى الضفة الغربية باسمها التوراتي، قائلين إن “روح النصر” في الحملات في غزة ولبنان وسوريا يجب أن تنتقل إلى الضفة الغربية.