إسرائيل في حالة حرب - اليوم 428

بحث

روسيا والصين تستخدمان حق النقض ضد مشروع قرار أمريكي لوقف إطلاق النار في غزة

مشروع القرار، الذين صوتت 11 دولة من بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن وعددها 15 لصالحه لكن الفيتو الروسي والصيني حال دون إقراره، دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع تقريبا لإفساح المجال أمام حماية المدنيين والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية

مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يجتمع من أجل التصويت على مشروع قرار لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، في 22 مارس، 2024. (Angela Weiss/AFP)
مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يجتمع من أجل التصويت على مشروع قرار لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، في 22 مارس، 2024. (Angela Weiss/AFP)

رويترز – رفض مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة وإبرام اتفاق لتبادل المحتجزين بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد أن استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار الذي اقترحته الولايات المتحدة.

ودعا القرار، الذي صوتت عليه الجزائر بالرفض فيما امتنعت غويانا عن التصويت، إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع تقريبا بما يفسح المجال أمام حماية المدنيين والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية.

وصوتت 11 دولة من بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن وعددها 15 لصالح القرار، لكن الفيتو الروسي والصيني حال دون إقراره.

وقال دبلوماسيون إن مجلس الأمن سيجتمع في تمام العاشرة صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (1400 بتوقيت جرينتش) يوم السبت للتصويت على مشروع قرار بديل صاغه الأعضاء المنتخبون في مجلس الأمن.

ويطالب مشروع القرار الذي اطلعت رويترز على نسخة منه بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان والإفراج عن جميع الرهائن وزيادة نفاذ المساعدات الإنسانية إلى غزة.

ولا يتضمن مشروع القرار بنودا تدعم الجهود الدبلوماسية الجارية لوقف إطلاق النار، وهو أحد عناصر القرار الأمريكي. وتعمل واشنطن مع قطر ومصر لمحاولة التوصل إلى اتفاق.

 أمريكا تشدد موقفها

هذه هي المرة الأولى التي تؤيد فيها واشنطن مشروع قرار مطروحا للتصويت يتضمن عبارة “وقف إطلاق النار” خلال الحرب في غزة، مما يعكس تشديدا في موقف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه إسرائيل.

ففي وقت سابق من الحرب المستمرة منذ أكثر من خمسة أشهر، كانت الولايات المتحدة تعارض عبارة وقف إطلاق النار واستخدمت حق النقض ضد قرارات تضمنت دعوات لوقف فوري لإطلاق النار.

وقالت ليندا توماس جرينفيلد السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن “الغالبية العظمى من هذا المجلس أيدت مشروع القرار، لكن للأسف قررت روسيا والصين استخدام حق النقض (الفيتو)”.

السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد تتحدث خلال جلسة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للتصويت على مشروع قرار يدعو لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، 22 مارس، 2024. (Angela Weiss/AFP)

واتهمت توماس جرينفيلد روسيا والصين باستخدام حق النقض ضد مشروع القرار لأسباب “مثيرة للسخرية” و”تافهة”. وقالت إن الدولتين تعارضان مشروع القرار لمجرد أن الولايات المتحدة هي من صاغته وانتقدت البلدين لعدم التنديد بهجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وقالت أمام المجلس بعد التصويت “رغم كل الخطابات النارية، نعلم جميعا أن روسيا والصين لا تقومان بأي جهد دبلوماسي لتعزيز السلام الدائم أو المساهمة بفاعلية في جهود الاستجابة الإنسانية”.

وسعت الولايات المتحدة إلى ربط أي دعم من مجلس الأمن لوقف إطلاق النار بالإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة.

وتسبب هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول في مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.

وردت إسرائيل بحملة عسكرية أدت حتى الآن إلى مقتل نحو 32 ألف فلسطيني، وفقا للسلطات الصحية في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس.

روسيا والصين ترفضان مشروع القرار الأمريكي

قال فاسيلي نيبينزيا سفير روسيا لدى الأمم المتحدة إن مشروع القرار “مُسيَّس للغاية” ويتضمن فعليا منح الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذ عملية عسكرية في رفح التي يلوذ بها أكثر من نصف سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

وأضاف نيبينزيا في الاجتماع “سيطلق هذا يد إسرائيل وسينتج عنه أن جميع أنحاء قطاع غزة وكل سكانه سيتعين عليهم مواجهة الدمار أو الخراب أو الطرد”.

سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا يستمع خلال جلسة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للتصويت على مشروع قرار يدعو لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، 22 مارس، 2024. (Angela Weiss/AFP)

وذكر أن عددا من الدول غير دائمة العضوية بمجلس الأمن صاغت مشروع قرار بديلا وقال إنه لا يوجد مبرر لدى الدول الأعضاء لعدم دعم ذلك المشروع.

وانتقد سفير الصين لدى الأمم المتحدة تشانغ جون مشروع القرار الذي اقترحته الولايات المتحدة لأنه لم يذكر صراحة معارضته للعملية العسكرية التي تعتزم إسرائيل شنها في رفح بجنوب غزة والتي قال إنها قد تؤدي إلى عواقب وخيمة. وأضاف أن بكين تؤيد أيضا مشروع القرار البديل.

ولكن توماس جرينفيلد وصفت مشروع القرار البديل بأنه غير كاف.

وقالت “نص القرار في صيغته الحالية لا يدعم الجهود الدبلوماسية في المنطقة. والأسوأ من ذلك… أنه قد يمنح حماس ذريعة للانسحاب من الاتفاق المطروح على الطاولة”.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الجمعة إن بلاده ستعمل مع الأردن والإمارات لإقناع روسيا والصين بدعم مشروع قرار بديل في الأمم المتحدة يدعو لوقف إطلاق النار في غزة.

اقرأ المزيد عن