إسرائيل في حالة حرب - اليوم 374

بحث

روسيا تقرّ بـ”أخطاء” بعد استدعاء متقاعدين ومرضى للقتال في أوكرانيا

استدعاء أشخاص تجاوزوا سن القتال أو مرضى أو معفيين لأسباب أخرى يثير ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي ما أحرج السلطات

مركبات عسكرية روسية تتحرك على طريق سريع في منطقة تسيطر عليها القوات الانفصالية المدعومة من روسيا بالقرب من ماريوبول، أوكرانيا، في 18 أبريل 2022 (AP Photo / Alexei Alexandrov)
مركبات عسكرية روسية تتحرك على طريق سريع في منطقة تسيطر عليها القوات الانفصالية المدعومة من روسيا بالقرب من ماريوبول، أوكرانيا، في 18 أبريل 2022 (AP Photo / Alexei Alexandrov)

تعهدت السلطات الروسية إصلاح “الأخطاء” التي ارتُكبت في إطار إعلان الرئيس فلاديمير بوتين التعبئة، بعد استدعاء أشخاص للقتال يفترض أنهم معفيون، ما أثار جدلاً.

مع إعلان بوتين “تعبئة جزئية” لعناصر الاحتياط الأربعاء للتوجّه إلى أوكرانيا، أوضح أنه سيتم استدعاء الأشخاص الذين يتمتعون بخبرة عسكرية أو مهارات “ذات صلة” دون سواهم.

لكن أثار استدعاء أشخاص تجاوزوا سن القتال أو مرضى أو معفيين لأسباب أخرى، ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي ما أحرج السلطات.

في منطقة “فولغوغراد” (جنوب غرب)، استدعي عسكري في سن التقاعد يبلغ 63 عاماً ويعاني من السكري ومن مشاكل في رأسه إلى مركز للتدريب قبل أن يُسمح له بالمغادرة.

وفي المنطقة نفسها استدعي الكسندر فالتين البالغ 58 عاماً وهو مدير مدرسة ريفية صغيرة علماً أنه لم يخدم في الجيش من قبل. وبعد أن نشرت ابنته مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تم تداوله على نطاق واسع، تمكن من العودة إلى منزله.

وبعد إقرار غير معهود بحصول أخطاء، لامت رئيسة مجلس الشيوخ في البرلمان الروسي فالنتينا ماتفيينكو السلطات الإقليمية المُشرفة على التعبئة.

ونددت في بيان على موقع تلغرام بـ”حالات استدعاء غير ملائمة أثارت جدلاً محتدماً في المجتمع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي”.

وأضافت “يرى البعض على ما يبدو أن تقديم تقرير بسرعة أهم من تأدية مَهمة هامة بالشكل الصحيح للدولة. هذه التجاوزات غير مقبولة على الإطلاق”.

وأمرت “باتمام التعبئة الجزئية باحترام كامل للمعايير التي تم الإعلان عنها، وبدون ارتكاب خطأ واحد”.

عناصر الشرطة تعتقل رجلا في مظاهرة ضد التعبئة العسكرية في موسكو، 21 سبتمبر، 2022. (Alexander Nemenov / AFP)

زعزعة الثقة 

تشكل هذه الاخفاقات مثلاً جديداً عن صعوبات التنظيم التي تشهدها روسيا منذ بدء غزوها لأوكرانيا.

وأعلنت وزارة الدفاع السبت استبدال نائب وزير الدفاع جنرال الجيش دميتري بولغاكوف بالجنرال ميخايل ميزينتسيف (60 عامًا) الذي كان حتى ذلك الحين يترأس مركز مراقبة الدفاع الوطني.

وفي حين تؤكد السلطات أن استدعاء أشخاص يفترض أنهم معفيون ليست إلا حالات منفردة، تشير تصريحاتها إلى نوع من القلق في مواجهة رد فعل جزء من السكان الغاضبين.

ودعا رئيس مجلس حقوق الإنسان لدى الكرملين فاليري فاداييف السبت وزير الدفاع سيرغي شويغو “إلى حل المشاكل بشكل عاجل” لعدم “زعزعة ثقة الشعب”.

وتحدث عن 70 رب أسرة كبيرة تم استدعاؤهم في منطقة بورياتي الروسية غرب سيبيريا، بالإضافة إلى ممرضات وقابلات لا يتمتعن بأي خبرة عسكرية في منطقة سفيردلوفسك (أورال) “تحت طائلة الملاحقة القضائية”، في حال الرفض.

وانتقد فاداييف أيضاً من “يسلّمون أوامر الاستدعاء الساعة الثانية صباحاً، كما لو أنهم يعتبروننا جميعاً (هاربين)”. وحذر من أن هذه الطريقة تثير الاستياء.

وفي مواجهة الوضع، تعهد حكام المناطق قرب موسكو وفي لينينغراد (شمال غرب) بعودة الأشخاص الذين تم استدعاؤهم عن طريق الخطأ إلى منازلهم.

وطلب حاكم لينينغراد الكسندر دروزدينكو الأحد من رؤساء المقاطعات في منطقته “بأن يهتموا شخصياً بشكاوى السكان وبكل ملف”.

وأكد العديد من الطلاب أيضاً استدعاءهم علماً أن السلطات كانت وعدت بإعفائهم.

ووقّع بوتين مساء السبت مرسوماً يقضي بإعفاء من يتابعون تخصصات مهنية في جامعات ومدارس الدولة.

الشرطة تعتقل رجلاً في سانت بطرسبرغ في 24 سبتمبر 2022 ، إثر دعوات للاحتجاج على التعبئة الجزئية التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. (Photo by AFP)

إلى ذلك يثير متظاهرون ضد غزو أوكرانيا الجدل أيضاً إذ تلقوا أوامر استدعاء أثناء احتجازهم لدى الشرطة، في حين أكد الكرملين أنه لا يرى ذلك “غير قانوني”.

اقرأ المزيد عن