إسرائيل في حالة حرب - اليوم 374

بحث

روسيا تدين القصف الإسرائيلي في سوريا باعتباره “انتهاكا صارخا” للقانون الدولي

موسكو تحض القدس على "الامتناع عن خطوات محفوفة بعواقب خطيرة على المنطقة بأسرها"، بعد الهجوم الذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل

حفرة كبيرة في حي كفرسوسة بدمشق بعد غارة جوية اسرائيلية مزعومة على سوريا 19 فبراير، 2023.  (SANA)
حفرة كبيرة في حي كفرسوسة بدمشق بعد غارة جوية اسرائيلية مزعومة على سوريا 19 فبراير، 2023. (SANA)

أدانت روسيا يوم الأحد غارة جوية أتهمت فيها على إسرائيل أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 15 في العاصمة السورية دمشق الليلة السابقة.

ووصفت موسكو، الداعم الرئيسي للنظام السوري في الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من عقد من الزمان، الهجوم الذي وقع ليلة السبت على حي كفرسوسة في دمشق بأنه “انتهاك صارخ” للقانون الدولي.

وتمت الإشارة إلى حاجة إسرائيل للتنسيق مع روسيا – التي تسيطر إلى حد كبير على المجال الجوي السوري – لتنفيذ الضربات كسبب رئيسي لإحجام القدس عن تزويد كييف بالأسلحة وسط الغزو الروسي لأوكرانيا. وجدت إسرائيل نفسها على خلاف مع روسيا حيث أنها تدعم أوكرانيا بشكل متزايد بينما تسعى للحفاظ على حرية الحركة في سماء سوريا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، بحسب وكالة “رويترز”: “نحث الجانب الإسرائيلي بشدة على وقف الاستفزازات المسلحة ضد الجمهورية العربية السورية والامتناع عن الخطوات التي تنطوي على عواقب وخيمة على المنطقة بأسرها”.

ولم يصدر أي تعليق عن الجيش الإسرائيلي بما يتماشى مع سياسته المتمثلة في عدم التعليق بشكل عام على الغارات الجوية في سوريا. قال مسؤولون إسرائيليون سابقا إن الجيش الإسرائيلي لا يستهدف المدنيين ويسعى إلى تجنب إلحاق الضرر بالمناطق السكنية قدر الإمكان.

وأفادت وكالة الأنباء العربية السورية “سانا” إن القصف في كفرسوسة أسفر عن مقتل أربعة مدنيين وجندي، وإصابة 15 مدنيا آخر، وأن عددا من الجرحى مدرجون في حالة حرجة.

الأضرار في أعقاب غارة جوية إسرائيلية مزعومة على حي كفرسوسة بالعاصمة السورية دمشق، فجر 19 فبراير، 2023.(Social media)

وأضافت “سانا” أن الغارة ألحقت أضرارا جسيمة بعدد من المباني السكنية في كفرسوسة. وبحسب رويترز، كانت المنطقة المستهدفة بالقرب من مجمع أمني كبير يخضع لحراسة مشددة وقريبة من منشآت إيرانية.

القيادي في منظمة “حزب الله” عماد مغنية، اغتيل كما يزُعم على يد إسرائيل في تفجير عام 2008 في كفرسوسة، بالقرب من مكان الهجوم ليلة السبت.

وذكرت قناة “أورينت نيوز”، وهي وسيلة إعلام سورية معارضة، إن الغارات استهدفت مسؤولين في ميليشيات إيرانية في ما يُسمى بالمدرسة الإيرانية في كفرسوسة.

وأن الطائرات الإسرائيلية استهدفت بشكل منفصل مواقع عسكرية للنظام السوري وإيران قرب مطار دمشق الدولي، وكذلك في بلدة الست زينب ومدينة الكسوة الواقعتين جنوب العاصمة.

كما أضافت أن الأضرار التي لحقت بالمباني السكنية في كفرسوسة نجمت عن صاروخ سوري مضاد للطائرات، وليس القصف الإسرائيلي.

وذكرت “سانا” أن الدفاعات الجوية السورية تمكنت من اعتراض “معظم” الصواريخ التي أطلقتها طائرات سلاح الجو من فوق مرتفعات الجولان في الغارة. تزعم سوريا بانتظام أنها تعترض الصواريخ الإسرائيلية، على الرغم من أن المحللين العسكريين يشكون في مثل هذه التأكيدات.

على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي لا يعلق على ضربات محددة في سوريا، فقد أقر بشن مئات الغارات ضد الجماعات المدعومة من إيران التي تحاول وضع موطئ قدم لها في البلاد على مدى العقد الماضي.

ويقول الجيش إنه يهاجم أيضا شحنات أسلحة يعتقد أنها متجهة إلى تلك الجماعات، وعلى رأسها منظمة حزب الله اللبنانية. بالإضافة إلى ذلك، استهدفت الغارات الجوية المنسوبة إلى إسرائيل أنظمة الدفاع الجوي السورية بشكل متكرر.

في الأسبوع الماضي، نقل موقع “إيلاف” الإخباري السعودي عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إنه إذا شحنت إيران أسلحة إلى وكلائها الإقليميين تحت غطاء المساعدات الإنسانية إلى سوريا في أعقاب الزلزال الكبير هناك، فلن يتردد الجيش الإسرائيلي في ضرب هذه الشحنات.

وقال المسؤول الذي لم يذكر اسمه: “هناك معلومات تشير إلى أن إيران ستستغل الوضع المأساوي في سوريا” وستشحن أسلحة إلى حزب الله وجماعات أخرى مدعومة من إيران في سوريا.

هبطت عدة طائرات شحن إيرانية تحمل مساعدات في سوريا منذ أن ضرب زلزال كبير البلاد ومناطق في جنوب شرق تركيا في 6 فبراير.

توضيحية: عمال يفرغون حمولة مساعدات من طائرة أرسلتها إيران، في مطار مدينة حلب شمال سوريا، في فجر 8 فبراير 2023، في أعقاب زلزال مدمر. (AFP)

في السنوات الأخيرة، نُسبت إلى إسرائيل عدة غارات جوية ضد شحنات أسلحة إيرانية مزعومة تحت غطاء إرسال منتجات تبدو غير ضارة، بما في ذلك حادثة واحدة وقعت في الشهر الماضي.

بشكل عام، يُعتقد أن أسلحة كبيرة نسبيا يتم تهريبها عبر سوريا على متن خطوط شحن إيرانية، والتي غالبا ما تهبط في مطار دمشق الدولي ومطار وقاعدة التياس، أو مطار “التيفور”، خارج مدينة تدمر في وسط سوريا.

يُعتقد أنه يتم تخزين الأسلحة بعد ذلك في مستودعات في المنطقة قبل نقلها إلى لبنان.

ساهمت في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل

اقرأ المزيد عن