روبيو ”قلق“ من الأزمة الإنسانية في غزة، ويحث على إيجاد حلول لتجنب سرقة المساعدات من قبل حماس
وزير الخارجية الأمريكي يتحدث مع نتنياهو لكنه يتجنب تحديد ما إذا كان قد ضغط على رئيس الوزراء لرفع الحصار؛ ويقر بالانتقادات للمبادرة الجديدة، ويؤكد أنه منفتح على البدائل

قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يوم الخميس إنه ”قلق“ بشأن الوضع الإنساني في غزة وسط حصار إسرائيلي مستمر منذ قرابة شهرين ونصف على دخول المساعدات إلى القطاع.
وتجنب روبيو انتقاد إسرائيل بسبب الحصار أثناء رده على أسئلة الصحفيين في أنطاليا، وكشف أيضا أنه تحدث في وقت سابق من اليوم مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ولم يصل إلى حد القول إنه ضغط على نتنياهو بشأن هذه القضية، بيان وزارة الخارجية الأمريكية الصادر بعد ذلك لم يأت على ذكر هذه المسألة.
لم تدخل المساعدات إلى غزة منذ 1 مارس، وتقول إسرائيل إن مساعدات إنسانية كافية دخلت القطاع خلال وقف إطلاق النار الذي استمر ستة أسابيع، وإن حماس سرقت معظم تلك المساعدات. لكن في الأسابيع الأخيرة، بدأ مسؤولون في الجيش الإسرائيلي يحذرون القيادة السياسية من أن القطاع على شفا المجاعة.
في 25 أبريل، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصحفيين إنه ضغط على نتنياهو للسماح بدخول الغذاء والدواء إلى غزة. وفي 5 مايو، قال ترامب إن سكان غزة ”يتضورون جوعا“ لكن حماس جعلت من ”المستحيل“ وصول المساعدات إلى القطاع.
في محاولة للالتفاف على الحركة، ، شارك مسؤولون إسرائيليون عن كثب في إنشاء منظمة جديدة تسمى “مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF)، لتعزيز مبادرة جديدة تقضي بتوزيع المساعدات من عدد قليل من المواقع في جنوب غزة التي يؤمنها مقاولون أمريكيون. لن يُسمح إلا للممثلين المعتمدين مسبقا باستلام المواد الغذائية مرة كل أسبوعين من مواقع التوزيع قبل نقل الصناديق إلى جزء منفصل من منطقة إنسانية حديثة الإنشاء تحيط بمدينة رفح المدمرة.
وأعربت منظمات الإغاثة العاملة حاليا في غزة عن معارضتها الشديدة لخطة GHF، بدعوى أنها تنتهك المبادئ الإنسانية، وتفرض تهجيرا جماعيا للفلسطينيين الذين لا يعيشون حاليا بالقرب من المنطقة الإنسانية، وتتجاهل الفئات الضعيفة من السكان، ولا تعالج الأزمة الإنسانية بشكل ملائم.

وقال روبيو، في ما لم يبد أنه تأييد قوي لمؤسسة غزة الإنسانية، التي أصدرت بيانها الأولي في اليوم السابق: ”سمعت انتقادات لتلك الخطة. نحن منفتحون على أي بديل إذا كان لدى أحدهم خطة أفضل“.
وأضاف روبيو ”نحن نؤيد كل المساعدات التي يمكننا الحصول عليها… دون أن تتمكن حماس من سرقتها من الناس“، مؤكدا أن الصراع في غزة سينتهي إذا استسلمت حماس.
وأكد الوزير ”نحن لسنا محصنين أو غير مبالين بمعاناة سكان غزة بأي شكل من الأشكال“.
وأضاف: ”هناك خطة مطروحة – انتقدها البعض – لكنها تسمح للناس بالحصول على المساعدات دون أن تسرقها حماس. وسنواصل العمل لتحقيق ذلك بالطرق التي نعتقد أنها بناءة ومثمرة“.
لم يكتف مسؤولو ترامب بتقديم الدعم الكلامي لـ GHF، بل اجتمعوا في الأيام الأخيرة مع ممثلين عن وكالات الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة دولية أخرى، وضغطوا عليهم للتعاون مع المبادرة، وفي حالة واحدة على الأقل، هددوا بقطع التمويل عن الجماعات التي ترفض التعاون.
يوم الأربعاء، أعلنت GHF أنها ستبدأ العمل في القطاع بحلول نهاية مايو، وأن إسرائيل سترفع حصارها الذي استمر لأكثر من شهرين في غضون ذلك.

لكن حتى مساء الخميس، لم يكن هناك أي تأكيد إسرائيلي على هذه الخطوة الأخيرة. وقال مسؤول إسرائيلي لـ ”تايمز أوف إسرائيل“ يوم الثلاثاء إن إعلانا سيصدر في الأيام المقبلة.
و قالت GHF في بيانها الافتتاحي يوم الأربعاء إنها طلبت وحصلت على موافقة إسرائيل لإنشاء ”مواقع توزيع آمنة“ (SDS) إضافية في أنحاء غزة بعد أن تعرضت لانتقادات بسبب مذكرة سابقة كشفت أنها لن تتمكن في البداية من إطعام سوى 60٪ من سكان غزة البالغ عددهم حوالي 2 مليون نسمة في أربعة مواقع.
ولم يذكر البيان عدد المواقع التي وافقت إسرائيل على إنشائها. وحتى الأسبوع الماضي، كان الجيش الإسرائيلي يعمل على إنشاء موقع واحد فقط.

كما لم يتطرق بيان GHF إلى الجهة التي ستقوم بتمويل هذه المبادرة.
في الأسبوع الماضي، أبلغ مسؤول إماراتي نظراءه الإسرائيليين أن أبوظبي لن تمول المبادرة في شكلها الحالي. وشكل هذا الرفض ضربة قوية لـ GHF، حيث كانت إسرائيل تأمل في أن يساعد الدعم الإماراتي في إقناع دول أخرى ومنظمات دولية الحذو حذو أبو ظبي.
وإذا لم توافق حماس على إطلاق المزيد من الرهائن في إطار اتفاق وقف إطلاق نار جديد، فإن إسرائيل تخطط لشن عملية عسكرية واسعة النطاق، وقد يحدث ذلك يوم الجمعة، بهدف إعادة احتلال قطاع غزة بأسره والاحتفاظ به بشكل دائم، مع حشر جميع السكان في منطقة إنسانية صغيرة في جنوب القطاع تشكل أقل من ربع أراضي القطاع.
ساهمت وكالات في هذا التقرير.