إسرائيل في حالة حرب - اليوم 534

بحث

رهينة محرر يروي تجربته في الجوع الشديد والوداع المؤلم من صديق ما زال في الأسر

إيلي شرعبي، الذي قُتلت زوجته وبناته في 7 أكتوبر، يقول إنه "ليس غاضبًا"؛ كان قد "تبنى" ألون أوهيل، الذي كان بفائق الحزن قبل إطلاق سراح شرعبي؛ حماس فاقمت الانتهاكات بعد تصريحات القادة الإسرائيليين

إيلي شرعبي في مقابلة في برنامج "عوفدا" على القناة 12، في مقطع تم بثه في 27 فبراير 2025. (screenshot, used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)
إيلي شرعبي في مقابلة في برنامج "عوفدا" على القناة 12، في مقطع تم بثه في 27 فبراير 2025. (screenshot, used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

وصف الرهينة المحرر مؤخرا إيلي شرعبي كيف تم تقييده وضربه وتجويعه على يد مسلحي حماس طوال 16 شهرا من الأسر، مع تفاقم الانتهاكات عندما شعر خاطفوه أن إسرائيل تزيد من سوء ظروف احتجاز عناصر حماس، وذلك في مقابلة تلفزيونية مطولة بثت يوم الخميس.

وقال شرعبي إنه “لم يكن غاضبًا” أثناء الحديث عن فقدان زوجته وابنتيه، اللتين علم فقط بعد إطلاق سراحه أنهما قُتلتا في هجوم 7 أكتوبر 2023.

كما روى الرجل البالغ من العمر 53 عاما، والذي فقد 40 في المائة من وزنه، العلاقات الوثيقة التي أقامها في الأسر مع أور ليفي وإيليا كوهين المفرج عنهما الآن، واللذين احتجز معهما لأكثر من عام، وخاصة مع ألون أوهيل، الذي لا يزال في الأسر – بالإضافة إلى بضعة أيام قضاها مع هيرش غولدبرغ بولين وأوري دانينو وألموغ ساروسي، الذين قُتلوا فيما بعد على يد خاطفيهم.

وقال شرعبي لبرنامج “عوفدا” التلفزيوني: “يمكنك معرفة ما يحدث في الأخبار من خلال سلوك [الخاطفين] فقط”. ولذلك، حذر شرعبي من أن هناك مسؤولية كبيرة للغاية ملقاة على عاتق القادة فيما يتعلق بتصريحاتهم في وسائل الإعلام.

“كل تصريح غير مسؤول – نحن أول من يعاني [من العواقب]”، تابع. “يأتون إلينا ويقولون لنا: إنهم لا يقدمون لسجنائنا الطعام – لن تأكلوا. إنهم يضربون سجناءنا – سنضربكم. إنهم لا يسمحون لهم بالاستحمام – لن تتمكنوا من الاستحمام”.

وتتوافق تعليقات شرعبي مع تعليقات أدلى بها في وقت سابق من هذا الأسبوع رهينة آخر تم إطلاق سراحه مؤخرًا – إيليا كوهين – الذي قال إن التصريحات التي أدلى بها وزير الأمن القومي آنذاك إيتامار بن غفير والتي تفاخر فيها بجهوده لإساءة ظروف الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بشكل كبير أدت إلى تفاقم معاملة حماس للرهائن الإسرائيليين في غزة.

وعلى مدار المقابلة التي استمرت ساعة، والتي تم بثها مساء الخميس، روى شرعبي كيف احتجز لمدة 52 يومًا في منزل خاص، إلى جانب رهينة تايلاندي. ثم تم نقله إلى نفق، كما قال، حيث طور علاقة وثيقة مع ألون أوهيل البالغ من العمر 24 عامًا، والذي احتُجز معه إلى جانب رهينتين إسرائيليين آخرين في مساحة ضيقة وظروف مؤلمة.

“لقد تبنيته منذ الدقيقة الأولى”، قال شرعبي. “كنا معا 24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الأسبوع. أعرف كل شيء عنه وعن عائلته”.

ألون أوهيل،الذي احتجزه مسلحوا حماس في مهرجان سوبر نوفا الموسيقي في 7 أكتوبر 2023. (Courtesy)

وقال شرعبي إنهما استمدا القوة من بعضهما البعض. لكن أوهيل أصيب بصدمة شديدة عندما علم بإطلاق سراح شرعبي والرجلين الآخرين، أور ليفي وإيليا كوهين، حسبما قال شرعبي.

وعندما أُطلق سراح شرعبي مع ليفي في الثامن من فبراير، أمسكه أوهيل ورفض أن يتركه حتى انتزعه الحارس، كما يتذكر، مضيفًا أنه كانت هناك “لحظات هستيرية” وأن الأمر استغرق حوالي 15 دقيقة لتهدئته.

وقال “كانت لحظة صعبة للغاية. قال إنه سعيد من أجلي. ووعدته بأنني لن أتركه هناك. سأقاتل من أجله”. وأُطلق سراح كوهين بعد أسبوعين، تاركًا أوهيل بمفرده.

وقال شرعبي عن رحيل كوهين: “لا أستطيع أن أتخيل تلك اللحظة. لا أستطيع أن أتخيلها”.

وقال إنه يجري هذه المقابلة المتعمقة من أجل الرهائن الذين ما زالوا في الأسر، لضمان عودتهم إلى ديارهم – وخاصة أوهيل. وقال: “لا يمكننا أن نترك أي شخص خلفنا”.

خسر شرعبي 40% من وزنه

وتذكر شرعبي ذات يوم، عندما علم أحد الحراس القاسيين بشكل خاص، والذي أطلق عليه الرهائن لقب “القمامة” – كانوا قد اخترعوا ألقابًا لخاطفيهم المختلفين من أجل التحدث عنهم دون أن يفهمهم أحد – أن منزله دمر في غارة جوية إسرائيلية.

“بالصدفو كنت نائم بالقرب من العتبة، لذا كنت أول من تلقى الضربات. ركلات، ولكمات، وضربات في الضلوع”، قال، متذكراً أن أوهيل نجح في حماية شرعبي من بعض الضربات بجسده.

وقال شرعبي، الذي فقد أكثر من 30 كيلوغراماً في الأسر – أي نحو 40% من وزن جسمه – وبلغ وزنه 44 كيلوغراماً فقط عند إطلاق سراحه، إن المسلحين قيدوا الرهائن الأربعة بسلاسل حديدية، وكانوا يضربونهم أو يذلونهم في بعض الأحيان، وأنهم كانوا يعيشون لشهور على طبق واحد من المعكرونة كل يوم.

“إذا حدث ذلك لمدة يوم أو يومين، فلن يكون الأمر سيئًا. ولكن لمدة ستة أشهر، هذا ما تناولناه كل يوم”.

وقال إن آلام الجوع كانت لا تطاق، وإن إقناع خاطفيه بإعطائهم تمرًا جافًا أو ربع قطعة خبز كان بمثابة انتصار.

“يجب على الناس أن يفكروا حقًا عندما يفتحون الثلاجة في المنزل، فهذا يعني كل شيء. فتح الثلاجة يعني كل شيء”، قال.

“هذا ما تحلم به كل يوم. لا تهتم بالضرب الذي تتعرض له، ويضربونك، ويكسرون ضلوعي، ولا أهتم، أعطني نصف رغيف خبز آخر”.

ووصف شرعبي تجربة استلام خبز البيتا، قائلا إن الأربعة كانوا يقسمونه إلى أجزاء متساوية، ويحتفظون به حتى الساعة العاشرة مساء، ثم يأكلونه ببطء على مدى 10 إلى 15 دقيقة، “حتى تتمكن من قضاء الليل”.

يوسي شرابي في (يسار) صورة بدون تاريخ و(يمين) عند إطلاق سراحه من قبل حماس في قطاع غزة في 8 فبراير 2025 (Courtesy; Eyad Baba / AFP)

عمليات الإنقاذ في الأنفاق “مستحيلة”

وعندما سُئل عما إذا كان لديه أي أحلام عن عملية لإنقاذه، أجاب شرعبي أنه “في الفترة الأولى، خلال أول 52 يوماً، عندما كنت في منزل، كان بإمكاني أن أفعل ذلك بنفسي”، موضحاً أنه كان بإمكانه أن يأخذ مسدس خاطفه في الليل ويطلق النار عليه – لكنه قرر أن احتمالات الوصول إلى بر الأمان بعد القيام بذلك كانت قريبة من الصفر.

وقال إنه كان يتخيل باستمرار عملية إنقاذ خلال هذه الفترة، ولكن “بمجرد أن تجد نفسك في نفق، فإنك تصلي فقط ألا يحدث ذلك”، موضحًا: “أنت تعلم أنه قبل أن يصلوا إلى عتبة النفق، ستتلقى رصاصة في رأسك. لذا فإن أي شخص لديه أفكار حول عمليات إنقاذ بطولية داخل الأنفاق – فرصة إخراج الناس من هناك أحياء هي صفر. ولهذا السبب يتم ربط الناس من أرجلهم”.

وتم نقله لأول مرة إلى شبكة الأنفاق في 27 نوفمبر 2023، ولم يخرج منها حتى تم إطلاق سراحه، على حد قوله.

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي في 20 يناير، 2024، تظهر الجزء الداخلي من نفق لحماس في خان يونس جنوب غزة حيث تم احتجاز رهائن. (Israel Defense Forces)

ذكريات الرهائن الشباب الذين تم قتلهم

عندما تم نقله لأول مرة إلى الأنفاق، أمضى ثلاثة أيام إلى جانب هيرش غولدبرغ بولين وأوري دانينو وألموغ ساروسي، الذين قُتلوا على يد خاطفيهم في أغسطس 2024، بينما كانت قوات الجيش الإسرائيلي تعمل في مكان قريب.

“لقد أخبرنا هيرش بجملة ظلت عالقة في أذهاننا، وأعطتنا القوة، ولم تدعنا نفقد الأمل – لقد عرفته لمدة يومين وأعطاني جملة ظلت عالقة في ذهني – قال: عندما يكون هناك سبب، ابحث دائمًا عن الطريقة”.

وقال شرعبي إنه وزملاءه الأسرى كانوا واثقين من أنه عندما تم نقل الرهائن الثلاثة الشباب إلى مكان آخر فكان ذلك لإطلاق سراحهم. وأضاف: “قلت لهم أنتم في طريقكم إلى المنزل. أتذكر أن أوري دانينو قال لي: أراكم في إسرائيل. لم يكن لدينا أي فكرة أنهم ينقلونهم إلى نفق آخر”.

واختطف شرعبي في 7 أكتوبر 2023 من منزله في كيبوتس بئيري. وقال إنه لم يكن لديه إمكانية سماع الأخبار ولم يعلم إلا بعد إطلاق سراحه بمقتل زوجته وابنتيه في الهجوم الذي قادته حماس.

إيلي شرعبي مع ابنتيه ياهل ونويا شرعبي، اللتين قُتلتا مع والدتهما ليان شرغبي في 7 أكتوبر 2023، عندما أُخذ والدهما كرهينة (Courtesy)

وقد اختطف شقيقه يوسي شرعبي حياً وقُتل في الأسر، على الأرجح نتيجة لغارة جوية.

ورغم الألم، قال إيلي إنه يشعر بأنه محظوظ لكونه على قيد الحياة ومحظوظ بالوقت الذي قضاه مع زوجته ليان وابنتيه نويا وياهيل، اللتين تحملان الجنسية الإسرائيلية البريطانية.

وقال: “أنا لست غاضباً. لقد كنت محظوظاً لأنني قضيت مع ليان لمدة 30 عاماً، وكنت محظوظاً لأنني كنت مع تلك البنات الرائعات لسنوات”.

اقرأ المزيد عن