رهينة سابقة: ليري الباغ أنقذت حياتها من تعذيب وتهديد حماس
عميت سوسانا، التي تم إطلاق سراحها في عام 2023، تنسب الفضل إلى تدخل الرهينة التي تم الافراج عنها مؤخرا؛ نعمة ليفي ورومي غونين تشاركان بداية التعافي وتحثان على إطلاق الرهائن المتبقين

قالت الرهينة المفرج عنها عميت سوسانا، التي تم إطلاق سراحها في صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار الاولى مع حركة حماس في عام 2023، يوم الثلاثاء إن ليري الباغ، التي كانت من بين الرهائن الأربع اللاتي تم إطلاق سراحهن يوم السبت، أنقذت حياتها في الأسر.
جاءت تصريحاتها في الوقت التي أدلت فيها الرهينة المفرج عنها نعمة ليفي بأول تصريحاتها العلنية منذ إطلاق سراحها يوم السبت، وبينما أهدت رومي غونين، التي تم إطلاق سراحها قبل 10 أيام، أغنية على الراديو لعائلتها، مع ظهور تفاصيل جديدة بشأن عملية التعافي التي تمر بها الرهائن العائدات.
دخلت صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار حيز التنفيذ قبل أسبوع ونصف.
في مقابلة بثت مساء الثلاثاء، قالت سوسانا إنها مدينة لالباغ بحياتها، بعد أن أقنعت الباغ الخاطفين من حركة حماس بأن سوسانا ليست ضابطة في الجيش الإسرائيلي.
متحدثة لبرنامج “عوفدا” الاستقصائي في القناة 12، قالت سوسانا (40 عاما) إن خاطفيها ربطوا ذراعيها وساقيها معا، وضريوها بعصا، وهددوها بجسم معدني حاد، وطالبوها بالاعتراف بأنها في الجيش، مدعين أنهم علموا من التلفزيون أنها كذلك.
وقالت إن الخاطفين أحضروا رهائن آخرين، من ضمنهم الباغ، ليحضوها على الاعتراف.
وأضافت أن أحد الحراس وجه مسدسه إلى رأسها وقال لها: “لديك 40 دقيقة لتخبرينا بالحقيقة، وإلا قتلتك”.

وقالت إن الباغ تحدث إلى الحارس وتمكنت من إقناع الخاطفين بأن سوسانا ليست في الجيش.
واستذكرت سوسانا قائلة “قلت لها عندما عادت: ’لا أعرف ما إذا كانوا سيقتلونني أم لا؛ بالنسبة لي، أنت أنقذت حياتي’”.
كما قالت سوسانا إنه في الأسابيع الثلاثة الأولى لها في الأسر، تم وضعها منفردة في شقة مع حارسين قاما بربط ساقيها بسلسلة معدنية وبقفلين بنافذة، “مثل الحيوان”.
كما تحدثت عن الاعتداء الجنسي الذي تعرضت له من قبل أحد خاطفيها، وهي القصة التي كشفت عنها لأول مرة في مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز” العام الماضي.
نعمة ليفي: “أشعر بتحسن كل يوم”
وفي غضون ذلك، في منشور على “إنستغرام” يوم الثلاثاء، كتبت ليفي – وهي جندية مراقبة تم اختطافها من قاعدة ناحل عوز خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر، 2023، الذي بدأ الحرب الجارية – “لقد عدت إلى الديار. بعد 477 يوما، عدت إلى الوطن أخيرا. أنا آمنة ومحمية ومحاطة بعائلتي، وأشعر بتحسن كل يوم”.
في منشورها، شاركت ليفي أيضا بعض التفاصيل بشأن أسرها: “في الأيام الخمسين الأولى بعد 7 أكتوبر، كنت لوحدي معظم الوقت، وبعد ذلك كنت في الأسر مع أصدقائي – زميلاتها جنديات المراقبة ومدنيين – “الذين منحوني القوة والأمل. لقد عززنا بعضنا الآخر حتى تم إطلاق سراحنا، وبعد ذلك أيضا”.
ودعت الرهينة المفرج عنها إلى عودة أولئك الذين ما زالوا في الأسر: “نحن في انتظار أغامي”، مستخدمة أسما محببا لأغام بيرغر، آخر جنديات المراقبة التي ما زالت في الأسر من بين اللواتي تم اختطافهن، “وبقية المختطفين حتى يتمكنوا من إكمال عملية التعافي”.
وبعد أن أضافت رمزا تعبيريا (ايموجي) للعلم الإسرائيلي، اختتمت ليفي منشورها بالقول: “من المهم بالنسبة لي أن أشكر جنود جيش الدفاع والأمة الإسرائيلية بأكملها! بينما كنت لا أزال في الأسر، رأيت كيف كنتم تقاتلون من أجلي. شكرا لكم جميعا، أحبكم”.

“رومي عانت الأمرين”
كما استمع الجمهور الإسرائيلي يوم الثلاثاء إلى الرهينة المحررة غونين، وهي مدنية اختُطفت من مهرجان “نوفا” الموسيقي في السابع من أكتوبر، وكانت من بين أول ثلاث رهائن تم إطلاق سراحهن في إطار الصفقة الحالية، في التاسع عشر من يناير.
وفي رسالة وجهتها إلى المحطة الإذاعية الموسيقية التابعة للجيش الإسرائيلي، أهدت غونين أغنية “عاد أحري هنيستاح” (حرفيا: “إلى ما بعد الأبد”) للمغني بئير تاسي إلى عائلتها، وكتبت: “إلى أقوى عائلة على الإطلاق. أنتم الأفضل في العالم، ولا يمكن التعبير عن مقدار الحب والتقدير الذي أشعر به تجاهكم بالكلمات. أنا معكم، إلى الأبد”.
وتحدثت شقيقة رومي، ياردن غونين، يوم الثلاثاء في تجمع غنائي في ما تسمى ب”ساحة المختطفين” في تل أبيب، حيث شاركت بعض ما سمعته من أختها منذ عودتها من الأسر.
وقالت “على مدار 471 يوما عانت رومي الأمرين. لم يتم علاج الجرح التي أصيبت به جراء إطلاق النار في ذلك اليوم الملعون بشكل صحيح، وفي كل يوم، وحتى اليوم، تعاني من الألم ومن ضرر وتلف كبير في وظيفة ذراعها. وعلى الرغم من ذلك، وكما قيل، خرجت منتصرة، وقالت ’أبي! لقد عدت إلى البيت’”.

وقالت ياردن إن يوم عودة روني من غزة “سيظل إلى الأبد يوم ميلادها من جديد. وعلى حد تعبيرها – ’هناك حياة بعد الموت’. ويا لها من حياة تنتظرك يا حبيبتي”.
كما وجهت شقيقة الرهينة عدة دعوات لعودة الرهائن الـ 87 المتبقين.
وقالت: “على مدى الأيام التسعة الماضية، منذ أن تمكنا من احتضان بعضنا البعض ورؤية شمسنا تبتسم مرة أخرى، آمنة ومحمية، هناك شيء واحد لم يتركها – الحاجة الملحة لإعادة جميع الرهائن، وعدم التخلي عن أي مرحلة من مراحل الاتفاق”.
ولقد دعا بعض المشرعين اليمينيين إلى العودة إلى القتال بعد المرحلة الاولى من الاتفاق التي تستمر 42 يوما.

وشكرت ياردن، باللغة الإنجليزية، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على دوره في تأمين إطلاق سراح شقيقتها، ودعته إلى ضمان تنفيذ الاتفاق بالكامل.
وقالت: “الرئيس ترامب – بفضلك، أستطيع أن أعانق أختي مرة أخرى. لقد أعطى ذلك بلدنا الأمل في أنه من خلال القيادة القوية والعزيمة، يمكننا إعادة الجميع”.
وأضافت: “من فضلك ساعدنا في إكمال ما بدأته وإعادة كل مختطف إلى الوطن، كما أعلنت بقوة منذ انتخابك. شكرا لك على اختيار الخير على الشر”.
كما شكرت الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن على جهوده في تأمين صفقة الرهائن، والتي دخلت حيز التنفيذ في آخر يوم له في منصبه.
وأضافت ياردن للحشد أن رومي ترتدي كل يوم قطعة من الشريط تحمل عدد الأيام التي يقضيها الرهائن المتبقون في الأسر.

تفاصيل عن الإقامة في المستشفى
بحسب بيان صادر عن مستشفى “بيلنسون” في بيتاح تيكفا، حيث مكثت النساء الأربع اللواتي خضعن للمراقبة بعد عودتهن من الأسر يوم السبت الماضي – ليفي، وكارينا أرييف، ودانييلا غلبواع، والباغ – فقد كن يستقبلن الزوار يوميا منذ عودتهن.
كما قدم المستشفى تفاصيل عن التدابير الرامية إلى حماية خصوصية العائدات، ودعا الزوار إلى تنسيق وصولهم مع المستشفى وأسر الرهائن المفرج عنهن مسبقا.
وقال المستشفى: “كل يوم، يزور كل واحدة من المجندات نحو 10 أشخاص في المتوسط. ويتعين على الزوار إيداع هواتفهم المحمولة قبل اللقاء، باستثناء الأسرة المباشرة فقط. أي الأصدقاء والأعمام/العمات وأبناء العمومة – ولا يجوز لأي من هؤلاء الأشخاص الدخول بهواتفهم، باستثناء الوالدين والأشقاء”.

وفي الوقت نفسه، يُطلب من جميع الموظفين الذين يدخلون قسم المستشفى الذي تقيم فيه النساء الأربع استخدام ملصق أحمر لتغطية كاميرا هواتفهم المحمولة، حسبما ذكرت القناة 12 نقلا عن بيان المستشفى.
كما ذكرت وسائل إعلام عبرية أن المغني الإسرائيلي حنان بن آري زار المستشفى مساء الأحد، لتقديم حفل موسيقي خاص للعائدات وعائلاتهن. وقد عزف لمدة ساعتين تقريبا، وأخذ طلبات من النساء الأربع.
لا يزال 87 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر في غزة، بما في ذلك جثث 34 شخصا على الأقل أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم. وتم استعادة جثث 40 آخرين خلال فترة الحرب.

حتى الآن، تم إطلاق سراح سبع رهائن في إطار الصفقة الحالية، والتي تنص على إطلاق سراح 33 من ما يسمى “الرهائن في الفئة الإنسانية” خلال مرحلتها الأولى التي تستمر 42 يوما، مع توقف القتال في القطاع.
وبينما يتم إطلاق سراح هؤلاء الرهائن – النساء والأطفال وكبار السن والمرضى – تدريجيا، ستطلق إسرائيل سراح حوالي 1904 أسرى أمنيين فلسطينين، من بينهم أكثر من مائة أسير يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة لتورطهم في هجمات.
وتتضمن المراحل اللاحقة من الاتفاق المكون من ثلاث مراحل إجراء مفاوضات بهدف معلن يتمثل في التوصل إلى “هدوء مستدام” في القطاع، بالإضافة إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقين المحتجزين في غزة، والإفراج عن المزيد من الأسرى الأمنيين الفلسطينيين، والانسحاب الإسرائيلي من القطاع.
بدأت الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023، عندما تسلل نحو 3000 مسلح بقيادة حماس إلى جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، واحتجاز 251 كرهائن.