إسرائيل في حالة حرب - اليوم 588

بحث

رهينة سابقة تدين منح جائزة بوليتزر لكاتب من غزة أضفى شرعية على عمليات الاختطاف

إميلي دماري تنتقد لجنة الجائزة لمنحها تكريما لمصعب أبو توهة، الذي وصف المختطفين بـ”القتلة“ وشكك في مقتل الطفلين من عائلة بيباس في تصريحات على مواقع التواصل الاجتماعي

لافتة عليها قصيدة ”ماذا يجب أن يفعل سكان غزة أثناء الغارات الجوية الإسرائيلية“ لمصعب أبو توهة (في الصورة الصغيرة) في مخيم للطلاب المؤيدين للفلسطينيين في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، 4 مايو 2024. (Jay L. Clendenin/Getty Images via JTA)
لافتة عليها قصيدة ”ماذا يجب أن يفعل سكان غزة أثناء الغارات الجوية الإسرائيلية“ لمصعب أبو توهة (في الصورة الصغيرة) في مخيم للطلاب المؤيدين للفلسطينيين في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، 4 مايو 2024. (Jay L. Clendenin/Getty Images via JTA)

قالت رهينة سابقة احتُجزت في غزة لأكثر من 500 يوم، يوم الخميس، إنها تشعر ”بالصدمة والألم“ بعد أن حصل كاتب مولود في غزة، بدا أنه يبرر اختطافها ويشوه سمعة رهائن آخرين على وسائل التواصل الاجتماعي، على جائزة “بوليتزر” هذا الأسبوع.

فاز مصعب أبو توهة، وهو فلسطيني يعيش حاليا في الولايات المتحدة، بالجائزة الصحفية المرموقة في فئة ”التعليق“ يوم الاثنين عن مقالات نُشرت في مجلة ”نيويوركر“.

لكن في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي أشارت إليها منظمة ”أونست ريبورتنغ“ (Honest Reporting) المؤيدة لإسرائيل، كتب أبو توهة بإزدراء عن إميلي دماري ورهينة أخرى، وشكك في جريمة القتل الوحشية التي راح ضحيتها طفلا عائلة بيباس بعد اختطافهما مع والدتهما على يد مسلحين من غزة. وأثارت هذه الكشوفات انتقادات من وزارة الخارجية الإسرائيلية للجنة الجائزة ودعوات لإلغاء الجائزة.

وكتبت دماري في رسالة إلى لجنة الجائزة على منصة X يوم الخميس “هذا ليس مجرد تلاعب بالكلمات – بل هو إنكار صريح لفظائع موثقة”، مضيفة “”تدّعون أنكم تقومون بتكريم الصحافة التي تدافع عن الحقيقة والديمقراطية وكرامة الإنسان. ومع ذلك، اخترتم أن ترفعوا صوتا ينكر الحقيقة، ويمحو الضحايا، وينتهك ذكرى القتلى“.

تعرضت دماري، وهي مدنية تبلغ من العمر 28 عاما وتحمل الجنسيتين الإسرائيلية والبريطانية، لإطلاق النار واختُطفت من منزلها في كفر عزة في 7 أكتوبر 2023. أُطلق سراحها في 19 يناير من هذا العام في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار، وخرجت من الأسر مبتورة إصبعين قُطعا أثناء الهجوم.

وبعد أيام من إطلاق سراحها، نشر أبو توهة منشورا صورها فيه زورا على أنها مجندة، وبدا أنه يحاول إضفاء الشرعية على ”اعتقالها“ من قبل حماس.

إميلي دماري (يمين) ووالدتها ماندي تجريان مكالمة فيديو مع أفراد العائلة بعد عودتها من أسر حماس، 19 يناير، 2025. (IDF)

وكتب في منشور على فيسبوك في 25 يناير، إلى جانب مقطع فيديو قديم تظهر فيه وهي ترتدي الزي العسكري، ”كيف يمكن أن تسمى هذه الفتاة رهينة؟ (وهذا هو الحال بالنسبة لمعظم ”الرهائن“). هذه هي إميلي دماري، مجندة بريطانية-إسرائيلية تبلغ من العمر 28 عاما، أعلنت حماس عن أسرها في 7 أكتوبر”، مضيفا ”إذن هذه الفتاة تسمى ‘رهينة’؟ هذه المجندة التي كانت قريبة من الحدود مع مدينة تحتلها هي وبلدها تسمى ‘رهينة’؟“

في 6 مايو، عدّل أبو طه المنشور قليلاً، واستبدل عبارة ”معظم الرهائن“ بعبارة ”بعض الرهائن“.

وفي منشور منفصل في أوائل فبراير، نشر صورة لأغام بيرغر، وهي جندية مراقبة تم أسرها في 7 أكتوبر وأُفرج عنها في إطار نفس الاتفاق المبرم في يناير، ووصفها هي وآخرين بأنهم ”قتلة انضموا إلى الجيش ولهم عائلات في الجيش!“، بينما انتقد وسائل الإعلام الدولية لـ”إضفاء الطابع الإنساني“ عليهم.

المعزون يتجمعون لتقديم احترامهم بجانب نصب تذكاري مؤقت لشيري وأريئيل وكفير بيباس في ساحة المختطفين في تل أبيب، 26 فبراير 2025. (Ahmad Gharabli / AFP)

كما أشارت أونست ريبورتينغ إلى أن أبو توهة وجه انتقادات لاذعة إلى هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) في فبراير بسبب تقريرها عن النتائج التي توصلت إليها إسرائيل بأن أريئيل وكفير بيباس، اللذين كانا يبلغان من العمر 4 سنوات و9 أشهر تباعا وقت اختطافهما، قُتلا على أيدي خاطفيهما.

وكتب أبو توهة: ”إذا لم تروا أي دليل، فلماذا نشرتم ذلك؟ حسنا، هذه هي حقيقتكم أيها القذرون“.

وكتبت دماري يوم الخميس: ”مصعب أبو توهة ليس كاتبا شجاعا. إنه النظير المعاصر لمن ينكرون الهولوكوست. وبتكريمه، انضممتم إليه في ظلال الإنكار. هذه ليست مسألة سياسية. هذه مسألة إنسانية. واليوم، فشلتم في ذلك“.

ولم يصدر أي تعليق فوري عن أبو توهة.

وقال متحدث باسم لجنة بوليتزر لموقع “فوكس نيوز” على الإنترنت إن ”عملية اختيار كل جائزة تستند إلى مراجعة الأعمال المقدمة“.

يوم الأربعاء، نشر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أورين مارمورشتاين على الإنترنت أن منح الجائزة لأبو توهة هو قرار ”مخز“.

وكتب: ”يبدو أن مهاجمة الشابات الإسرائيليات اللواتي اختطفتهن حماس بوحشية يمكن أن يجلب لك جائزة بوليتزر، على الأقل عندما يتعلق الأمر بمصعب أبو توهة“.

وقال القنصل العام الإسرائيلي في نيويورك، أوفير أكونيس، لفوكس نيوز إن هذه المنشورات يجب أن تثير اشمئزاز الأشخاص الشرفاء.

الشاعر الفلسطيني مصعب أبو توهة يتحدث إلى برنامج إخباري على الإنترنت بعنوان ”الديمقراطية الآن!“ عن الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، 22 يناير 2024. (Screen capture: YouTube/Democracy Now! used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

وقال ”هذه المنشورات عار تام، ويجب إدانة هذا الرجل على تعليقاته، لا منحه جائزة بوليتزر“.

في إعلانها عن الجائزة يوم الاثنين، أشادت لجنة بوليتزر بأبو طه (32 عاما)، لـ ”مقالاته عن المذبحة الجسدية والعاطفية في غزة التي تجمع بين التغطية الصحفية المتعمقة والحميمية التي تتميز بها المذكرات لتنقل تجربة الفلسطينيين خلال أكثر من عام ونصف من الحرب مع إسرائيل“.

ودعت منظمة أونست ريبورتينغ، التي اتهمت أبو توهة بأن مقالاته الأخرى تنتقد إسرائيل بطريقة ترقى إلى معاداة السامية، إلى إلغاء الجائزة.

وقال المدير التنفيذي لأونست ريبورتينغ، غيل هوفمان، في بيان: ”جائزة بوليتزر هي أعلى جائزة في مجال الصحافة ولا ينبغي أن تشوهها منحها لرجل كذب مرارا وتكرارا“. وأضاف أن أبو توهة ”يبرر اختطاف المدنيين من منازلهم، وينشر أخبارا كاذبة، ويصف إضاءة شموع حانوكا بمعاداة السامية“.

وفقا للمنظمة الرقابية، فإن خطاب أبو توهة على الإنترنت يتطابق مع تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست لمعاداة السامية.

وأشارت إلى منشورات وصف فيها أبو توهة القوات الإسرائيلية بـ”جنود الإرهاب“ وقارن الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة بالهولوكوست.

ينتقد منتقدو تعريف “التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست” لمعاداة السامية، الذي تم تبنيه على نطاق واسع في الغرب، وإن لم يكن بشكل شامل، بأنه تعريف فضفاض للغاية ويقيد النقد المشروع لإسرائيل.

كما اتُهم أبو توهة بترديد دعاية حماس بعد أن نشر الشهر الماضي عن قصف مستشفى الأهلي في نوفمبر 2023، الذي ألقت الحركة المسؤولية فيه على إسرائيل، على الرغم من الأدلة التي قدمها الجيش الإسرائيلي ودعمتها الولايات المتحدة والتي تظهر أن المستشفى في مدينة غزة قد أصيب بصاروخ طائش أطلقته حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية.

كما كشف ”تايمز أوف إسرائيل“ عن مراجعة سريعة لمشاركات أبو توهة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اتهم إسرائيل بقتل رهائن محتجزين لدى جماعات مسلحة في غزة، واستخف بالدعوات لإطلاق سراحهم، وحث المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل، ودعا النشطاء وغيرهم إلى ”تصعيد“ الإجراءات ضد الدولة اليهودية.

يوم الثلاثاء، قال على الإنترنت إن حسابه تم تعليقه على فيسبوك، لكنه سرعان ما أعيد، حيث علق متحدث باسم شركة “ميتا” بأن التعليق كان خطأ.

وردا على فوزه بجائزة بوليتزر على الإنترنت يوم الاثنين، نشر أبو توهة: ”فليكن هذ الأمل. فلتكن هذه قصة تُروى“، مقتبسا من قصيدة الكاتب الفلسطيني رفعت العرعير الذي قُتل في ديسمبر 2023 في غارة إسرائيلية على غزة.

وواصل سرد أسماء العشرات من أفراد عائلته الذين قُتلوا في غارات جوية على غزة، التي دمرتها الحرب.

اندلعت الحرب في غزة في 7 أكتوبر عندما قادت حركة حماس أكثر من 5000 مسلح لاقتحام جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين. كما اختطف المهاجمون 251 شخصا واحتجزوهم كرهائن في غزة. ومن بين هؤلاء، لا يزال 59 رهينة في القطاع، بما في ذلك جثث ما لا يقل عن 35 شخصا أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.

اعتقل الجيش الإسرائيلي أبو توهة في نوفمبر 2023 واحتجزه لفترة وجيزة. وسرعان ما أثار اعتقاله اهتمام وسائل الإعلام الغربية، حيث كان يكتب مقالات لمجلة ”نيويوركر“ ووسائل إعلام كبرى أخرى منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، يرسم فيها صورة قاتمة لخسائر الحرب في صفوف المدنيين من خلال تجربته الشخصية.

اقرأ المزيد عن