رهائن مفرج عنهن لنتنياهو: إنقاذ الرهائن المتبقين فقط سيكون بمثابة “نصر مطلق”
عائلات الاسرائيليين المحتجزين في غزة تحث نتنياهو على بذل كل ما في وسعه للتوصل إلى اتفاق مع حماس بعد أن ادعى أن إسرائيل على أعتاب النصر من خلال سحق الحركة
وجهت خمس نساء اسرائيليات تم إطلاق سراحهن من الأسر في غزة خلال الهدنة التي استمرت أسبوعا في أواخر شهر نوفمبر الماضي، نداء مؤثرا يوم الأربعاء، داعين الحكومة إلى بذل كل ما هو ضروري لضمان إطلاق سراح الرهائن المتبقين البالغ عددهم 136 رهينة، قائلين إن ذلك فقط سيمثل “نصرا مطلقا” لإسرائيل.
وتتناقض تصريحاتهن بشكل حاد مع أقوال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي وعد قبل لحظات من ذلك في مؤتمر صحفي منفصل الأمة بأن إسرائيل تقترب من “النصر المطلق” في مهمة القضاء على حماس في قطاع غزة.
وحث الرهائن المفرج عنهن الحكومة على إعادة الرهائن أولا وقبل كل شيء، محذرات من أن حياتهم معرضة للخطر، قائلات: “يمكننا التعامل مع حماس بعد ذلك”.
وشكرت أفيفا سيغل (62 عاما)، التي تم أسرها من كيبوتس كفار عزة في 7 أكتوبر، الجمهور على الدعم الذي أظهره للرهائن وعائلاتهم، وقالت إن شعب إسرائيل “بلد واحد، عائلة واحدة، [مع] مصير واحد”
وقالت سيغل، التي لا يزال زوجها كيث سيجل محتجزا في غزة، أنه إذا تم إنقاذ الرهائن، “فسنكون قد أنقذنا دولة إسرائيل وسيكون ذلك نصرا مطلقا”.
ووجهت عدينا موشيه (72 عاما)، التي قُتل زوجها سعيد موشيه على يد مسلحي حماس في 7 أكتوبر وتم احتجازه بعد ذلك كرهينة من كيبوتس نير عوز، حديثها للحكومة وهي تحبس دموعها.
وقالت موشيه: “لقد كنت هناك وشعرت هناك وتألمت هناك ولكن تم إطلاق سراحي. يا أصدقائي، الشبيبة الذين قمت بتعليمهم ما زالوا هناك. أعتقد أن البعض منهم لم ينجوا. أعلم أنهم لا يتلقون أدويتهم المطلوبة، وأعلم أنهم لم يعودوا في المكان الذي كنت معهم فيه”.
وأضافت: “مرة أخرى، أطلب منك يا سيد نتنياهو، كل شيء بين يديك، أنت الشخص الذي يمكنه القيام بذلك، وأنا خائفة للغاية، من أنه إذا واصلت السير على هذا الطريق … فلن يكون هناك المزيد من الرهائن لإطلاق سراحهم”.
متحدثا في وقت سابق في القدس، تعهد نتنياهو بأن إعادة الرهائن لا تزال على رأس سلم الأولويات، وقال لعائلات المختطفين أنه لن يتوقف أبدا عن التفكير بأحبائها أو العمل من أجل إطلاق سراحهم.
لكنه جادل بأن “استمرار الضغط العسكري شرط أساسي لتحرير المختطفين”.
وانهارت الرهينة المفرج عنها ساهر كالديرون (16 عاما)، والتي لا يزال والدها عوفر كالديرون محتجزا لدى حماس، عندما تحدثت عن تجربتها في الأسر في غزة.
وقالت: “هل تعرفون ما يعنيه البقاء هناك ولو ليوم واحد؟ ولا حتى يوم واحد، ساعة واحدة هي جحيم”.
وتابعت باكية: “لقد كنت هناك لمدة 52 يوما. لماذا عليّ، أنا فتاة تبلغ من العمر 16 عاما، المرور بكل ذلك؟ لماذا عليّ أن أكون في هذا المكان لمدة شهرين؟ صحيح، أنا حية واتنفس، ولكن روحي قُتلت. كل من لا يزال هناك يُقتل من جديد كل يوم”.
ووجهت شارون ألوني كونيو، التي تم إطلاق سراحها من الأسر في نهاية شهر نوفمبر مع ابنتيها التوأمين اللتين تبلغان من العمر 3 سنوات ولكن بدون زوجها، دافيد كونيو، كلماتها مساء الأربعاء إلى الأعضاء والمراقبين الستة في كابينت الحرب وزوجاتهم، مع ذكر كل واحد منهم بالاسم.
وقالت ألوني كونيو: “لقد نشأت أجيال من الإسرائيليين على فكرة أننا نحاول انقاذ الأرواح اليهودية. الثمن باهظ، ويسبب انقباضا في البطن والجسد. ولكن إذا لم نفعل ذلك، فسوف نلطخ سمعة إسرائيل إلى الأبد”.
ورددت نيلي مرغليت، وهي عضو آخر في كيبوتس نير عوز، كلمات ألوني كونيو، مضيفة أن “ملايين الإسرائيليين واليهود في انتظار ستة أشخاص لاتخاذ هذا القرار. إذا لم يعودوا إلى الوطن، فسيعرف الجميع أنهم التاليون في الصف، وأننا نعيش في بلد لا يقلق على سلامتنا ولا يحمي مواطنيه”.
جاء المؤتمران الصحفيان بعد يوم من قيام حماس بنشر ردها على مسودة مقترحة أرسلها في الأسبوع الماضي الوسطاء القطريون والمصريون وبدعم من الولايات المتحدة وإسرائيل.
اقتراح حماس يشمل خطة تشهد هدنة مدتها أربعة أشهر يتم خلالها إطلاق سراح الرهائن على ثلاث مراحل، والتي من شأنها أن تؤدي إلى نهاية الحرب، وتضمنت مطالب بانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية والإفراج عن آلاف الأسرى الأمنيين، من بينهم نحو 500 يقضون أحكاما بالسجن المؤبد.
ورفض نتنياهو اقتراح حماس ووصف شروط الحركة بأنها “متوهمة” وقال إن الاستسلام لمطالب حماس سيكون بمثابة دعوة لمذبحة أخرى.
كما تحدثت عائلات رهائن أخرى يوم الأربعاء مطالبة الحكومة بالموافقة على الصفقة، بما في ذلك العديد من المقيمين في بريطانيا.
وقالت شارون ليفشيتس، التي يتم احتجاز والدها عوديد ليفشيتس (83 عاما) كرهينة، في مؤتمر صحفي عُقد في وسط لندن “لا أعتقد أن لإسرائيل خيار آخر”.
وأضافت ليفشيتس، التي اختُطفت والدتها المسنة أيضا قبل أن يتم إطلاق سراحها، أن “على إسرائيل واجب إعادة مواطنيها، وعليها أن تفعل ما بوسعها للوصول إلى هذا الهدف”.
قُتلت شقيقة ستيفن بريسلي، ليان شرعبي، وابنتيها المراهقتين في الهجوم على كيبوتس بئيري، بالقرب من حدود غزة. ولا يزال صهره إيلي شرعبي رهينة، بينما تم احتجاز شقيق إيلي شرعبي، يوسي شرعبي، كرهينة وتوفي لاحقا في الأسر. وقال بريسلي: “الوقت ينفد وثمن الفشل باهظ”.
ومع ذلك، وقفت بعض عائلات الرهائن إلى جانب نتنياهو، وأعربت عن خشيتها من أن يؤدي التوصل إلى اتفاق مع حماس إلى تعريض إسرائيل للخطر.
وتحدث تسفيكا مور، والد الرهينة إيتان مور، يوم الأربعاء من نادي الصحافة في القدس قبل زيارة إلى الكابيتول هيل.
أعرب مور، وهو عضو في منتدى “تيكفا” لعائلات الرهائن الذي لا يؤيد التوصل إلى صفقة بتكلفة عالية مع حماس، عن قلقه من أن نتنياهو سيوافق على صفقة لن تضع في الاعتبار مصالح إسرائيل.
وقال مور، وهو أب لثمانية أبناء يعيش في مستوطنة كريات أربع بالضفة الغربية منذ 25 عاما: “نحن نهتم بمستقبل إسرائيل والحرب هي الأداة الرئيسية لكسب هذه الحرب، والقضاء على حماس. علينا أن نجعل حماس تستسلم؛ علينا أن نواصل الضغط على حماس حتى تطلب التوصل إلى اتفاق”.
وكانت حماس قد أشعلت الحرب في 7 أكتوبر بهجوم أدى إلى مقتل نحو 1200 إسرائيلي، واحتجاز 253 آخرين في غزة.
ويُعتقد أن 132 رهينة تم اختطافهم في ذلك اليوم ما زالوا محتجزين في غزة – ليس جميعهم على قيد الحياة – بعد أن تم إطلاق سراح 105 من المدنيين من أسر حماس خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر. وتم إطلاق سراح أربع رهائن قبل ذلك، وأعادت القوات إحدى الرهائن وانتشلت جثث ثمانية آخرين في حين قتل الجيش ثلاث رهائن عن طريق الخطأ.
وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 29 رهينة تحتجزهم حماس، بالاستناد على معلومات استخباراتية ونتائج حصلت عليها القوات العاملة في غزة.
كما تحتجز حماس رفات الجنديين الإسرائيليين أورون شاؤول وهدار غولدين منذ 2014، بالإضافة إلى مدنييّن إسرائيلييّن، أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذين يُعتقد أن كلاهما على قيد الحياة بعد أن دخلا القطاع بمحض إداراتهما في 2014 و 2015.
ساهم في هذا التقرير وكالة فرانس برس