إسرائيل في حالة حرب - اليوم 588

بحث

رهائن سابقون وناجون وعائلات ثكلى يسيرون معا في “مسيرة الحياة”

في معرض حديثه عن أهوال الهولوكوست خلال مسيرة عبر أوشفيتس، الرئيس هرتسوغ يقول إن ”عودة المختطفين هي واجب إنساني عالمي“

مشاركون مع الأعلام الإسرائيلية يسيرون على طول سكة حديدية ؤدي إلى بوابة معسكر الموت النازي السابق أوشفيتز-بيركيناو في بولندا، خلال"مسيرة الحياة“ السنوية لتكريم ضحايا الهولوكوست في 24 أبريل 2025.  (Photo by Wojtek RADWANSKI / AFP)
مشاركون مع الأعلام الإسرائيلية يسيرون على طول سكة حديدية ؤدي إلى بوابة معسكر الموت النازي السابق أوشفيتز-بيركيناو في بولندا، خلال"مسيرة الحياة“ السنوية لتكريم ضحايا الهولوكوست في 24 أبريل 2025. (Photo by Wojtek RADWANSKI / AFP)

أوشفيتس، بولندا – شارك نحو 12 شخص، على رأسهم ناجون من الهولوكوست ووفد إسرائيلي ضم رهائن مفرج عنهم وأفراد عائلات رهائن وعائلات ثكلى، يوم الخميس في “مسيرة الحياة” لعام 2025 التي انطلقت من أوشفيتس وصولا إلى معسكر بيركيناو، حيث اختلط مقتل ستة ملايين يهودي بمحنة الرهائن في غزة.

وافتتح رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ والرئيس البولندي أندريه دودا المسيرة، ورحبا بالناجين من الهولوكوست المشاركين والرهينة المفرج عنه إيلي شرعبي، الذي كان يمثل وفد 7 أكتوبر.

وقال دودا في بيان قبل المسيرة التي تصادف الذكرى الثمانين لتحرير معسكرات الاعتقال النازية: ”نسميها المحرقة، لكنها لم تكن سوى رغبة جامحة في التدمير والقتل ومحاولة محو شعب. لقد فشلت، بفضل قوة الحياة وإرادة البقاء وبطولة العديد من أبناء الشعب اليهودي، أولئك الذين لم يستسلموا حتى النهاية لهزيمة النازيين“.

متحدثا باللغة العبرية بعد دودا، أشار هرتسوغ إلى أن نصف اليهود الذين قُتلوا في الهولوكوست كانوا بولنديين.

وقال هرتسوغ: ”في غضون ست سنوات فقط، على أراضي بولندا المحتلة، تم تدمير واحد من أروع المجتمعات اليهودية في التاريخ – اليهود البولنديون – بالكامل تقريبا على يد النازيين ومساعديهم والمتعاونين معهم“، مضيفا أنه وزوجته من أحفاد تلك الجالية.

موضوع التعاون البولندي مع النازيين خلال الهولوكوست هو مصدر رئيسي للتوتر في العلاقات بين إسرائيل وبولندا.

وقال هرتسوغ أنه في حين تعهد العالم أن الهولوكوست “لن يتكرر مرة أخرى” إلا أن “عشرات اليهود يعانون مرة أخرى داخل القفص، متعطشين للمياه والحرية، بينما يتم احتجاز 59 من إخواننا وأخواتنا على يد قتلة إرهابيين في غزة، في جريمة مروعة ضد الإنسانية“.

الرئيس يتسحاق هيرزوغ (إلى اليسار) مع الرهينة السابق إيلي شرعبي (وسط) والرئيس البولندي أندريه دودا (إلى اليمين) أمام بوابة ”العمل يحررك“ في معسكر اعتقال أوشفيتز-بيركيناو في أوشفيتشيم، بولندا، في 24 أبريل 2025، قبل مسيرة الحياة.(Wojtek Radwanski/AFP)

وتابع هرتسوغ: “إن عودة الرهائن هي واجب إنساني عالمي، وأنا أدعو من هنا المجتمع الدولي بأسره إلى التحرك ووضع حد لهذه الجريمة ضد الانسانية”.

وأشار إلى أنه بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023، ، والذي اسفر عن مقتل عدد من اليهود يفوق أي يوم آخر منذ الهولوكوست، وقفت بولندا إلى جانب إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها. وأشار إلى الحلفاء الذين وقفوا معا في مواجهة قوى الشر خلال الحرب العالمية الثانية، وقال إن الحاجة إلى ذلك قائمة اليوم أيضا في ظل الهجمات التي تتعرض لها إسرائيل على جبهات متعددة بقيادة ”أخطبوط الإرهاب“ الإيراني.

وأعلن أن ”إيران تهدد الاستقرار العالمي ويجب على دول العالم أن تقف معا لوقفها“.

وقال شرعبي، الذي أثارت نحافته وضعفه عند إطلاق سراحه من أسر حماس في وقت سابق من هذا العام مقارنات فورية للناجين من معسكرات الاعتقال النازية، إن رسالة الهولوكوست هي اختيار الحياة، ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ هذا الخيار وضمان إطلاق سراح من تبقى من المختطفين.

الرهينة الإسرائيلي إيلي شرعبي، المحتجز لدى حماس في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، قبل تسليمه إلى الصليب الأحمر في دير البلح، وسط قطاع غزة، 8 فبراير 2025. (AP Photo/Abdel Kareem Hana)

وتابع شرعبي: “الهولوكوست لا تشبه أي شيء آخر. لن ننسى ولن نغفر. حقيقة أننا هنا هي انتصار للروح اليهودية. الشعب اليهودي سيبقى إلى الأبد”.

“يقدس الشعب اليهودي الحياة، وليس الموت. لا ينبغي انتهاك الاتفاق غير المكتوب بين الدولة ومواطنيها – ويجب إعادة جميع المختطفين إلى الوطن”.

وأضاف: “لقد فقدت زوجتي وابنتاي في السابع من أكتوبر. عشت أهوالا في أسر العدو، واخترت الحياة، وهذا يمنحني الكثير من الأمل لمواصلة حياتي كل صباح من جديد والبدء في إعادة بناء حياتي من جديد”.

مسيرة من أجل الحياة

انضم الرهائن المفرج عنهم وأفراد أسرهم إلى وفود مختلفة في مسيرة بلغت مسافتها 3.5 كيلومتر عبر الشوارع والطرق المحلية من أوشفيتس إلى معسكر اعتقال بيركيناو القريب.

وخرج السكان المحليون وأصحاب الأعمال لمشاهدة المسيرة، إلى جانب مجموعة صغيرة من المتظاهرين الذين حملوا أعلاما فلسطينية وراية كُتب عليها ”لن يتكرر أبدا يعني لن يتكرر أبدًا لأحد“، تحت حراسة عناصر الشرطة البولندية.

وقاد المسيرة ناجون من الهولوكوست، معظمهم في عربات غولف، إلى جانب وفد إسرائيلي، ووضع الكثير منهم الأعلام الإسرائيلية ملفوفة حول أكتافهم. وهذه هي السنة الثانية التي يأتي فيها رهائن وأقارب مختطفين إلى أوشفيتش للمشاركة في مسيرة الحياة.

زائرة تحمل لافتة تظهر صور رهائن إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة، في متحف وموقع أوشفيتز-بيركيناو التذكاري في موقع معسكر الاعتقال والإبادة النازي الألماني السابق في مدينة أوشفيتز، بولندا، في 24 أبريل 2025. (Photo by Wojtek RADWANSKI / AFP)

من هناك، بدأت المسيرة بهدوء، مع صوت خافت يردد ”أعيدوهم إلى الوطن الآن!“ باللغة العبرية، بينما شكل المشاركون طابورا طويلا بين محرقتي أوشفيتس حيث تحول الضحايا إلى رماد.

وسار المشاركون، في بحر من المعاطف الزرقاء والمظلات، التي حملت جميعها شعار ”مسيرة الحياة“، متجهين من معسكر اعتقال إلى آخر.

ورافقتهم عشرات الوفود الأخرى من 40 دولة حول العالم. وغنى بعض المشاركين بينما هتف آخرون مرددين الشعار المألوف لإعادة الرهائن إلى ديارهم أثناء سيرهم بين معسكرَي الاعتقال.

الرهينة السابق يان مير ألموغ ووالدته أوريت مئير في “مسيرة الحياة” في 24 أبريل 2025. (Chen Schimmel/March of the Living)

في مرحلة ما، انضم الرهينتان المفرج عنهما غادي موزيس وأغام بيرغر وابنة موزيس موران موزيس بن يشاي إلى الوفد الإسرائيلي الذي يمثل قطاع التكنولوجيا المتقدمة وهم يرددون أسماء الـ 59 رهينة المتبقين في غزة.

عند وصول المشاركين إلى بيركيناو، بعد مسيرة استغرقت أكثر من ساعة، وضعوا ألواحا خشبية بين قضبان السكة الحديدية المؤدية إلى هذا المكان الذي كان مسرحا للإبادة. بعض الألواح كانت مزينة بصور أفراد عائلاتهم الذين قُتلوا في الهولوكوست، وبعضها الآخر كُتبت عليها رسائل تدعو إلى الوحدة والمحبة.

لوحات تذكارية على سكة حديد تؤدي إلى معسكر الموت النازي السابق أوشفيتز-بيركيناو في بولندا، خلال ”مسيرة الحياة“ السنوية في 24 أبريل 2025. (Photo by Wojtek RADWANSKI / AFP)

ووضع رئيس الشرطة مايكل بنتوليلا من أفينتورا بولاية فلوريدا لافتة كُتب عليها “شعب إسرائيل حي، مع الحب من عائلة بنتوليلا 2025”.

وقال بنتوليلا، وهو يهودي: ”لطالما كانت هذه المسيرة على قائمة أمنياتي. لم أتوقع أبدا أن أفعل ذلك بهذه الطريقة، مع هذه المجموعة“، وأشار إلى مشاركة أكبر فريق ضباط شرطة على الإطلاق في المسيرة، والذي ضم هذا العام رؤساء شرطة وحراسا وشريفات من الولايات المتحدة وأوروبا.

رئيس الشرطة مايكل بنتوليلا، من مدينو أفينتورا بولاية فلوريدا، في “مسيرة الحياة” في 24 أبريل 2025. (Jessica Steinberg/Times of Israel)

أمام وفد الشرطة كان موزيس وابنته اللذان قالا إن مشاركتهما في المسيرة ساعدتهما، لكن لا يمكن مقارنة الهولوكوست بهجوم حماس في 7 أكتوبر.

وقال موزيس (81 عاما)، الذي احتُجز بمفرده في غزة لأكثر من عام: ”الهولوكوست كانت هولوكوست، و 7 أكتوبر كان كارثة. لقد تضررنا بشدة، كعائلة، كمجتمع، كمكان، جسديا وعاطفيا“.

وأضاف موزيس بن يشاي أنه لن يكون هناك تعافي لمجتمعه أو للمجتمع الإسرائيلي ككل حتى يتم إعادة جميع الرهائن الـ 59 إلى ديارهم. 14 منهم من بلدته، كيبوتس نير عوز، واحد من أكثر المناطق تضررا في الهجوم الضخم.

وانضم الاثنان إلى مشاركين آخرين في المسيرة، الذين ساروا نحو مدخل السكة الحديدية إلى بيركيناو، المعروف باسم بوابة الموت.

الرهينة المفرج عنها أغام بيرغر ووالدتها في “مسيرة الحياة” في 24 أبريل 2025. (Yossi Zeleger/March of the Living)

ووقف الرهينة المفرج عنه كيث سيغل على تلة عشبية بالقرب من خطوط السكة الحديدية، وعلم إسرائيل ملفوف حول كتفيه.

وكان خلفه رهائن آخرون تم إطلاق سراحهم وأفراد أسر رهائن، من بينهم هاجر برودوتش، وحين غولدشتاين-ألموغ، وألموغ مئير جان، ووالدا حنان يابلونكا، الذي قُتل في 7 أكتوبر، وتم اختطاف جثته واحتجازها قبل أن تستعيدها قوات الجيش الإسرائيلي في مايو 2024.

وقال سيغل – الذي احتُجز في أحد مراحل أسره مع عومري ميران، الرهينة من نير يتسحاق الذي ظهر في فيديو دعائي لحماس يوم الأربعاء – إنه بصفته مواطنا مزدوج الجنسية، وُلد ونشأ في الولايات المتحدة وكإسرائيلي، فإنه في وضع فريد يسمح له بالكفاح من أجل الرهائن وسيواصل القيام بذلك حتى يعودوا جميعا إلى ديارهم.

وقال ”يجب أن أفعل كل ما في وسعي لإعادتهم إلى الوطن، والمشاركة في الجهود الرامية إلى إعادة المختطفين إلى الوطن، والتوصل إلى الاتفاق الذي أعادني إلى الوطن، أنا و33 مختطف آخرين، تم الإفراج عنهم في الاتفاق الأخير“.

الرهينة المفرج عنه أغام بيرغر والناجي من كيبوتس بئيري دانيئيل فايس يؤديان عرضا في “مسيرة الحياة” في 24 أبريل 2025. (Yossi Zeleger/March of the Living)

بدأت الغيوم تتجمع في السماء التي كانت مشمسة في وقت سابق، وبدأت الأمطار المتوقعة بالهطول بغزارة مع بدء المراسم، ولكن قبل ذلك، عزفت الرهينة المفرج عنها أغام بيرغر موسيقى فيلم ”قائمة شندلر“ المؤثرة على كمان عمره 150 عاما تم إنقاذه خلال الهولوكوست، وأدت دويتو مع الناجي من كيبوتس بئيري دانييل فايس على الغيتار.

وتحت الأمطار الغزيرة، غنى شاي أبرامسون، مرتل في الجيش الإسرائيلي، والناجية سارة فاينشتاين أغنية يديشية بعنوان ”أويفن بريبيشتيك“ عن الأبجدية العبرية ومشقة التعلم، والتي تعتبر ذكرى موسيقية في أوروبا ما قبل الهولوكوست.

عندما تكبرون أيها الأطفال
ستفهمون
كم من الدموع في هذه الرسائل
وكم من البكاء

ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل

اقرأ المزيد عن