إسرائيل في حالة حرب - اليوم 345

بحث

رهائن سابقات يناشدن نتنياهو التوصل إلى اتفاق، لكن رئيس الوزراء يشير إلى أنه ليس هناك صفقة في الأفق

رئيس الوزراء يقول للرهائن السابقات إن من يزعمون رفض إسرائيل للعروض كاذبون؛ زوجة رئيس الوزراء: الجيش هو المسؤول عن أحداث السابع من أكتوبر؛ رهينة سابقة: "القائد هو المسؤول عن الجيش"

الرهائن المفرج عنهن يوخيفيد ليفشيتس، ويلينا تروفانوفا، ووالدتها إيرينا تاتي، اللائي اختطفهن مسلحو حماس في 7 أكتوبر، يتحدثن إلى وسائل الإعلام بعد اجتماع مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خارج مكتب رئيس الوزراء في القدس، 23 أغسطس، 2024.  (Yonatan Sindel/Flash90)
الرهائن المفرج عنهن يوخيفيد ليفشيتس، ويلينا تروفانوفا، ووالدتها إيرينا تاتي، اللائي اختطفهن مسلحو حماس في 7 أكتوبر، يتحدثن إلى وسائل الإعلام بعد اجتماع مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خارج مكتب رئيس الوزراء في القدس، 23 أغسطس، 2024. (Yonatan Sindel/Flash90)

في اجتماع محتدم عقد يوم الجمعة، ناشد رهائن سابقات وأفراد عائلات المختطفين الذين ما زالوا محتجزين في غزة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التوقيع على اتفاق لإطلاق سراح أقاربهم، في حين أشار رئيس الوزراء إلى أنه لا يوجد اتفاق مطروح على الطاولة حاليا.

تصريحات نتنياهو زادت التشاؤم بشأن فرص نجاح مفاوضات الرهائن الجارية، والتي سعت الولايات المتحدة إلى تأطيرها في إطار متفائل، حتى مع بقاء الجانبين بعيدين عن بعضهما البعض بشأن القضايا الرئيسية.

في تسجيل للاجتماع الذي تم تسريبه إلى القناة 12، يمكن سماع ابنة أحد الرهائن وهي تقول لرئيس الوزراء: “يمكن تذكرك باعتبارك الشخص الذي قاد البلاد إلى مكان أفضل أو الشخص الذي أحدث الفوضى هنا. أنت رئيس الوزراء وأنت مسؤول عن المختطفين، وليس حماس ولا أي شخص آخر. من المفترض أن تتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يعيد كل المختطفين”.

ورد نتنياهو بصراحة “ما الذي تقترحين أن أفعله؟”

وقالت ابنة الرهينة: “أقترح أن توقع على صفقة تعيد الرهائن إلى ديارهم. هناك صفقة مطروحة على الطاولة!”

ورد عليها رئيس الوزراء “أي صفقة؟”، مضيفا “كل من قال لك إنه كان هناك اتفاق [لوقف إطلاق النار مقابل الرهائن] مطروحا على الطاولة وأننا لم نوافق عليه لهذا السبب أو ذاك، لأسباب شخصية، هذه مجرد كذبة”.

توضيحية: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يلتقي عائلات الرهائن من منتديا “غفورا” و”تيكفا” المتشددين في مكتب رئيس الوزراء في القدس، 20 أغسطس، 2024. (Maayan Toaf/GPO)

في أوائل الشهر الماضي، قدمت حماس اقتراحا لصفقة الرهائن، والذي شهد لأول مرة تنازلها عن مطلبها الرئيسي بأن تلتزم إسرائيل مقدما بوقف دائم لإطلاق النار. وفي المقابل، أدخلت سلسلة من التعديلات على الاقتراح الإسرائيلي السابق. رفض نتنياهو العديد من التغييرات واستمر في إصدار مطالبه الجديدة، بما في ذلك أن يحافظ الجيش الإسرائيلي على وجوده في محور فيلادلفي على طول الحدود بين مصر وغزة من أجل منع تهريب الأسلحة. كما أصر على إنشاء آلية لمنع الغزيين المسلحين من العودة إلى شمال غزة – وقد أصبح كلا المطلبين الجديدين نقطتي خلاف عمل الوسطاء الأمريكيون والقطريون والمصريون على التغلب عليهما.

رفض نتنياهو الانسحاب الكامل لقوات الجيش االإسرائيلي من الحدود بين مصر غزة ومن ممحو نتساريم في وسط غزة، حتى يكون الجيش الجيش قادرا على ضمان عدم تهريب الأسلحة إلى شمال القطاع؛ ولكن قادة الأمن الإسرائيليين يزعمون في أحاديث مغلقه أنهم قادرون على إدارة الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي، ويعتقدون أن هذا تنازل يستحق القيام به من أجل إنقاذ الرهائن الأحياء المتبقين قبل فوات الأوان.

في الأسبوع الماضي، حاول اقتراح أمريكي تقريب وجهات النظر للتوصل إلى حل وسط بشأن مسألة انتشار القوات الإسرائيلية، لكن مسؤولين عربيين من الدول الوسيطة صرحا لـ”تايمز أوف إسرائيل” أن الاقتراح يبالغ في تلبية مخاوف القدس. وقال مساعد نتنياهو إن العرض الأمريكي تناول بالفعل احتياجات إسرائيل الأمنية. وقد أجرى الوسطاء محادثات في القاهرة على مدار الأسبوع الماضي مع وفد إسرائيلي لمحاولة الدفع بالمحادثات قدما. ومن المقرر أن يجتمعوا مرة أخرى في وقت لاحق من هذا الأسبوع، لكن حماس لم تقبل بعد مقترح التجسير الأمريكي، مما يشير إلى أنها مستعدة فقط لقبول صفقة تستند إلى الشروط التي قدمتها في 3 يوليو.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، استعاد الجيش الإسرائيلي رفات ستة رهائن قُتلوا في الأسر. وكان يُعتقد أنهم جميعا كانوا على قيد الحياة في وقت سابق من هذا العام.

وقالت رهينة سابقة لنتنياهو في تسجيل اجتماع الجمعة الذي سُرب إلى القناة 12: “إنهم يموتون، وكل يوم أنت تقتل شخصا آخر. دخل عشرون رهينة أحياء وأعدت عشرين منهم قتلى”.

بين فورات الغضب والاستياء من جانب المجموعة، ، قاطع نتنياهو قائلا، “أحاول التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يزيد من عدد الرهائن المفرج عنهم. لن أوافق على صفقة مقابل 12 رهينة… لأنني سأترك هناك أشخاصا مرضى وكبار في السن، والشيطان وحده يعلم. هل ستفعلون شيئا كهذا؟ أنا لن أفعل”.

متظاهرون يطالبون بالإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة، خارج مكتب فرع السفارة الأمريكية في تل أبيب، أثناء خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي، 24 يوليو، 2024. (Tomer Neuberg/Flash90)

وواصل نتنياهو تأكيده على أن الرضوخ لمطالب حماس، بما في ذلك المطلب المتعلق بمحور فيلادلفي، يعني انتصار حماس بالحرب وتوفير دفعة قوية للمحور المعادي لإسرائيل. وقال رئيس الوزراء إن زعيم حماس يحيى السنوار عازم على مواصلة القتال، واصفا إياه بـ “المختل عقليا”.

وردت عليه إحدى الرهائن السابقات بالقول “أنت أيضا عالق تماما في أيديولوجيتك الخاصة بك”.

ويعتقد أن 105 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر لا يزالون في غزة، بما في ذلك جثث 34 رهينة أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.

وفي نقطة أخرى من الاجتماع، انتقدت احدى الرهائن السابقات قيام إسرائيل بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وهو ما رد عليه نتنياهو ساخرا “هناك أشياء كثيرة نريدها ويصعب الحصول عليها. على سبيل المثال، أود أن أسير إلى إيطاليا سيرا على الأقدام في خط مستقيم… وإذا كان هذا ما نحتاج إلى القيام به، فهذا يعني تجفيف المحيط، لذا ’دعونا نجفف المحيط، ما هي المشكلة؟’”

كما انتقد المشاركون نتنياهو أيضا لرفضه زيارة أي من الكيبوتسات على طول حدود غزة والتي كانت من بين الأكثر تضررا في 7 أكتوبر ولكنها يُعرف عنها أيضا بأنها جزء من معسكر سياسي خصم لمعسكر رئيس الوزراء.

من اليمين إلى اليسار، لرهائن المفرج عنهن يوخيفيد ليفشيتس، ويلينا تروفانوفا، ووالدتها إيرينا تاتي، اللائي اختطفهن مسلحو حماس في 7 أكتوبر، يتحدثن إلى وسائل الإعلام بعد اجتماع مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خارج مكتب رئيس الوزراء في القدس، 23 أغسطس، 2024. (Hostages and Missing Families Forum)

وبالإمكان سماع إحدى الرهائن السابقات وهي تقول “اسألوه ما إذا كان يعرف أين يقع نير عوز على الخريطة. هل تعرف أين نعيش؟ هل زرتنا من قبل؟”.

ورد نتنياهو بهدوء “أعرف أين يقع نير عوز”.

“أنت تعرف أين هو، ولكن هل تريد أن تأتي معي في جولة لرؤية المكان الذي اختطفنا منه؟ بينما كان جميع جيراني يصرخون وكان الكيبوتس بأكمله يحترق، لم يأت أحد. هل تريد أن تأتي معي في جولة وسأريك المعاناة التي تحملتها؟”

وسألت رهينة سابقة أخرى “لماذا لم تعتذر؟”

ورد نتنياهو “لقد فعلت ذلك في الواقع”، مضيفا “أعتقد أن اللوم سيُقسم بشكل جيد في وقت لاحق”.

وقالت الرهينة السابقة “لم أتلق أي اعتذار. لم تتحمل المسؤولية”.

مجموعة من الإسرائيليين في جولة تعليمية يزورون منزلا أحرقه مسلحو حماس خلال هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل في كيبوتس نير عوز، في 21 يونيو، 2024. (AP Photo/Ohad Zwigenberg)

وكانت زوجة رئيس الوزراء سارة نتنياهو حاضرة في الاجتماع، وكان من الممكن سماعها وهي في سجال مع الرهائن السابقات.

وعندما تحول الحديث إلى سؤال بشأن المسؤولية عن أحداث السابع من أكتوبر، أصرت سارة نتنياهو على أن الجيش هو الملام.

وردت إحدى الرهائن السابقات “القائد مسؤول عن الجيش”.

وردت سارة نتنياهو “عندما لا يخبرونه بأي شيء، فكيف من المفترض له أن يعرف؟”

وزعمت أن الصحافة تنقل أقوالها بشكل خاطئ وتشوه سمعتها باستمرار، وأن هذا لم يحدث قط قبل زواجها من رئيس الوزراء.

وقالت “كنت سارة بن عرزي ولم يكذب أحد عني. كنت أعيش حياة طبيعية”.

سارة نتنياهو (الثانية على اليمين)، زوجة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والرهينة التي أنقذتها حماس نوعا أرغماني تستمعان بينما يتحدث رئيس الوزراء أمام جلسة مشتركة للكونغرس في قاعة مجلس النواب في مبنى الكابيتول الأمريكي في 24 يوليو 2024 في واشنطن العاصمة. (Justin Sullivan/Getty Images/AFP)

إحدى الرهائن السابقات قاطعتها قائلة “أنا أيضا عشت حياة طبيعة حتى تم اختطافي مع شريكي”.

اختُطف الرهائن في السابع من أكتوبر، عندما اقتحم آلاف المسلحين بقيادة حماس الحدود إلى إسرائيل عبر البر والبحر والجو، فقتلوا نحو 1200 شخص واحتجزوا 251 آخرين كرهائن.

أفرجت حماس عن 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، وأطلقت سراح أربع رهائن قبل ذلك. وأعادت القوات سبع رهائن أحياء، كما تم استعادة رفات 30 رهينة، بما في ذلك ثلاثة قتلهم الجيش عن طريق الخطأ أثناء محاولتهم الهروب من خاطفيهم.

كما تحتجز حماس مواطنيّن إسرائيلييّن دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى رفات جنديين إسرائيليين قُتلا في عام 2014.

وعقدت العديد من الرهائن اللاتي شاركن في اجتماع الجمعة مؤتمرا صحفيا في وقت لاحق، حيث روت إحداهن أن نتنياهو قال لهن أنه سيفعل كل ما في وسعه لإعادة بقية المختطفين إلى ديارهم، بينما قالت أخريات إنهن لم يغادرن الاجتماع متفائلات.

إيلا بن عامي تتحدث في مؤتمر صحفي في تل أبيب في 18 يناير، 2024. (Screen capture/Facebook)

وقالت إيلا بن عامي، التي تم تحرير والدتها راز بن عامي من أسر حماس خلال هدنة استمرت أسبوعا في نوفمبر، ولا يزال والدها أوهاد محتجزا في غزة، إنها غير مقتنعة بقدرة الحكومة على إبرام صفقة رهائن.

وقالت للصحافيين: “طلبنا من رئيس الوزراء أن ينظر إلينا في أعيننا وأن يعدنا ببذل كل ما في وسعه، وإذا كان الأمر يعتمد عليه، ألا يستسلم حتى يعودوا إلى هنا أحياء. لقد تلقينا موافقة وتأكيدا منه. نطلب من رئيس الوزراء الوفاء بالتزامه وإعادتهم إلى الوطن. نحن ندرك أن هذه ربما تكون الفرصة الأخيرة قبل أن ندخل في حرب واسعة النطاق، ونريد أن نرى أحباءنا في الوطن”.

وأضافت بن عامي: “شخصيا، غادرت المكان وأنا أشعر بثقل وحزن شديدين، وأخشى على حياة والدي، والفتيات اللواتي هناك، وعلى الجميع. ومع كل المعلومات المضللة التي نسمعها، لم نعد نعرف ما هو صحيح وما هو غير صحيح”.

مجموعة من الإسرائيليين في جولة تعليمية يزورون منزل عائلة سيمان طوف في كيبوتس نير عوز يوم الجمعة 21 يونيو 2024. قُتل الوالدان وثلاثة أطفال وأحرق مسلحو حماس منزلهم في 7 أكتوبر 2023. (AP Photo / Ohad Zwigenberg)

وقالت يلينا تروفانوفا، التي أُطلق سراحها من أسر حماس في 29 نوفمبر بناء على طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتن: “لقد عقدنا اجتماعا مطولا مع رئيس الوزراء. لقد شاركنا كل آلامنا، وآمل أن نجد أذنا صاغية. نظر إلي السيد بنيامين نتنياهو في عيني وقال إنه سيفعل كل شيء لإعادة ابني الوحيد وجميع أحبائنا إلى الوطن أحياء”.

اختطفت يلينا مع والدتها إيرينا تاتي البالغة من العمر 73 عاما وابنها ساشا من منزلهم في كيبوتس نير عوز في 7 أكتوبر. قُتل زوجها فيتالي أثناء الهجوم ولا يزال ساشا محتجزا كرهينة في غزة.

ساهم جيكوب ماغيد في هذا التقرير

اقرأ المزيد عن