إسرائيل في حالة حرب - اليوم 374

بحث

رفع السرية عن بروتوكولات تشير إلى أن غولدا مئير درست فكرة إقامة دولة فلسطينية

الوثائق تظهر أن رئيسة الوزراء السابقة فكرت جديا في احتمال تشكيل كيان فلسطيني على رغم تصريحاتها العامة

رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مئير، خلال مؤتمر صحفي في السفارة الإسرائيلية في العاصمة الإيطالية روما، 15 يناير، 1973. (AP Photo / Giuseppe Anastasi)
رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مئير، خلال مؤتمر صحفي في السفارة الإسرائيلية في العاصمة الإيطالية روما، 15 يناير، 1973. (AP Photo / Giuseppe Anastasi)

نظرت رئيسة الوزراء السابقة غولدا مائير في إمكانية تشكيل دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل بعد ثلاث سنوات من حرب “الأيام الستة” ، كما تظهر البروتوكولات التي نشرتها صحيفة “هآرتس” يوم الإثنين، والتي سلطت ضوءا جديدا على رئيسة الوزراء التي عُرفت بتصريحها الشهير: “لا يوجد شيء اسمه الفلسطينيون”.

في الشهر الماضي، رفعت هيئة أرشيف دولة إسرائيل السرية عن نصوص لاجتماع عقدته مئير في أكتوبر 1970 مع وزراء كبار، من ضمنهم وزير الدفاع موشيه ديان ووزير التربية والتعليم يغال ألون، تم خلاله مناقشة احتمال اقامة دولة فلسطينية.

وقالت مئير في مستهل الجلسة: “سيكون من الضروري ترك خيار لعرب يهودا والسامرة  لكسب تقرير المصير في مرحلة لاحقة، متى وإذا ناسبهم ذلك”، مضيفة: “بكلمات أخرى، ستكون هناك دولة أخرى [إلى جانب إسرائيل]”.

لكن مئير أقرت بأن مثل هذا الاحتمال سيكون متطرفا، كما أنها أشارت إلى أنه لا يهمها ما سيكون اسم البلد.

يُظهر البروتوكول أن مئير اعتبرت ترتيبات سياسية محتملة لدولة فلسطينية: كدولة عضو في كونفدرالية مع إسرائيل أو الأردن أو كليهما، أو كدولة مستقلة تماما. ومع ذلك، بدت رئيسة الوزراء قلقة من هذه السيناريوهات، وقالت إن مثل هذه الترتيبات ستقام  بهدف القضاء على إسرائيل.

ومن المثير للاهتمام، أن الاجتماع عُقد بعد أسابيع فقط من “أيلول الأسود”، الصراع الذي دام شهرا بين منظمة التحرير الفلسطينية والمملكة الأردنية، والذي شهد طرد منظمة التحرير إلى لبنان ووصولها إلى واحدة من أضعف المراحل في تاريخها. ومع ذلك، قالت مئير إنه “إذا أصبح [رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات] رئيسا للحكومة الأردنية فسنتفاوض معه. عرفات كرئيس لمنظمة إرهابية – لا. لكن إذا أصبح رئيس حكومة سيمثلها كفلسطيني، فلا بأس بذلك”.

يستمر البروتوكول بمناقشة تفاصيل دولة فلسطينية محتملة، حيث رفضت رئيسة الوزراء تماما فكرة أن تكون القدس عاصمة لهذا البلد. وأوضحت مئير أن “حرب الاستقلال” الإسرائيلية سمحت لإسرائيل بتقديم الحد الأدنى من التنازلات في حالة التفاوض مع الفلسطينيين.

وزيرة الخارجية الإسرائيلية آنذاك غولدا مئير تصل إلى نيروبي في زيارة دبلوماسية رسمية عام 1963، وطائرة تابعة لشركة “إل عال” في الخلفية؛ كما نشرت على “أوبن سي”. (Courtesy)

وقالت: “لماذا تُعتبر يافا أقل فلسطينية من أي مكان آخر؟ وهي كانت في أرضهم. هل سنعطيها لهم؟ أنا على استعداد للصلاة ولشكر الله على أنهم أعلنوا الحرب ضدنا في 1948″، مضيفة: “كيف كنا سنعيش مع ذلك؟ أنا لا أعرف، ولكن في النهاية، لم نكن نحن من أعلن الحرب”.

ومثل مئير، كان الوزراء الآخرون متقبلين للفكرة ولكن بحذر شديد، حيث قال ألون إنه لا ينبغي إصدار “وعد بلفور” حول هذا المسألة – في إشارة إلى بيان عام 1917 الذي أعلنت فيه الحكومة البريطانية دعمها لتأسيس “وطن قومي للشعب اليهودي” في فلسطين الانتدابية الخاضعة للحكم العثماني.

وقال قائد تنظيم “البلماح” السابق: “أنا لا اقترح تشجيع دولة فلسطينية، وإنما، على المدى الطويل، عقد سلام يبقي الخيارات مفتوحة”.

والجدير بالذكر أن ألون قال أيضا إن وجود الشعب الفلسطيني “لا يعود لي ولا يعود إلى غولدا مئير. إذا كان يرون أنفسهم فلسطينيين، فيمكننا القول إنهم ليسوا كذلك 1000 مرة، لكنهم سيبقون [فلسطينيين] بغض النظر”.

وقال يسرائيل غليلي، الذي كان وزيرا بلا حقيبة: “أنا أشعر منذ فترة، ومؤخرا بدرجة اكبر، أن ما نسميه ’المشكلة الفلسطينية’ بدأ يزعج، أخلاقيا وسياسيا، أفضل أبناء شعبنا، ومن ضمنهم القادة وكبار الجنرالات وكل من يحمل جيش الدفاع على ظهره”.

“هذا يدل على أن المشكلة ليست شيئا تم توريده إلى هنا، وإنما بالأحرى له أصل وليس مصطنعا”.

بعد مسيرة سياسية طويلة شغلت خلالها منصب وزيرة العمل ووزيرة الخارجية، شغلت مئير منصب رئيس الوزراء الرابع لإسرائيل من عام 1969 إلى عام 1974، واستقالت من المنصب بسبب انتقادات الرأي العام لها عقب حرب “يوم الغفران” عام 1973 وتوفيت في عام 1978.

من المقرر أن يصدر فيلم عن السيرة الذاتية لمئير، بعنوان “غولدا”، في شهر أغسطس. ويركز الفيلم على سلوك مئير خلال حرب “يوم الغفران”، وتؤدي دورها الممثلة هيلين ميرين.

اقرأ المزيد عن