رغم تصريحات الجيش ومكتب رئيس الوزراء، مسؤول إسرائيلي يؤكد وجود خطة لاستئناف إدخال المساعدات إلى غزة
تقرير يقول إن الجيش أبلغ القيادة السياسية بأنه "لا مفر" من استئناف تسليم المساعدات، خشية من التداعيات الدولية

أكد مسؤول إسرائيلي يوم الإثنين لموقع “تايمز أوف إسرائيل” أن الجيش الإسرائيلي يخطط لبدء السماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة خلال الأسابيع المقبلة، وذلك رغم نفي سابق من مكتب رئيس الحكومة والجيش لوجود مثل هذه الخطة.
وكان موقع “واينت” قد أفاد صباح الإثنين بأن إسرائيل ستبدأ بالسماح بدخول بعض المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، لتجنّب انتهاك القانون الدولي ولحماية القادة العسكريين المشاركين في العملية من الملاحقة القانونية مستقبلًا.
ونقل التقرير عن مصادر أمنية لم يُكشف عن هويتها قولها: “لا توجد مجاعة أو بداية لأمراض في غزة، لكننا على بُعد نحو 40 إلى 50 يوما من لحظة فراغ مخازن الغذاء. في الأسبوع الماضي، وقعت حوادث اقتحم خلالها فلسطينيون من غزة مستودعات تحتوي على دقيق أدخلناه إلى القطاع، وقاموا بنقلها إلى سيطرة حماس”.
وأضاف التقرير أن الجيش الإسرائيلي “أوضح للقيادة السياسية” أنه لن يكون هناك خيار سوى استئناف إمدادات الغذاء والوقود والدواء إلى غزة في الوقت القريب.
وسارع مكتب رئيس الحكومة إلى نفي التقرير، واصفًا إياه بأنه “غير صحيح”، وأكد أن الجيش “سيواصل زيادة الضغط على حماس من أجل إعادة رهائننا وتحقيق جميع أهداف الحرب”، وذلك في إطار “العمل ضمن القانون الدولي”.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن “الجيش يعمل وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية”، وأصر على أن “إسرائيل لا تُقدّم ولن تُقدم مساعدات لحماس”.

ولكن رد الجيش لم يكن بمثابة نفي شامل، إذ أشار فقط إلى أن إسرائيل لن تُقدّم مساعدات لحماس، دون أن ينفي إدخال مساعدات إلى قطاع غزة بشكل عام.
ويتماشى هذا مع تصريح المسؤول الإسرائيلي الذي أكد صحة التقرير، والذي أوضح أن الجيش الإسرائيلي يعمل على برنامج تجريبي يتم من خلاله إعادة السماح بإدخال المساعدات إلى غزة، ولكن بطريقة تمنع حماس من الاستيلاء عليها.
وأضاف المسؤول أن من بين الأفكار المطروحة هو السماح بإدخال المساعدات فقط إلى جيوب سكانية محددة تتم حمايتها من قبل شركات أمنية خاصة، إلا أن هذه الخطط لم تُحسم بعد.
وكانت إسرائيل قد منعت دخول جميع المساعدات إلى غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى من الهدنة في القطاع في 1 مارس. وفي الأيام الأخيرة، ظهرت مؤشرات متزايدة على وجود أزمة غذائية متفاقمة في غزة.
كان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قد أعلن الثلاثاء الماضي أن جميع المخابز الـ25 التي يدعمها البرنامج في غزة توقفت عن العمل بسبب نقص الوقود والدقيق. وكانت تلك المخابز المصدر الوحيد للخبز الطازج في القطاع.
ولا تزال الوجبات الساخنة تُقدّم، لكن البرنامج قال إن الإمدادات المتوفرة لن تكفي لأكثر من أسبوعين.
وفي منشور سابق، قال البرنامج إن مئات الآلاف من الفلسطينيين “عرضة لخطر الجوع وسوء التغذية من جديد مع تناقص مخزون الغذاء الإنساني في القطاع واستمرار إغلاق المعابر. هناك حاجة ملحة للوصول إلى غزة لإدخال المساعدات”.
وفي الأسبوع الماضي، قال أحد سكان غزة لموقع “تايمز أوف إسرائيل” إن سعر كيس الدقيق، الذي كان يبلغ حوالي 50 شيكل (13.50 دولار) خلال الهدنة، وصل الآن إلى 600 شيكل (81 دولار) بسبب النقص الحاد.

اندلعت الحرب في غزة بعد اجتياح حماس جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، في هجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، وخطف 251 شخصا كرهائن إلى داخل القطاع.
لا يزال 59 من أصل 251 رهينة في الأسر، من بينهم 24 على قيد الحياة، وفقا لتقديرات استخباراتية إسرائيلية. وأطلقت حماس سراح أكثر من 100 رهينة خلال هدنة استمرت أسبوعا في نوفمبر 2023، وفي الهدنة الأخيرة، أفرجت حماس عن 30 رهينة أحياء — 20 مدنيا إسرائيليا، و5 جنود، و5 مواطنين تايلنديين — بالإضافة إلى رفات 8 رهائن إسرائيليين قُتلوا.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل أكثر من 50 ألف فلسطيني في القطاع حتى الآن، رغم أنه لا يمكن التحقق من هذه الأعداد.
ساهمت نوريت يوحنان في إعداد هذا التقرير