إسرائيل في حالة حرب - اليوم 489

بحث

رصد وجود فيروس شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي في قطاع غزة

المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية يقول إن "الاكتشاف مقلق للغاية"، رغم انه لم يتم تسجيل حالات إصابة بالفيروس حتى الآن، وأن "الاستجابة السريعة ضرورية لمنع انتشاره"

فلسطينيون بين أنقاض المباني المدمرة وال​​مياه الراكدة في خان يونس بجنوب قطاع غزة، 19 يوليو، 2024. (Bashar TALEB / AFP)
فلسطينيون بين أنقاض المباني المدمرة وال​​مياه الراكدة في خان يونس بجنوب قطاع غزة، 19 يوليو، 2024. (Bashar TALEB / AFP)

اعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة انه لم يتم تسجيل حالات شلل ناجمة عن شلل الأطفال حتى الآن في قطاع غزة وذلك بعد العثور على الفيروس في عينات من مياه الصرف الصحي الذي دُمرت مرافقه خلال الحرب.

وقال كريستيان ليندميير المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية خلال مؤتمر صحافي في جنيف إن شبكة مختبرات شلل الأطفال العالمية قامت يوم الثلاثاء بعزل فيروس شلل الأطفال من النوع 2 في ست عينات مراقبة بيئية تم جمعها في 23 يونيو.

وأكد أن “هذا الاكتشاف مقلق للغاية” وكان “متوقعا للأسف” نظرا للوضع الصحي في قطاع غزة، الذي يتعرض لقصف مكثف منذ هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251.

وشدد على أنه “تم حاليا عزل الفيروس عن البيئة فقط ولم يتم تسجيل أي حالات شلل مرتبطة به”.

شلل الأطفال مرض شديد العدوى يسببه فيروس شلل الأطفال الذي يضرب الجهاز العصبي ويمكن أن يسبب شللا دائما خلال ساعات.

وأوضح ليندميير أن منظمة الصحة العالمية ووكالات الأمم المتحدة الأخرى ووزارة الصحة في غزة التي تسيطر عليها حماس، تحاول تحديد مدى انتشار الفيروس.

أطفال يحملون المياه في خان يونس، جنوب قطاع غزة، 16 أبريل 2024 (AFP)

وأضاف: “سيحددون الإجراءات الواجب اتخاذها لوقف أي تفش جديد”.

وأكد أن “الاستجابة السريعة ضرورية لمنع انتشار الفيروس”، مشيرا إلى الظروف الصعبة جدا على الأرض.

حملة التطعيم ضد شلل الأطفال “مثالية”

وفقا لليندميير كانت حملة التطعيم ضد شلل الأطفال “مثالية” في غزة قبل الحرب، وبلغت نسبة الأطفال الذين تلقوا اللقاح 89% عام 2023.

حاليا لا يعمل سوى 16 مستشفى من أصل 36 في القطاع بشكل جزئي، ويعمل حوالى 45 من أصل 105 مرافق للرعاية الصحية الأولية.

وأضاف أن معدلات التطعيم تتراجع بسبب الظروف القاسية التي يواجهها السكان والنظام الصحي.

وقال المتحدث إن آلاف الأطفال دون الخامسة معرضون لخطر الإصابة بشلل الأطفال وغيره من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.

أطفال فلسطينيون يجلبون المياه في رفح بجنوب قطاع غزة في 30 مارس 2024، وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس. (MOHAMMED ABED / AFP)

وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن الحرارة وتراكم القمامة ومياه الصرف الصحي ونقص المياه النظيفة تؤدي إلى تسريع انتشار الأمراض. كما تم الإبلاغ عن ارتفاع حالات التهاب الكبد الحاد وأشكال مختلفة من الإسهال.

وأدت الحرب التي أشعلها هجوم حماس في 7 أكتوبر إلى تدمير مساحات واسعة من غزة ونزوح الغالبية العظمى من سكانها، مما أدى أزمة إنسانية للفلسطينيين الذين يعيشون بين الأنقاض وفي المخيمات.

وقد أدت هذه الظروف إلى تفشي أمراض مختلفة، مما أثر أيضا على صحة القوات الإسرائيلية التي تقاتل في القطاع.

وقال الجيش ردا على التقرير “سيعمل الجيش الإسرائيلي بالتنسيق مع وزارة الصحة، بهدف ضمان صحة جنود الجيش الإسرائيلي والسكان [في غزة]، وسيواصل إجراء عمليات الفحص في قطاع غزة”.

وأضاف الجيش أنه “صدرت تعليمات لجنود الجيش الإسرائيلي بتنفيذ إجراءات وقائية والحفاظ على النظافة الشخصية”.

وتوفي جنديان إسرائيليان بسبب عدوى فطرية أصيبا بها في غزة، في حين أصيب أكثر من عشرة جنود بالتهابات فطرية يعتقد أنها ناجمة عن التعرض للتربة الملوثة والظروف الصحية السيئة.

وتقدر منظمة الصحة العالمية أن العديد من الأمراض “تنتشر بشكل خارج عن السيطرة” في القطاع المحاصر.

وأوضح ليندميير أن “الجهود لجمع ونقل عينات المرضى في غزة لتحديد أسباب أمراضهم تعرقلت بسبب انعدام الأمن والقيود المفروضة على التنقل ومؤخرا إغلاق معبر رفح الحدودي مع مصر”.

واضاف: “في نهاية المطاف، يعد وقف إطلاق النار ضروريا لتوسيع حملات التطعيم وسد الثغرات التي أحدثتها الحرب”.

اقرأ المزيد عن