رشيدة طليب تصف نتنياهو بـ”مهووس بالإبادة الجماعية”، وتنتقد المشرعين الأمريكيين الذين يلتقون معه
النائبة الفلسطينية-الأمريكية في الكونغرس تقول إن الذين "يجلسون مع هذا القاتل... يدعمون مجرم حرب"؛ وتتعرض للتوبيخ في الكونغرس بعد أن اتهمت بايدن بدعم "إبادة جماعية"
وصفت رشيدة طليب، العضو في مجلس النواب الأمريكي، في منشور نشرته على موقع “إنستغرام” رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه “مهووس بالإبادة الجماعية”، وانتقدت أعضاء الكونغرس الذين يوافقون على لقائه.
وكتبت طليب “كل عضو في الكونغرس يجلس مع هذا القاتل يدعم مجرم حرب”، مضيفة “لن ننسى أبدا”.
وتأتي تعليقات طليب بعد أقل من أسبوع من لقاء عضو حزبها، النائب جوش غوتهايمر (ديمقراطي من نيوجيرسي)، مع نتنياهو أثناء زيارته لإسرائيل في رحلة رسمية للجنة الاستخبارات، وبعد شهرين من ترأس زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيوجيرسي) مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين في زيارة إلى إسرائيل، ولقائه مع نتنياهو أيضا. ومع ذلك، في 31 أكتوبر، وقّع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مذكرة أعلن فيها أن البنتاغون لن يدعم زيارات الكونغرس إلى إسرائيل، مشيرا إلى الحاجة إلى تقييد التدابير الأمنية غير الضرورية في المنطقة.
وكانت عضو الكونغرس صريحة في انتقادها للرئيس الأمريكي جو بايدن، وهو عضو في حزبها، لدعمه إسرائيل في حربها ضد حماس، والتي أثارها الهجوم الصادم الذي شنته الحركة على إسرائيل في 7 أكتوبر عندما قتل مسلحون 1200 شخص واختطفوا 240 رهينة إلى غزة.
كما اتهمت النائبة بايدن بدعم ما زعمت أنها “إبادة جماعية” للفلسطينيين من خلال دعم الهجوم الإسرائيلي ضد حماس، والتي تعلن صراحة التزامها بتدمير إسرائيل.
وجاء في مقطع فيديو نشرته في 3 نوفمبر أن “جو بايدن دعم الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني. الشعب الأمريكي لن ينسى. ادعم وقف إطلاق النار الآن يا بايدن، أو لا تعتمد علينا في 2024”.
وهددت طليب في الفيديو برد فعل انتخابي عنيف ضد الرئيس.
مقطع الفيديو أدى إلى توبيخها في الكونغرس لاستخدامها عبارة “من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة”، والتي يفسرها الكثيرون على أنها دعوة إلى تدمير الدولة اليهودية، رغم أن طليب قالت إنها تعتبرها “دعوة طموحة للحرية، وحقوق الانسان، والتعايش السلمي، وليس للموت أو للدمار أو للكراهية”. في الماضي، أعربت طليب عن دعمها لحل الدولة الواحدة للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، والذي من شأنه أن ينهي الدولة اليهودية فعليا.
طليب هي العضو الفلسطيني-الأمريكي الوحيدة في الكونغرس، وتمثل المنطقة الثالثة عشرة في ولاية ميشيغان، والتي تضم ديربورن، موطن أكبر عدد من السكان المسلمين في الولايات المتحدة بالنسبة لعدد السكان، وجالية أمريكية فلسطينية كبيرة.
وبينما وقف العديد من الديمقراطيين وراء دعم بايدن لإسرائيل خلال الحرب، دعا أولئك الذين ينتمون إلى الجناح الأكثر تقدمية في الحزب، مثل طليب، إلى وقف إطلاق النار وأدانوا أنشطة إسرائيل.
ولقد كانت طليب واحدة من تسعة ديمقراطيين صوتوا ضد قرار مجلس النواب الذي يدين الفظائع التي ارتكبتها حماس في أواخر أكتوبر، من ضمنهم إلهان عمر من مينيسوتا، وألكساندريا أوكاسيو كورتيز من نيويورك، وجمال بومان من نيويورك، وكوري بوش من ميسوري، وآل غرين من تكساس، وسمر لي من بنسلفانيا، وأندريه كارسون من إنديانا، وديليا راميريز من إلينوي.
معظم الأصوات ضد القرار في صفوف الديمقراطيين جاءت من “الفرقة”، وهي مجموعة من المشرعين التقدميين، الذين يُعتبرون من أشد المنتقدين لإسرائيل منذ ما قبل الحرب.
وكان بومان ولي وعمر وطليب أيضا من بين 17 نائبا قدموا مشروع قرار منفصل في أواخر أكتوبر يطالب إدارة بايدن بالدعوة إلى وقف إطلاق النار. وقال منتقدو مشروع القرار هذا إنه فشل في الإشارة إلى المذبحة التي ارتكبتها حماس ضد الإسرائيليين في السابع من أكتوبر، أو الرهائن الذين تحتجزهم الحركة، أو أن الولايات المتحدة تعتبر حماس منظمة إرهابية.
في الوقت نفسه، رفضت حماس عدة عروض لوقف إطلاق النار.
تعد طليب من أشد المنتقدين لإسرائيل طوال فترة ولايتها كنائبة في الكونغرس.
في عام 2019، وبتحريض من الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب، رفضت الحكومة الإسرائيلية السماح بدخول طليب وعمر أراضيها، بدعوى دعم التقدميين لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، في خطوة أثارت توبيخا قويا من القادة الأمريكيين اليساريين، وكذلك انتقادات داخلية.
في ذلك الوقت، رفضت طليب عرض إسرائيل “الانساني” بالسماح لجدتها بدخول الضفة الغربية.