إسرائيل في حالة حرب - اليوم 338

بحث

ردود فعل عالمية متباينة بشأن إعلان النرويج وإيرلندا وإسبانيا نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية

الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا تقول إن أي حل على أساس الدولتين يجب أن يتم من خلال الحوار؛ السعودية والأردن وتركيا وسلوفينيا ترحب بإعلان الدول الثلاث

رجل يلوح بالعلم الفلسطيني أمام مبنى البرلمان النرويجي خلال مظاهرة في أوسلو، 28 أكتوبر، 2023. (Frederik Ringnes/NTB via AP)
رجل يلوح بالعلم الفلسطيني أمام مبنى البرلمان النرويجي خلال مظاهرة في أوسلو، 28 أكتوبر، 2023. (Frederik Ringnes/NTB via AP)

أعربت عدة دول عن دعمها للنرويج وأيرلندا وإسبانيا بعد أن أعلنت الدول الأوروبية الثلاث يوم الأربعاء أنها ستعترف من جانب واحد بدولة فلسطين، في حين قالت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا إن هذا ليس الوقت المناسب ولا الظروف المناسبة لمثل هذه الخطوة.

ورحبت كل من المملكة العربية السعودية والأردن وتركيا وسلوفينيا بإعلان دبلين ومدريد وأوسلو، التي قالت إنها ستعترف بدولة فلسطينية في 28 مايو، وسط حرب إسرائيل ضد حركة حماس الحاكمة لقطاع غزة.

ومع ذلك، شدد حلفاء إسرائيل في واشنطن وبرلين على أن المفاوضات مع إسرائيل هي السبيل الوحيد لإقامة دولة فلسطينية مع التأكيد على دعم حل الدولتين للصراع.

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن يعتقد أن الدولة الفلسطينية “يجب أن تتحقق من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين، وليس من خلال الاعتراف الأحادي الجانب”.

وأضاف أن “الرئيس مؤيد قوي لحل الدولتين وكان كذلك طوال حياته المهنية”.

وأعربت وزارة الخارجية السعودية عبر منصة “اكس” عن “ترحيب المملكة العربية السعودية بالقرار الإيجابي الذي اتخذته كلا من مملكة النرويج ومملكة إسبانيا وجمهورية أيرلندا باعترافها بدولة فلسطين الشقيقة”.

وزراء السلطة الفلسطينية والإمارات وقطر والسعودية والأردن ومصر يعقدون اجتماعا حول حرب غزة في الرياض في 8 فبراير 2024. (Saudi Press Agency)

وأضاف البيان “تثمن المملكة هذا القرار الصادر عن الدول الصديقة، والذي يؤكد الاجماع الدولي على الحق الأصيل للشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وتدعو بقية الدول للمساعدة في اتخاذ نفس القرار”.

ولطالما اعتبرت المملكة الخليجية، موطن أقدس الأماكن الإسلامية، نفسها بأنها نصيرة القضية الفلسطينية ولم تعترف بإسرائيل قط.

ومع ذلك، قال حاكمها الفعلي، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في سبتمبر، إنه تم إحراز تقدم بشأن اتفاق تطبيع محتمل سيتضمن أيضا تعزيز الأمن واتفاقيات أخرى مع الولايات المتحدة، وتحاول الولايات المتحدة التوسط في مثل هذه الصفقة.

منذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر، بسبب الهجوم الضخم الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل، قال المسؤولون السعوديون إن العلاقات مع إسرائيل مستحيلة دون خطوات “لا رجعة فيها” نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو ما يعارضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ فترة طويلة. وأقر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن إسرائيل قد لا تكون مستعدة لتبني اتفاق تطبيع مع السعودية بوساطة واشنطن إذا كان ذلك يعني الموافقة على إحراز تقدم واضح نحو إقامة دولة فلسطينية.

امرأة ملفوفة بالعلم الفلسطيني وترتدي الكوفية تشارك في مظاهرة مناهضة لإسرائيل في مدريد، 11 مايو، 2024. (Pierre-Philippe Marcou/AFP)

وقال وزير الخارجية الفرنسي يوم الأربعاء إن الاعتراف رسميا بالدولة الفلسطينية ليس من المحرمات، لكن أي قرار من هذا القبيل يجب أن يأتي في الوقت المناسب.

وقال ستيفان سيجورن في بيان: “هذه ليست مجرد قضية رمزية أو مسألة تحديد موقف سياسي، ولكنها أداة دبلوماسية في خدمة حل دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن”.

وأعربت ألمانيا عن موقف مشابه، حيث قالت إن حل الدولتين هو الهدف النهائي لكن يجب أن يولد من الحوار.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية في مؤتمر صحفي في برلين: “إن إقامة دولة فلسطينية مستقلة يظل هدفا ثابتا للسياسة الخارجية الألمانية”، مضيفا أن هناك حاجة لعملية حوار لتحقيق هذا الهدف.

وأشاد الأردن بالخطوة المنسقة التي اتخذتها أيرلندا والنرويج وإسبانيا ووصفها بأنها “خطوة مهمة وأساسية نحو إقامة الدولة الفلسطينية”.

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المجري في عمّان، “نرحب بالقرارات التي اتخذتها الدول الأوروبية الصديقة اليوم للاعتراف بالدولة الفلسطينية”.

وأضاف “إننا نثمن هذا القرار ونعتبره خطوة مهمة وأساسية نحو حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود يوليو 1967″.

والأردن هو الراعي للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

وأعرب الصفدي عن أمله أن “تكون هذه القرارات جزءا من حراك أوسع.. يضع كل دول العالم والمنطقة على طريق واضح نحو السلام العادل والشامل، الذي هو الضامن الوحيد لأمن واستقرار فلسطين وإسرائيل والمنطقة”.

وأضاف أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية “يشكل خطوة مهمة وأساسية ردا على تصرفات الحكومة الإسرائيلية ليس فقط في رفض حل الدولتين… ولكن أيضا على مستوى الإجراءات العملية على الأرض التي تقتل فرص تحقيق السلام في المنطقة”.

وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي يتحدث مع وسائل الإعلام في برلين، 16 أبريل، 2024. (AP Photo/Markus Schreiber)

كما أعرب مجلس التعاون الخليجي المؤلف من ستة أعضاء عن دعمه لخطوة الدول الأوروبية يوم الأربعاء، حيث قال الأمين العام جاسم محمد البديوي في بيان إنها تمثل “خطوة محورية واستراتيجية نحو تحقيق حل الدولتين” للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وبالمثل، رحبت منظمة التعاون الإسلامي، ومقرها مدينة جدة السعودية، بهذه الخطوة ووصفتها بأنها “خطوة تاريخية مهمة”.

ورحبت تركيا بقرار إسبانيا وإيرلندا والنرويج، ووصفته بأنه خطوة مهمة نحو استعادة “حقوق الفلسطينيين المغتصبة”.

وقالت وزارة الخارجية التركية أيضا إن الخطوة ستساعد “فلسطين في الحصول على المكانة التي تستحقها في المجتمع الدولي”، وأضافت الوزارة إن تركيا ستواصل جهودها للضغط على المزيد من الدول للاعتراف بفلسطين.

وأشادت سلوفينيا باعتراف الدول الأوروبية الثلاث بدولة فلسطينية مستقلة لكنها لم تحذو حذوها على الفور.

وفي وقت سابق من العام، أطلقت حكومة سلوفينيا إجراء للاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكن الدولة الصغيرة العضو في الاتحاد الأوروبي قالت إن الخطوة الرسمية ستتم عندما يكون بالإمكان أن تساهم بشكل أفضل في سلام دائم في الشرق الأوسط.

رئيس وزراء سلوفينيا روبرت غولوب يصل لحضور قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، 18 أبريل، 2024. (AP Photo/Harry Nakos)

وقال رئيس الوزراء روبرت غولوب في بيان إن “الحكومة السلوفينية كانت الأولى من بين مجموعة الدول التي وقّعت إعلانا خاصا… لبدء إجراءات الاعتراف بفلسطين، أعربنا فيها عن توقعات – وليس شروط – لكلا الجانبين”، مضيفا أن “الفلسطينيين بحاجة إلى أكثر من مجرد لفتة رمزية متمثلة بالاعتراف”.

وأضاف غولوب “نود أن نساعد في إصلاح وتمكين السلطة الفلسطينية، التي ستمثل سكانها في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة وتقودهم إلى حل الدولتين، والذي يعتبره العالم كله تقريبا الحل للسلام الدائم”.

في سلوفينيا تحتاج الخطوة إلى الحصول على موافقة نهائية من المشرعين.

رحب الفلسطينيون بإعلان الدول الأوروبية الثلاث باعتباره تأكيدا على سعيهم المستمر منذ عقود لإقامة دولتهم في القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة – الأراضي التي استولت عليها إسرائيل في حرب “الأيام الستة” في عام 1967، عندما حاولت دول عربية، من ضمنها مصر وسوريا والأردن القضاء على الدولة اليهودية. تعتبر إسرائيل القدس كاملة عاصمتها الموحدة ومررت تشريعا في هذا الصدد، وهي تحتفظ بالسيطرة الشاملة على الضفة الغربية، في حين تمارس السلطة الفلسطينية السلطة على مناطق محددة. انسحبت إسرائيل بالكامل من غزة في عام 2005 واستولت حركة حماس على الحكم هناك من السلطة الفلسطينية في انقلاب دام في عام 2007.

وزير الشؤون الخارجية والأوروبية الفرنسي ستيفان سيجورن يغادر الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء في قصر الإليزيه الرئاسي في باريس، في 21 مايو، 2024. (Ludovic MARIN / AFP)

ردت إسرائيل بغضب على إعلانات النرويج وإسبانيا وإيرلندا، واستدعت سفرائها لدى الدول الثلاث، واستدعت سفراء الدول لتوبيخهم، متهمة الأوروبيين بمكافأة حركة حماس على هجومها عبر الحدود في 7 أكتوبر والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص. كما اختطف المسلحون 252 شخصا واحتجزوهم كرهائن في قطاع غزة.

بحسب السلطة الفلسطينية، فإن 142 من بين الدول الـ 193 الأعضاء في الامم المتحدة تعترف بالفعل بدولة فلسطينية.

تقول معظم الحكومات الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، إنها مستعدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية ذات يوم – ولكن ليس قبل التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا الشائكة مثل حدودها النهائية، ووضع القدس، ومصير اللاجئين وأحفادهم، وأمن يمكن لإسرائيل الاعتماد عليه.

اقرأ المزيد عن