إسرائيل في حالة حرب - اليوم 645

بحث

ردا على ترامب، حماس تقول إن اتفاق غزة يجب أن ”يؤدي بوضوح إلى إنهاء كامل“ للحرب

مقتل 14 شخصا في غارات إسرائيلية في غزة؛ حماس تمنح زعيم عشيرة مدعومة ومسلحة من إسرائيل مهلة 10 أيام للاستسلام

أشخاص يسيرون بجوار صور الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس في غزة، في القدس، 2 يوليو 2025. (Yonatan Sindel/Flash90)
أشخاص يسيرون بجوار صور الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس في غزة، في القدس، 2 يوليو 2025. (Yonatan Sindel/Flash90)

أشارت حركة حماس يوم الأربعاء إلى أنها منفتحة على اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، لكنها امتنعت عن قبول الاقتراح الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل ساعات، وأصرت على موقفها الثابت بأن أي اتفاق يجب أن يضع حدا للحرب في غزة.

وقال ترامب يوم الثلاثاء إن إسرائيل وافقت على شروط لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما في غزة، وحث حماس على قبول الاتفاق قبل أن تتفاقم الأوضاع. وقد زاد الرئيس الأمريكي من الضغوط على الحكومة الإسرائيلية وحماس للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023 بعد الهجوم الذي شنته الحركة.

وقال ترامب إن فترة الـ 60 يوما ستُستغل للعمل على إنهاء الحرب، وهو ما ترفضه إسرائيل حتى هزيمة حماس. وأضاف الرئيس الأمريكي أن اتفاقا قد يتم التوصل إليه في أقرب وقت ممكن الأسبوع المقبل.

لكن رد حماس، الذي شدد على مطالبتها بإنهاء الحرب، أثار تساؤلات حول ما إذا كان العرض الأخير يمكن أن يتحول إلى وقف فعلي للقتال.

وقال المسؤول في حماس طاهر النونو إن الحركة ”جاهزة وجادة بشأن التوصل إلى اتفاق“.

وأضاف أن حماس ”مستعدة لقبول أي مبادرة تؤدي بوضوح إلى إنهاء الحرب بشكل كامل“.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحدث خلال اجتماع مائدة في مركز احتجاز جديد للمهاجرين في منشأة داد-كوليير للتدريب والانتقال، في 1 يوليو 2025، في أوتشوبي، فلوريدا. (AP Photo/Evan Vucci)

من المتوقع أن يلتقي وفد من حماس مع الوسطاء المصريين والقطريين في القاهرة يوم الأربعاء لمناقشة الاقتراح، وفقا لمسؤول مصري. وتحدث المسؤول شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بمناقشة المحادثات مع وسائل الإعلام.

ولم يصدر أي تعليق فوري من المسؤولين الإسرائيليين على تغريدة ترامب، التي يبدو أنها تشير إلى اقتراح لوقف إطلاق النار مؤقتا تمت مناقشته على مدار الأشهر القليلة الماضية.

طوال الحرب المستمرة منذ قرابة 21 شهرا، تعثرت مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس مرارا بسبب الخلاف على ما إذا كان ينبغي إنهاء الحرب كجزء من أي اتفاق.

وقالت حماس إنها مستعدة لإطلاق سراح الرهائن الخمسين المتبقين، الذين يُعتقد إن أقل من نصفهم على قيد الحياة، مقابل انسحاب إسرائيلي كامل من غزة وإنهاء الحرب.

وتقول إسرائيل إنها لن توافق على إنهاء الحرب إلا إذا استسلمت حماس ونزعت سلاحها وتم نفي قادتها، وهو ما ترفضه الحركة.

الرئيس دونالد ترامب، في الوسط على اليمين، يلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في الوسط على اليسار، بينما يستمع (من اليمين) وزير الخارجية ماركو روبيو، ونائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في واشنطن، 7 أبريل 2025. (Pool via AP)

يرى ترامب أن اللحظة الراهنة، بعد الحرب بين إسرائيل وإيران، تشكل نقطة تحول محتملة في الصراع الوحشي الذي بدأ عندما هاجم مسلحون تابعون لحماس جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين كرهائن.

ويقوم ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب، بالتوسط في محادثات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، والتي أكد مصدران مطلعان على المفاوضات لـ”تايمز أوف إسرائيل“ صحة أحدث مقترحاتها، والذي ينص على أن تحرر حماس 10 رهائن إسرائيليين أحياء محتجزين في غزة وتعيد جثامين 18 رهينة خلال هدنة تستمر لمدة 60 يوما. وسيتم إطلاق سراح بقية الرهائن في حال التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم.

ولم تعلق إسرائيل بعد علنا على إعلان ترامب، الذي من المقرر أن يستضيف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الاثنين في البيت الأبيض لإجراء محادثات، بعد أيام من إجراء وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، أحد كبار مستشاري نتنياهو، محادثات مع كبار المسؤولين الأمريكيين حول غزة وإيران وقضايا أخرى.

مقتل 14 فلسطينيا في غزة

في غضون ذلك، تواصل القتال في غزة يوم الأربعاء، حيث أفادت وكالة الدفاع المدني المرتبطة بحماس أن 14 شخصا قُتلوا في غارات جوية شنتها إسرائيل على قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل، الذي تقول إسرائيل إنه ناشط في حركة حماس، إن خمسة أفراد من أسرة واحدة قُتلوا وأصيب آخرون في غارة جوية إسرائيلية ضربت خيمة تأوي نازحين في منطقة المواصي الساحلية.

أشخاص يتفقدون الأضرار بعد غارة إسرائيلية على مخيم للنازحين الفلسطينيين في خان يونس بجنوب قطاع غزة، 2 يوليو 2025. (AFP)

وأضاف أن أربعة أشخاص من نفس العائلة قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية قبل الفجر على منزل في مدينة غزة، وخمسة آخرين في غارة بطائرة مسيّرة على منزل في منطقة دير البلح وسط غزة.

ولم يصدر تعليق عن الجيش الإسرائيلي على الغارات.

أسفرت الحرب في غزة عن مقتل أكثر من 56 ألف شخص في القطاع الفلسطيني، بحسب أرقام صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة، والتي لا يمكن التحقق منها بشكل مستقل ولا تميز بين المدنيين والمقاتلين.

ولقد خلّف الصراع دمارا هائلا في القطاع، حيث سُوّي جزء كبير من القطاع بالأرض نتيجة للقتال. ونزح أكثر من 90٪ من سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، نزوحا متكررا في كثير من الأحيان. وأثارت الحرب أزمة إنسانية في غزة، دفعت مئات الآلاف من الناس إلى الجوع.

10 أيام للاستسلام

يوم الأربعاء، قالت وزارة الداخلية التي تديرها حركة حماس في غزة إن زعيم عشيرة تدعمها وتسلحها إسرائيل وتؤَمن المساعدات الإنسانية في منطقة رفح يجب أن يسلم نفسه إلى ”السلطات المختصة“ – أي حماس – لمحاكمته في غضون 10 أيام.

وفي بيان صادر عن الوزارة، اتُهم ياسر أبو شباب، زعيم عصابة مسلحة معارضة لحماس، بالخيانة وتشكيل عصابة مسلحة غير قانونية وقيادة تمرد مسلح.

تعمل عشيرة أبو شباب في غرب رفح، وهي منطقة خاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية. ووفقا لمقاطع فيديو نشرتها العشيرة، فإنها تقوم بتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، بل إنها أنشأت مجمعات سكنية. وقد اعترفت إسرائيل مؤخرا بأنها نقلت أسلحة إلى جهات محلية في إطار جهودها الرامية إلى إضعاف حماس، بعد تقارير أفادت بأنها سلحت أبو شباب.

أعضاء عصابة أبو شباب في غزة، في لقطات شاشة مأخوذة من مقطع فيديو نشرته الجماعة مؤخرا. (screen capture: Facebook)

ولم يحدد البيان الإجراءات التي سيتم اتخاذها في حالة عدم استسلام أبو شباب لحماس. وأفادت وسائل إعلامية في غزة في الأسابيع الأخيرة أن حماس حاولت دون جدوى اغتيال أبو شباب، الذي يُعتقد أن عصابته كانت متورطة في السابق في تهريب المخدرات ونهب المساعدات.

كما دعت الوزارة سكان غزة إلى تقديم أي معلومات عن مكان وجوده.

تحكم حماس قطاع غزة بيد من حديد، ورغم أنها تسمح بوجود جماعات أصغر وحركات عشائرية محلية مختلفة، إلا أنها لا تمنح أي مجال للمعارضة السياسية أو تأييد إسرائيل، وتقوم بإعدام سكان غزة الذين يحتجون على سيطرتها على القطاع وآخرين كثر تتهمهم بالتعاون مع إسرائيل.

ساهم جيكوب ماغيد في هذا التقرير

اقرأ المزيد عن