إسرائيل في حالة حرب - اليوم 466

بحث

رئيس وزراء قطر يقول إن “الزخم يعود” إلى محادثات غزة، مؤكدا إستئناف الوساطة

الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني: "هناك الكثير من التشجيع من الإدارة المقبلة من أجل التوصل إلى اتفاق، حتى قبل أن يتولى الرئيس منصبه"

رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يصل إلى اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في 10 داونينج ستريت في وسط لندن، 4 ديسمبر 2024. (JUSTIN TALLIS / AFP)
رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يصل إلى اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في 10 داونينج ستريت في وسط لندن، 4 ديسمبر 2024. (JUSTIN TALLIS / AFP)

مؤكدا استئناف الدوحة الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني السبت إن “الزخم” عاد إلى المحادثات الرامية للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.

وقال آل ثاني في منتدى الدوحة “لقد شعرنا بعد الانتخابات أن الزخم يعود”، وأضاف إن “هناك الكثير من التشجيع من الإدارة المقبلة من أجل التوصل إلى اتفاق، حتى قبل أن يتولى الرئيس منصبه”، وأن هذا العامل أثّر على القرار القطري بإعادة المحادثات “إلى مسارها” خلال الأسبوعين الماضيين.

وأضاف: “نأمل أن ننجز الأمور في أقرب وقت ممكن. ونأمل أن يستمر استعداد الأطراف للمشاركة بحسن نية”.

وسافر ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب الجديد إلى الشرق الأوسط، إلى قطر وإسرائيل هذا الأسبوع من أجل بدء الجهود، في حين أكد مصدر مطلع لصحيفة تايمز أوف إسرائيل أن الدوحة استأنفت الوساطة بناء على طلب مسؤولين من فريق ترامب الانتقالي.

وتوسطت الإمارة الخليجية، إلى جانب الولايات المتحدة ومصر، منذ أشهر في المفاوضات المتعثرة للتوصل إلى هدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن بعد 14 شهرا من الحرب.

ستيف ويتكوف في تجمع انتخابي لدونالد ترامب في معرض بتلر الزراعي، 5 أكتوبر 2024، في بتلر، بنسلفانيا. (AP Photo/Julia Demaree Nikhinson)

لكن قطر طردت قادة حماس في أواخر أكتوبر، حيث قال مسؤولون في إدارة بايدن لصحيفة تايمز أوف إسرائيل إنهم طلبوا من الدوحة طردهم بسبب رفض الحركة منذ أشهر المشاركة بشكل بناء في المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. وتؤكد قطر أنها اتخذت قرار إبعاد مسؤولي حماس بمفردها، وقالت إن هذه الخطوة كانت جزءا من قرارها بوقف جهود الوساطة مؤقتا، والتي تعهدت باستئنافها فقط عندما يظهر الجانبان استعدادهما للتفاوض بحسن نية.

وانتقل قادة حماس من قطر إلى تركيا، التي تربطها أيضا علاقات وثيقة بحماس، رغم أن إدارة بايدن سارعت لانتقاد قرار أنقرة باستقبالهم.

واستبعد رئيس الوزراء القطري أن تواجه الدوحة ضغوطا أكبر بشأن وضع المكتب السياسي لحماس الذي تستضيفه منذ العام 2012 بمباركة من الولايات المتحدة. ووصف المكتب بأنه “منصة للاجتماع بين الأطراف المختلفة”، مضيفا أن قطر “ليس من المتوقع أن تفرض حلولا” على الحركة الفلسطينية.

من اليسار إلى اليمين: المسؤول الكبير في حركة حماس زاهر جبارين، ورئيس المجلس الاستشاري للحركة محمد إسماعيل درويش المعروف بأبو عمر حسن، والمسؤول البارز في الحركة الفلسطينية خالد مشعل يتلقون التعازي خلال جنازة الزعيم السياسي للحركة الفلسطينية إسماعيل هنية في العاصمة القطرية الدوحة في 2 أغسطس، 2024. (Mahmud Hams/AFP)

وأوضح رئيس الوزراء القطري الذي يشغل أيضا منصب وزير الخارجية أنه في حين كانت هناك “بعض الاختلافات” في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والقادمة “لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب”.

في غضون ذلك، ذكرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن حماس بدأت جهودا للتحقق من وضع الرهائن المحتجزين لدى فصائل أخرى في غزة، حيث تتوقع تقدما محتملا محادثات الهدنة وإطلاق سراح الرهائن مع إسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية قولها إن مسؤولين في حماس تواصلوا مع فصائل أخرى سعيا لمعلومات عن حالة الرهائن المحتجزين لديها.

وتقول إسرائيل إن 100 رهينة ما زالوا في غزة. وتشير تقارير إعلامية في إسرائيل إلى أن نصفهم ما زالوا على قيد الحياة.

ويتوقع أن تستضيف القاهرة الأسبوع المقبل جولة جديدة من المفاوضات، حسبما أفاد مصدر مقرّب من الحركة وكالة فرانس برس السبت.

سيارات إسعاف تنقل جرحى فلسطينيين على طريق صلاح الدين الرئيسي في جباليا شمال قطاع غزة في 4 ديسمبر 2024. (Omar Al-Qattaa/AFP)

وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته “بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع… لبحث أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى”، في إشارة إلى إطلاق سراح الرهائن مقابل إطلاق إسرائيل سراح مئات الأسرى الأمنيين الفلسطينيين.

وأضاف أن “الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافا أخرى يبذلون جهودا مثمّنة من أجل وقف الحرب”.

وفي يوليو الماضي، أبلغ ترامب نتنياهو أنه يريد إنهاء الحرب في غزة بحلول عودته إلى منصبه، بحسب ما ذكره مصدران مطلعان لصحيفة تايمز أوف إسرائيل.

وقد تم تعزيز هذا الطلب منذ فوز ترامب في الانتخابات، ويبدو أن مبعوث ترامب الجديد إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف نقله إلى رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني خلال اجتماع عقد مؤخرا في الدوحة، بحسب أحد المصادر.

وقال آل ثاني لقناة “سكاي نيوز” يوم الأربعاء: “سمعنا ذلك من فريقه… أنهم يريدون حل هذه (صفقة الرهائن) الآن – اليوم، حتى”.

وأكد أحد المصادر أن عودة مسؤولي حماس مؤقتة فقط في إطار جهود التفاوض الجديدة.

وبعد التوسط في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله الأسبوع الماضي، أكدت إدارة بايدن أن الاتفاق ترك حماس معزولة وربما أكثر استعدادًا للتنازل في مفاوضات الرهائن. وقالت الولايات المتحدة إنها أطلقت جهودا جديدة مع مصر وقطر وتركيا للتوصل إلى اتفاق.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال مساعدو نتنياهو للصحافيين إن مصر أعدت اقتراحا جديدا أثار تفاؤلهم. وأشاروا إلى تهديد ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث حذر من “جحيم” في الشرق الأوسط إذا لم يتم إطلاق سراح جميع الرهائن قبل تنصيبه، وزعموا أن حماس تواجه ضغوطا غير مسبوقة لتقديم تنازلات.

وقال مساعدو نتنياهو إن الاقتراح المصري يتضمن وقفا مؤقتا لإطلاق النار مماثلا إلى حد كبير للمرحلة الأولى من الإطار المكون من ثلاث مراحل والذي كان الوسطاء يدفعون إليه منذ أشهر.

ولكن بدلا من وقف إطلاق النار لمدة تتراوح بين 40 إلى 60 يوما في المرحلة الأولى يتبعه مرحلتان أخريان تتضمنان نهاية دائمة للحرب، فإن الاقتراح المصري الأخير من شأنه أن يسمح لإسرائيل باستئناف القتال بعد وقفه، بدلاً من الاضطرار إلى الالتزام مسبقاً بوقف دائم لإطلاق النار، وفقاً لمساعدي نتنياهو.

لكن مسؤولا إسرائيليا مطلعا على المحادثات ودبلوماسيا عربيا قالا لتايمز أوف إسرائيل إنه لا يوجد اقتراح مصري من هذا القبيل، وأن الاقتراح الذي ناقشه مساعدو نتنياهو كان في الواقع اقتراحا إسرائيليا جديدا تم تمريره إلى مصر.

وقال المسؤولان الإسرائيلي والعربي إن فرص نجاح الاقتراح الذي يدعمه نتنياهو منخفضة للغاية لأن حماس لن تتراجع عن رفضها إطلاق سراح الرهائن ما لم توافق إسرائيل على إنهاء الحرب وسحب قواتها من غزة في المقابل.

وقال الدبلوماسي العربي إن مصر لن تطرح مقترحا لا يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وقد تعهد نتنياهو بأنه لن يوافق على المقترحات التي تلزم إسرائيل بإنهاء الحرب بشكل دائم مقابل إطلاق سراح الرهائن المتبقين. وهدد شركاؤه في الائتلاف اليميني المتطرف بإسقاط الائتلاف إذا فعل ذلك، حيث يخشى بعضهم أن يمنع ذلك إسرائيل من إعادة بناء المستوطنات في غزة بينما يخشى آخرون أن يسمح ذلك بإحياء حماس.

ساهم جيكوب ماغيد في إعداد هذا التقرير

اقرأ المزيد عن