رئيس وزراء قطر: “خلافات جوهرية” بين الطرفين تعرقل محادثات وقف إطلاق النار في الدوحة
تقارير تفيد بأن نتنياهو يُبقي الوفد في الدوحة لإظهار جدية إسرائيل أمام واشنطن في محادثات الرهائن، رغم احتمال عودته يوم الثلاثاء؛ بوهلر: "نحن أقرب من أي وقت مضى"

قال رئيس الوزراء القطري الثلاثاء إن المفاوضات الجارية في الدوحة بشأن وقف إطلاق النار واتفاق تبادل الرهائن بين حماس وإسرائيل وصلت إلى طريق مسدود بسبب “خلافات جوهرية” بين الجانبين، وسط تقارير تفيد بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدرس سحب الوفد الإسرائيلي من المحادثات.
وفي كلمته خلال منتدى قطر الاقتصادي، قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن التصعيد العسكري الإسرائيلي الموسع في غزة قوّض جهود السلام.
وقال “عندما أُطلق سراح الجندي الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر، ظننا ان تلك اللحظة ستفتح بابا لوقف هذه المأساة إلا أن الرد كان بموجة قصف أشد عنفا”، مضيفا أن “هذا السلوك العدواني غير المسؤول يقوض كل فرصة ممكنة للسلام”.
وقال رئيس الوزراء القطري إن المفاوضات في الدوحة خلال الأسبوعين الماضيين “لم تفض إلى أي شيء حتى الآن، لوجود فجوة جوهرية بين الطرفين”.
وأضاف أن “أحد الطرفين يبحث عن اتفاق جزئي قد يؤدي إلى اتفاق شامل، بينما يبحث الطرف الآخر عن اتفاق لمرة واحدة فقط (…) لإنهاء الحرب وتحرير جميع الرهائن. لم نتمكن من سد هذه الفجوة الجوهرية”.
وأفادت وسائل إعلام عبرية مساء الإثنين أن نتنياهو أمر الوفد الإسرائيلي بالبقاء في الدوحة ليوم إضافي على الأقل، رغم الجمود في محادثات الرهائن، وذلك لإظهار الجدية أمام الولايات المتحدة.

ونقلت هيئة البث العامة “كان” عن مسؤول إسرائيلي قوله: “نحن نبقى هنا حتى لا نسيء للولايات المتحدة. لن يكون من المناسب أن تغادر إسرائيل الدوحة قبل حماس”.
ونقلت القناة 13 عن مسؤول آخر لم تسمّه قوله بأن نتنياهو اتخذ هذا القرار ليُظهر أن إسرائيل ليست العقبة في المفاوضات.
لكن “كان” أفادت صباح الثلاثاء بأن نتنياهو يدرس إعادة الوفد إلى إسرائيل في اليوم ذاته إذا لم يتحقق أي تقدم في المحادثات.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض الإثنين إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “أوضح بشدة أنه يريد إنهاء هذا الصراع في المنطقة”.
وقالت كارولاين ليفيت المتحدثة باسم البيت الأبيض إن “الرئيس يتحرك بأقصى سرعة ممكنة، ويعمل بلا توقف لإنهاء هذه النزاعات في كل من إسرائيل وغزة، وكذلك الحرب بين روسيا وأوكرانيا”، مضيفة أن “الرئيس أوضح لحماس تماماً أنه يريد الإفراج عن جميع الرهائن”.
وكان نتنياهو قد أعلن لأول مرة يوم الأحد أنه كلّف وفده التفاوضي بمناقشة إنهاء الحرب، ولكن فقط إذا وافقت حماس على نزع سلاحها ونفي قادتها — وهي شروط ترفضها الحركة بشكل قاطع.
ورداً على تهديد مشترك صدر من كندا وفرنسا والمملكة المتحدة، قال نتنياهو مساء الإثنين: “يمكن للحرب أن تنتهي غداً إذا أُفرج عن جميع الرهائن، وتخلت حماس عن أسلحتها، وتم نفي قادتها القتلة، ونُزعت الأسلحة من غزة. لا يمكن التوقع من أي دولة قبول أقل من ذلك، وإسرائيل بالتأكيد لن تفعل”.
وتجري المحادثات في الوقت الذي يوسّع فيه الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية الجديدة في غزة، التي تهدف إلى السيطرة على معظم مناطق القطاع. ومن المرجّح أن تتسع رقعة القتال بشكل كبير في حال فشل المفاوضات.
وقد أمضت الوفود من إسرائيل وحماس عدة أيام في العاصمة القطرية الدوحة، إلى جانب المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، حيث استُؤنفت المحادثات بعد الإفراج عن ألكسندر في “بادرة حسن نية” من حماس تجاه الولايات المتحدة.
لكن أفاد موقع “أكسيوس” أن المفاوضات، عملياً، تستبعد الدولة الخليجية، حيث وصف مسؤول إسرائيلي المحادثات في الدوحة بأنها “واجهة شكلية”.
وفي كلمته أمام مؤتمر صحيفة “جيروزاليم بوست” في نيويورك يوم الإثنين، رفض المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن آدم بوهلر التعليق على وضع المفاوضات، لكنه قال بشكل عام: “نحن الآن أقرب من أي وقت مضى، وجزء من ذلك يعود إلى التحركات التي قام بها الجيش الإسرائيلي وإسرائيل على الأرض”.

وأكد بوهلر أن “العائق الرئيسي أمام التوصل إلى اتفاق هو حماس”، وأن شروط الاتفاق باتت “أكثر تشدداً، لأن عليهم أن يفهموا أن كلما طال الانتظار، زادت الكلفة”.
وعندما سُئل إن كان متفائلاً بشأن التوصل إلى اتفاق، قال: “أعتقد أننا كلما تقدمنا بالوقت، ازدادت قوتنا… وأعتقد أن الاحتمالات تتحسن”.
كما أشار إلى أن الولايات المتحدة قد تجري محادثات مباشرة أخرى مع حماس.
وقال: “نحن نقترب أكثر فأكثر من الوقت المناسب لعقد صفقة. إذا أرادت حماس أن تتقدم بعرض شرعي وجاد، وأن تلتزم به وتُفرج عن الرهائن، فنحن دائماً مستعدون للاستماع”.
ساهم لوك تريس في إعداد هذا التقرير.