رئيس مجلس الشيوخ الأمريكي يدعو لانتخابات إسرائيلية ويقول أن نتنياهو “ضل طريقه”
مسؤولون إسرائيليون وجمهوريون يهاجمون زعيم الأغلبية الذي اتهم رئيس الوزراء بوضع بقائه السياسي فوق مصلحة البلاد، وبأنه يشكل عقبة أمام السلام ويحول إسرائيل إلى دولة مارقة
دعا زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي، تشاك شومر، يوم الخميس إسرائيل إلى إجراء انتخابات جديدة، وقال إنه يرى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “ضل طريقه” ويشكل عقبة أمام السلام في المنطقة.
وجاءت تصريحاته، التي أثارت غضبا وإدانة سريعة من قبل شخصيات في القدس، مع استمرار توسع الفجوات بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن مواصلة الأخيرة حربها في غزة ضد حركة حماس
وقال شومر في خطاب ألقاه يوم الخميس في قاعة مجلس الشيوخ: “لم يعد إئتلاف نتنياهو ملائما لاحتياجات إسرائيل بعد 7 أكتوبر. لقد تغير العالم – بشكل جذري – منذ ذلك الحين، ويتم خنق الشعب الإسرائيلي في الوقت الحالي من قبل رؤية حاكمة عالقة في الماضي”.
وقال إن نتنياهو “ضل طريقه، ووضع نفسه في إئتلاف مع متطرفين من اليمين أمثال [وزير المالية] بتسلئيل سموتريتش و[وزير الأمن القومي] إيتمار بن غفير”.
وأضاف أن الزعيم الإسرائيلي “رضخ [نتنياهو] في كثير من الأحيان لمطالب المتطرفين” وسمح لـ”بقائه السياسي بأن يكون له الأولوية على حساب المصالح العليا لإسرائيل”.
وأكد شومر أنه “نتيجة لذلك، أظهر استعدادا مفرطا للتسامح مع الخسائر في صفوف المدنيين في غزة، الأمر الذي يدفع الدعم لإسرائيل في جميع أنحاء العالم إلى أدنى مستوياته التاريخية”.
وقال شومر: “لا يمكن لإسرائيل أن تصمد إذا تحولة إلى مارقة”.
Today, I’m giving a major address from the Senate floor on a pathway to peace and achieving a two-state solution.
Watch live: https://t.co/cuUUWbM1xF
— Chuck Schumer (@SenSchumer) March 14, 2024
وتابع قائلا: “إذا ظل إئتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في السلطة بعد أن تبدأ الحرب في التراجع واستمر في اتباع سياسات خطيرة وتحريضية تختبر المعايير الأمريكية الحالية للمساعدة، فلن يكون أمام الولايات المتحدة خيار سوى لعب دور أكثر نشاطا في تشكيل السياسة الإسرائيلية من خلال استخدام نفوذنا لتغيير المسار الحالي”.
ويُعتبر شومر، وهو أعلى مسؤول يهودي منتخب في تاريخ الولايات المتحدة، مؤيدا قويا لإسرائيل منذ فترة طويلة في الحزب الديمقراطي، على الرغم من أنه أصبح أكثر انتقادا لسياسات القدس مع تحرك البلاد نحو اليمين ومع صعوده إلى قيادة حزب يتحرك أكثر نحو اليسار.
قبل تعليقاته اللاذعة على قيادة نتنياهو، أمضى شومر جزءا كبيرا من خطابه في التأكيد على دعمه القوي لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها معربا عن غضبه من الانتقادات الدولية لجهود القدس الحربية، والتي أكد أنها تتجاهل في كثير من الأحيان جرائم حماس واستخدامها للمدنيين في غزة كدروع بشرية.
ومع ذلك، فقد صنف نتنياهو كواحد من أربع عقبات رئيسية أمام السلام، إلى جانب حركة حماس ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والإسرائيليين من اليمين المتطرف.
وقال شومر أنه إلى أن يتم إخراج هؤلاء جميعا من المعادلة، “لن يكون هناك سلام أبدا في إسرائيل وغزة والضفة الغربية”.
وأردف قائلا: “كدولة ديمقراطية، لإسرائيل الحق في اختيار قادتها، وعلينا ترك الأمور تأخذ مجراها. لكن الشيء المهم هو أن يُتاح للإسرائيليين خيار. يجب أن يكون هناك نقاش جديد حول مستقبل إسرائيل بعد 7 أكتوبر”.
وأضاف: “في رأيي، أفضل طريقة لتحقيق ذلك هي إجراء انتخابات”.
وقال شومر أيضا أنه إذا شددت إسرائيل سيطرتها على غزة والضفة الغربية وأنشأت “دولة واحدة بحكم الأمر الواقع”، فلن يكون هناك توقع معقول بأن تقوم حماس وحلفاؤها بإلقاء السلاح، وقد يعني ذلك حربا مستمرة.
“لا أحد يتوقع من رئيس الوزراء نتنياهو أن يفعل الأشياء التي يجب القيام بها لكسر دائرة العنف، والحفاظ على مصداقيته على الساحة العالمية، والعمل على حل الدولتين”.
ردا على الخطاب، هاجم حزب “الليكود” الذي يتزعمه نتنياهو السيناتور قائلا إن “إسرائيل ديمقراطية مستقلة وفخورة انتخبت رئيس الوزراء نتنياهو، وليست جمهورية موز”.
وأضاف الحزب في بيان “يقود رئيس الوزراء نتنياهو سياسة حازمة تحظى بدعم أغلبية كبيرة من الشعب. خلافا لكلمات شومر، فإن الجمهور الإسرائيلي يؤيد النصر الكامل على حماس، ويرفض أي إملاءات دولية لإقامة دولة إرهاب فلسطينية، ويعارض عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة”.
“يُتوقع من السيناتور شومر احترام حكومة إسرائيل المنتخبة وألا يقوضها. وهذا صحيح دائما، ولكنه يكون صحيحا بشكل أكبر في زمن الحرب”.
وكتب الوزير في كابينت الحرب بيني غانتس، أحد الخصوم السياسيين الرئيسيين لنتنياهو والذي يتقدم بشكل كبير على رئيس الوزراء في استطلاعات الرأي، على منصة X أن تصريحات شومر غير لائقة.
وكتب غانتس إن “الولايات المتحدة وإسرائيل تتقاسمان القيم والمصالح المشتركة، ومواطنو إسرائيل يعتزون بشدة بالموقف الواضح للولايات المتحدة الداعم لإسرائيل خلال هذه الأوقات العصيبة”، وأضاف أن “زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر صديق لإسرائيل، وعلى الرغم من أنه أخطأ في تصريحاته، إلا أنه يلعب دورا مهما في مساعدة دولة إسرائيل، بما في ذلك خلال هذه الأوقات الصعبة”.
“إن إسرائيل دولة ديمقراطية قوية، ومواطنوها وحدهم هم الذين سيقررون مستقبلها وقيادتها. وأي تدخل خارجي في هذا الشأن يأتي بنتائج عكسية وغير مقبول”.
The United States and Israel share common values and interests, and the citizens of Israel profoundly cherish the clear stance of the United States in support of Israel throughout these trying times.
The Senate Majority Leader Chuck Schumer is a friend of Israel, and though he…
— בני גנץ – Benny Gantz (@gantzbe) March 14, 2024
وانتقد السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة مايكل هرتسوغ شومر أيضا، قائلا إن “إسرائيل دولة ديمقراطية ذات سيادة. ومن غير المفيد – خاصة وأن إسرائيل في حالة حرب ضد منظمة حماس الإرهابية التي تمارس الإبادة الجماعية – التعليق على المشهد السياسي الداخلي لحليف ديمقراطي. هذا يأتي بنتائج عكسية لأهدافنا المشتركة”.
وقال الزعيم الجمهوري في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل في قاعة مجلس الشيوخ مباشرة بعد تصريحات شومر إن “إسرائيل تستحق حليفا يتصرف مثل حليف” وأنه ينبغي على المراقبين الأجانب “أن يمتنعوا عن إبداء رأيهم”.
وقال ماكونيل إن الحزب الديمقراطي لديه مشكلة معاداة لإسرائيل، مضيفا: “إما أن نحترم قراراتهم أو لا نحترم ديمقراطيتهم”.
وفي منتجع للحزب الجمهوري في ولاية فيرجينيا الغربية، وصف رئيس مجلس النواب مايك جونسون خطاب شومر بأنه “غير لائق”.
وقال رئيس مجلس النواب الجمهوري: “من الخطأ تماما أن يلعب زعيم أمريكي مثل هذا الدور المثير للانقسام في السياسة الإسرائيلية بينما يخوض أقرب حليف لنا في المنطقة معركة وجودية من أجل بقائه”.
وفي البيت الأبيض، رفض المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي التعليق على دعوة شومر لإجراء انتخابات جديدة، قائلا إن البيت الأبيض يركز بشكل أكبر على التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار.
وقال كيربي: “نعلم أن لدى الزعيم شومر مشاعر قوية بهذا الخصوص وسندع له بالتأكيد الحديث عن ذلك وعن تعليقاته”، مضيفا “سنواصل التركيز على التأكد من أن إسرائيل لديها ما تحتاجه للدفاع عن نفسها بينما تفعل كل ما في وسعها لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين”.
كما علق السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل ديفيد فريدمان على تصريح شومر، قائلا إنه يشعر بالاشمئزاز من أن “زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ يدفع علنا إلى تغيير النظام في خضم الحرب”.
I am just disgusted by this speech. The democratically elected leader of Israel is leading his nation in the defense of a barbaric foe, deploying a successful strategy that is broadly supported by the people of Israel, and the Senate Majority Leader publicly pushes for regime…
— David M Friedman (@DavidM_Friedman) March 14, 2024
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إن دعوة شومر لإجراء انتخابات في إسرائيل هي “دليل على أن [رئيس الوزراء] يخسر أكبر مؤيدي إسرائيل في الولايات المتحدة واحدا تلو الآخر”.
وأضاف “والأسوأ من ذلك أنه يفعل ذلك عمدا. إن نتنياهو يلحق ضررا كبيرا بالجهد الوطني لكسب الحرب والحفاظ على أمن إسرائيل”.
عن محمود عباس، قال شومر أنه “لكي يكون هناك أي أمل في السلام في المستقبل، يجب على عباس أن يتنحى عن منصبه ويحل محله جيل جديد من القادة الفلسطينيين الذين سيعملون على تحقيق السلام مع دولة يهودية”.
اندلعت الحرب في إسرائيل في 7 أكتوبر عندما قادت حماس هجوما مدمرا على إسرائيل قتلت فيه 1200 شخص. كما اختطف المسلحون 253 شخصا من كافة الأعمار حيث تم احتجازهم كرهائن في غزة.
وردت إسرائيل بهجوم عسكري للإطاحة بنظام حماس في غزة، وتدمير الحركة وإطلاق سراح الرهائن، الذين لا يزال أكثر من نصفهم في الأسر.
ساهم في هذا التقرر طاقم تايمز أوف إسرائيل