رئيس كلية هداسا يهاجم سموتريتش لوقفه تمويل برامج التعليم العالي لفلسطينيي القدس الشرقية
قال رئيس كلية هداسا الأكاديمية إن البرامج التحضيرية للاندماج الأكاديمي لطلاب القدس الشرقية هي "رصيد إستراتيجي لإسرائيل"
حذر رئيس إحدى الكليات الكبرى في القدس من تقليص تمويل البرامج الإعدادية الأكاديمية لفلسطينيي القدس الشرقية، واصفا البرامج بـ”أصول استراتيجية” لإسرائيل وحذر من أن إلغائها سيقلل بشكل كبير من احتمالات الصعود الاجتماعي لسكان القدس الشرقية.
يوم الإثنين الماضي، أعلن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش عن قطع تمويل بقيمة 200 مليون شيكل (54 مليون دولار) لبرنامج تحضيري أكاديمي – يُعرف بالعبرية باسم “مخينا” – يستهدف الطلاب العرب من القدس الشرقية.
وقال البروفيسور بيرتولد فريدليندر، رئيس كلية هداسا الأكاديمية في القدس، لتايمز أوف إسرائيل: “بدأ تمويل هذه الآلية في ظل حكومة يمينية. السبب بسيط: البرامج ليست أقل من أصولا استراتيجية وطنية واجتماعية واقتصادية”.
وستؤدي خطوة قطع التمويل، والتي بررها سموتريتش بالادعاء أن هناك “خلايا إسلامية متطرفة” في الجامعات الإسرائيلية، إلى تجميد مؤقت لخطة أوسع بكثير مدتها خمس سنوات وبقيمة 2.5 مليار شيكل (680 مليون دولار) لتطوير القدس الشرقية. لم يستطع متحدث بإسم سموتريتش تقديم أي دليل لتايمز أوف إسرائيل على وجود مثل هذه الخلايا في الجامعات الإسرائيلية.
“المزاعم بشأن وجود حضور إسلامي متطرف في المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية غير صحيحة على الإطلاق”، قال فريدليندر، رافضًا المزاعم بأن التخفيضات ضرورية من أجل الأمن.
“يتمثل أحد أدوارنا الرئيسية كمؤسسة أكاديمية في توفير طريق للصعود الاجتماعي للشباب من خلفيات مستضعفة. هذا البرنامج هو جسر لشباب القدس الشرقية لدخول الاقتصاد والمجتمع الإسرائيلي، وسمنع عواقب فشل الاندماج وانخفاض الدخل”، قال.
أطلقت كلية هداسا الأكاديمية البرنامج في عام 2017، بالتعاون مع بلدية القدس، لتسهيل وصول الطلاب من القدس الشرقية إلى الأوساط الأكاديمية الإسرائيلية. وتم تبنيها لاحقًا من قبل الجامعة العبرية ومؤسسات التعليم العالي الأخرى في المدينة، بسبب التمويل للخطة الخمسية.
وتوجد برامج تحضيرية مدعومة مماثلة في كلية هداسا للطلاب من الشرائح المستضعفة الأخرى من السكان الإسرائيليين، مثل اليهود الحريديم.
وقال فريدليندر إن البرنامج مكن من “تصحيح إخفاق استمر عشر سنوات من قبل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، والتي سمحت للمدارس العامة في القدس الشرقية بالعمل تحت إشراف وزارة التربية والتعليم ولكن تدريس المناهج الأردنية أو الفلسطينية دون تدريس اللغة العبرية”.
وتعمل معظم المدارس في القدس الشرقية وفق المنهاج الفلسطيني ولا تدرس اللغة العبرية. وبالتالي، ترفض الجامعات الإسرائيلية طلبات العديد من الطلاب المحتملين من القدس الشرقية بسبب ضعف مهارات اللغة العبرية.
“كثيرًا ما يأتي الشباب من القدس الشرقية إلينا دون معرفة كلمة واحدة من العبرية. تعرضهم للمجتمع الإسرائيلي يحدث في الغالب في سياقات سلبية تعزز الفجوة بين اليهود والعرب في القدس”، قال فريدليندر. “في البرنامج التحضيري، نساعدهم نحن والمؤسسات الأكاديمية الأخرى في المدينة على سد الفجوات اللغوية والثقافية وتقريب اليهود والعرب من بعضهم البعض”.
“يتم كشف المشاركين – حوالي 100 طالب سنويا في كلية هداسا، والكثير غيرهم في الجامعة العبرية – على أوجه المجتمع الإسرائيلي، ويقيمون صداقات مع أقران يهود في الحرم الجامعي، ويتعلمون أن التجارب السيئة التي ربما تعرضوا لها سابقًا في الحياة لا تشكل الصورة الكاملة لإسرائيل”، قال فريدليندر.
وأصدرت الجامعة العبرية أيضًا بيانًا دانت فيه التخفيضات، معتبرة أن إلغاء البرنامج التحضيري لسكان القدس الشرقية “سيحيل مئات الشباب إلى حياة الجهل والفقر والجريمة والإرهاب” ويتركهم “بدون القدرة على العيش في مجتمع مشترك”، وحذر من أن إلغاء البرنامج “سيزيد من العداء والعداوة والعنف بين المجتمعين”.
وجاءت التقليصات في البرنامج التحضيري لطلاب القدس الشرقية بعد يوم من إعلان سموتريش عن خفض 200 مليون شيكل للمنح المخصصة للبلديات العربية، وهي خطوة أثارت انتقادات شديدة حتى من شركائه في الائتلاف.
وقالت آية مرار (20 عاما)، وهي طالبة في السنة الأولى تدرس الجغرافيا والعلاقات الدولية في الجامعة العبرية، عن تجربتها في البرنامج التحضيري المدعوم في حرم الجامعة العبرية: “تلقى معظم الطلاب في البرنامج التحضيري منحًا دراسية كاملة، ولما كان سيتمكن الكثير من الآتين من خلفيات مستضعفة من الالتحاق بها دونها”.
“الغالبية العظمى منهم بدأوا دراسة اللغة العبرية كمبتدئين تمامًا، حتى أن بعضهم تعلم الأبجدية العبرية لأول مرة في البرنامج التحضيري. وقد نجح جميعهم تقريبًا في نهاية العام (أحيانًا مع فصل صيفي إضافي) امتحان ياعيل”، أضافت، مشيرةً إلى امتحان اللغة العبرية الذي يسمح بدخول الجامعات الإسرائيلية.
وقالت: “كان ندرس اللغة العبرية لما لا يقل عن ساعتين كل يوم، بالإضافة إلى مجموعة من الدورات الاختيارية والإجبارية الأخرى، وتشمل الأخيرة المدنيات – طريقة عمل المؤسسات الإسرائيلية، وعمل الكنيست، وما إلى ذلك”.
“كان للتواصل مع المعلمين اليهود ولقاء الطلاب اليهود الإسرائيليين في الحرم الجامعي أثناء الأنشطة اللامنهجية، مثل تبادل اللغة، تأثير بالتأكيد على الطلاب العرب”.
“ساعد البرنامج جميع المشاركين فيه على الالتحاق بالجامعة، لكنه أيضًا غيّر نظرتنا إلى المجتمع الإسرائيلي. لقد اكتسب سمعة إيجابية للغاية بين الشباب في القدس الشرقية على مر السنين”، تابعت مرار.
“هناك الكثير من القدرات بين شباب القدس الشرقية للدراسة والنجاح في أي شيء يختارونه والاندماج في المجتمع الإسرائيلي. هم فقط بحاجة إلى فرصة”.