رئيس سابق للشاباك: العالم ’ساذج إلى درجة مخيفة’ فيما يتعلق بتحويل المساعدات واسع النطاق لتمويل حماس
آفي ديختر، رئيس لجنة الدفاع في الكنيست، يقول بأن سوء إستخدام أموال المساعدات أوسع بكثير من عشرات الملايين الخاصة ب’وورلد فيجين’، ويدعي بأن ’100% تقريبا’ من موظفي إغاثة اللاجئين في الأمم المتحدة في غزة هم أعضاء في ’حماس’
قال عضو بارز في الكنيست والذي شغل في السابق منصب رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) الإثنين، بأن التحويل المزعوم لعشرات ملايين الدولارات التابعة لمنظمة World Vision إلى حركة “حماس” ما هو إلا مثال صغير جدا على إنتهاكات واسعة في إستخدام أموال المساعدات المخصصة لسكان غزة التي يتم إستخدامهما بدلا من ذلك في تمويل الحركة.
وقال آفي ديختر، وهو عضو كنيست عن (الليكود) ويرأس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، بأن تحويل المساعدات الدولية لتمويل أنشطة “حماس” وتنظيمات متطرفة أخرى في قطاع غزة هو واسع الإنتشار وأن العالم ساذج بصورة مخيفة إزاء نطاق المشكلة.
في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية، قال ديختر إن جميع عمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة في غزة تقريبا هم أعضاء في حركة “حماس” التي سيطرت على قطاع غزة في عام 2007، وتسعى علنا إلى تدمير إسرائيل وخاضت ثلاث حروب ضد إسرائيل في السنوات الأخيرة.
وتحدث ديختر بعد توجيه لائحة اتهام بحق محمد حلبي، عضو في “حماس” ومدير العمليات لمنظمة الإغاثة World Vision في غزة، في محكمة في بئر السبع، وذلك بعدة تهم متعلقة بالأمن لدوره المركزي المزعوم في تمويل آلة حرب “حماس” بواسطة أموال المساعدات.
وتم اختيار حلبي، العضو في حركة حماس منذ جيل صغير، لإختراق صفوف الجمعية الخيرية عام 2005 من أجل تحويل الأموال لصالح الحركة، وفقا للتحقيق. وتم تحويل عشرات الملايين من الدولارت من أموال الجمعية الخيرية لحركة “حماس”، واستخدامها لحفر الأنفاق وشراء الأسلحة وعدة جوانب أخرى من أنشطة الحركة، بحسب ما تزعمه إسرائيل. ونفى كل من المنظمة وحلبي التهم الموجهة إليه. من جهتها قامت أستراليا بوقف تمويل الجمعية إلى حين التحقيق في القضية.
وقال ديختر “المنظمة هي مثال صغير فقط”، وأضاف أن منظمات أخرى مشابهة “تدرك جيدا بأنها تمول حماس”.
“حقيقة أن العالم المتبرع، الذي يتم تجنيده لمساعدة اللاجئين والمحتاجين، لا يفهم بأن نقوده يتم ضخها لأغراض إرهابية… إنه عالم ساذج إلى درجة مخيفة”.
وقال ديختر: “عندما ترى أن مجموعات مثل الأمم المتحدة ودول مستنيرة، مع وجهات نظر عالمية راسخة، تقع في الفخ الذي وضعته لهم حماس والجهاد الإسلامي، من المدهش رؤية المدى والقوة التي يتم بها ذلك عاما بعد عام”.
وأضاف أن “وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين” (الأونروا) – وهي منظمة تابعة للأمم المتحدة والتي تتعامل حصرا مع اللاجئين الفلسطينيين – تشغل 30,000 موظفا لخمسة ملايين لاجئ فلسطيني، “ومن الواضح أن عدد موظفي الأونروا الذين يعملون لصالح حماس قريب من 100%”.
يوم الخميس شككت World Vision بالإتهامات الإسرائيلية، وأكدت على إجراءها مراجعات وتقييمات بشكل منتظم لضمان وصول المساعدات المالية لمن يحتاجها. ونفى حلبي “جميع هذه التهم”، بحسب ما قاله محاميه محمود محمود الأحد. الإثنين، قالت الجمعية الخيرية بأن الأرقام التي تزعمها إسرائيل ليست منطقية.
’حماس تحفر قبرها بيدها’
وأجاب ديختر أيضا على أسئلة تتعلق بالطريقة التي تتعامل بها مؤسسة الدفاع الإسرائيلية مع التهديد الذي يشكله تجدد حفر الأنفاق من قبل “حماس” تحت الحدود من غزة لتمكين تنفيذ هجمات داخل إسرائيل.
وقال إن “الدولة تستثمر مبالغ هائلة من المال لإيجاد حلول، سواء تكنولوجية أو هندسية، للمشكلة”، وأضاف: “هناك تقدم، ويجري تبرير هذه الجهود”، لكنه قال بأنه لن تكون لإسرائيل إجابة كاملة على التهديد، وخطر هجمات جديدة من الإنفاق لا يزال موجودا بشكل قاطع.
ويُزعم أن تقريرا لمراقب الدولة لم يصدر بعد حول حرب غزة في 2014 يتهم رئيس الوزراء وقيادة مؤسسة الدفاع الإسرائيلية بعدم أخذ تهديد الأنفاق على محمل الجد في ذلك الوقت. واستخدمت “حماس” الأنفاق لشن عدد من الهجمات القاتلة داخل إسرائيل خلال الحرب التي استمرت لمدة شهرين، والتي تُعرف في إسرائيل بإسم “عملية الجرف الصامد”.
وقال ديختر إن “التهديد لا يزال هناك”، وأن “حماس تكرس قلبها وروحها وكل مصادرها لإنتاج أنفاق عدوانية”.
“إنه التهديد الذي تنظر إليه مؤسسة الدفاع والجيش الإسرائيلي على وجه الخصوص كتهديد مركزي في ساحة غزة. إن الجهود للتعامل مع هذا التهديد هائلة”.
نتيجة لهذه الجهود “ستبدأ حماس بإدراك أنها تقوم بحفر أكبر مقبرة محفورة للإرهابيين”.
وانتقد ديختر أيضا البيان الذي أصدرته وزارة الدفاع في نهاية الأسبوع والذي شبهت فيه الإتفاق الدولي لكبح البرنامج النووي الإيراني المدعوم من الولايات المتحدة بمعاهدة ميونيخ التي وقعتها القوى العظمى مع ألمانيا النازية في عام 1938.
واندلع الخلاف حول الإتفاق الذي تم توقيعه قبل نحو عام وقيام وزارة الدفاع بمقارنة الإتفاق بمعاهدة ميونيخ في الوقت الذي يزور فيه رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت الولايات المتحدة، وفي الوقت الذي يتواجد فيه مسؤول إسرائيلي كبير آخر هناك لوضع اللمسات الأخيرة على حزمة المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل.
وأشار ديختر إلى أن وزارة الدفاع هي المستفيد الرئيسي من حزمة المساعدات الأمريكية وإن إنتقاد الإتفاق الذي يدعمه أوباما من خلال تشبييه بمعاهدة ميونيخ “كان خطأ، وبالتأكيد خطأ في التوقيت”.
يوم السبت ذكرت تقارير في الإعلام العبري أنه لم يتضح من الذي قام بصياغة بيان وزارة الدفاع حاد اللهجة، ولكنه حصل على مصادقة وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان.
وقال ديختر إن “أوباما في أشهره الأخيرة. كل من يعتقد بأنه من المناسب إنتقاد أو بشكل عام تحليل إجراءات الرئيس الأمريكي على مدى الأعوام الثمانية الأخيرة فيما يتعلق بإسرائيل بشكل خاص والشرق الأوسط بشكل عام عليه إظهار ضبط النفس والإنتظار حتى يناير”.
وأعرب ديختر أيضا عن دعمه لرئيس الكنيست يولي إدلشتين، الذي دعا في الأسبوع الماضي إلى ضم مستوطنة معاليه أدوميم، وهي من المستوطنات الكبرى في الضفة الغربية وتقع شرقي القدس، إلى إسرائيل.
وقال: “إنها مسألة وقت فقط (…) السؤال ليس إذا كانت معالية أدوميم ستصبح جزءا من إسرائيل، ولكن متى”.
وقال ديختر إن مفاوضات السلام في السابق بين الحكومات الإسرائيلية المتعددة والفلسطينيين عملت كلها على افتراض أن معاليه أدوميم ستكون جزءا من إسرائيل.
“حتى أننا حصلنا على مباركة الأمريكيين بشكل أو بآخر على مر السنين”، كما قال.
حجم معاليه أدوميم وموقعها يجعل منها ذات أهمية خاصة للإسرائيليين والفلسطينيين. الكثير من الإسرائيليين يرون بالمستوطنة، التي تضم حوالي 40,000 نسمة، ضاحية من ضواحي القدس وذات أهمية في الدفاع عن العاصمة من الشرق، في حين يقول الفلسطينيون أن وجودها يجعل من احتمال قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية شبه مستحيل.