إسرائيل في حالة حرب - اليوم 584

بحث

رئيس بلدية حيفا يحظر مغنية عربية من المشاركة في فعاليات المدينة بعد أن نسبت موقعها إلى فلسطين

يونا ياهاف يقول للينا مخول، الفائزة ببرنامج "ذا فويس إسرائيل" عام 2013، "من الأفضل أن تلتزمي بالبرنامج" بعد أن أعلنت عن حفلة في "حيفا، فلسطين"

المغنية الفلسطينية لينا مخول كما ظهرت في الفيديو لأغنيتها "فِش مصاري"، المنشور في 31 أغسطس 2023. (Screen capture: Youtube)
المغنية الفلسطينية لينا مخول كما ظهرت في الفيديو لأغنيتها "فِش مصاري"، المنشور في 31 أغسطس 2023. (Screen capture: Youtube)

أعلن رئيس بلدية حيفا يونا ياهاف يوم الأحد حظر مغنية عربية من المشاركة في فعاليات البلدية في المدينة، ردًا على وصفها حفلة أحيتها في المدينة الليلة السابقة بأنها أُقيمت في فلسطين.

لينا مخول (31 عاما)، والتي فازت بالموسم الثاني من برنامج “ذا فويس إسرائيل” عام 2013، دعت متابعيها عبر إنستغرام إلى حضور عرضها في حانة “فتوش” وسط “حيفا، فلسطين” ليلة السبت، وهو أول عروض جولتها التي تشمل أوتريخت، ولوس أنجلوس، ونيويورك، وبرلين، وباريس.

وأثار الإعلان موجة غضب على وسائل التواصل الاجتماعي العبرية، حيث هاجم الناشط العربي-الإسرائيلي اليميني يوسف حداد مخول واصفًا إياها بأنها “مغنية مؤيدة للإرهاب”، ودعا إلى سحب جنسيتها.

وكتب ياهاف، الذي ألغى الأسبوع الماضي عرضًا لمغنٍّ يميني متطرف، عبر فيسبوك صباح الأحد: “لينا مخول، من الأفضل أن تلتزمي بالبرنامج: حيفا هي مدينة في الدولة اليهودية الديمقراطية إسرائيل، وستبقى كذلك إلى الأبد. لا شيء، وبالتأكيد ليس أنتِ، سيغير ذلك”.

وأضاف: “الموسيقى تهدف إلى توحيد الناس، ومن المؤسف أنك تستخدمين موهبتك للإضرار بالتعايش في الدولة التي نشأتِ فيها. طالما أنني رئيس بلدية، فلن تؤدي في أي إطار بلدي”.

وأرفق ياهاف منشوره بصورة من إعلان مخول مع شطب كلمة “فلسطين” واستبدالها بـ”إسرائيل”.

ورغم الجدل، أكد القائمون على موقع العرض لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن الحفل أُقيم كما هو مخطط له. وصرّح متحدث باسم البلدية أن الحظر يشمل فقط الفعاليات التي تنظمها البلدية، وأنه لا يمكن منع مخول من الغناء في أماكن خاصة. وأضاف المتحدث أن لمخول تاريخًا من التصريحات الإشكالية.

يذكر أن ياهاف، وهو عضو سابق في حزب العمل وتولى رئاسة بلدية حيفا لفترة طويلة قبل أن يُعاد انتخابه في مارس الماضي، سبق أن دعم التعايش بين اليهود والعرب. ففي العام الماضي، أمر بتعليم اللغة العربية في المدارس اليهودية بالمدينة المختلطة، وقبيل انتخابات الكنيست 2021 شكّل حزبًا يهوديًا-عربيًا لكنه لم يخض السباق في نهاية المطاف.

وبحسب موقع البلدية، بلغ عدد سكان حيفا نحو 296 ألف نسمة حتى عام 2020، نحو 11.5% منهم من العرب. وكانت المدينة تضم عددًا كبيرًا من الفلسطينيين قبل حرب 1948، والذين نزح معظمهم.

الأسبوع الماضي، أعلنت بلدية ياهاف أنها ستلغي حفلة كانت مقررة في عيد الاستقلال لمغنيي الراب الإسرائيليين “سابليمينال” و”الظل”، بسبب “الآراء المثيرة للانقسام” التي عبّر عنها الأخير، واسمه الحقيقي يوآف إلياسي، وهو مؤيد بارز لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.

مخول، التي ورد في سيرتها على إنستغرام أنها “مستقلة 100%، فلسطينية 100%”، وُلدت في ولاية أوهايو لأبوين فلسطينيين مسيحيين، وانتقلت مع عائلتها في صغرها إلى مدينة عكا شمال حيفا.

المرشح لرئاسة بلدية حيفا آنذاك يونا ياهاف يدلي بصوته في مركز اقتراع خلال الجولة الأولى من الانتخابات البلدية في حيفا، 27 فبراير 2024. (Flash90)

وحققت بعض النجاح المبكر بعد فوزها بـ”ذا فويس”، وافتتحت حفلًا لفرقة “كوين” والمغني آدم لامبرت في حديقة ياركون عام 2016، وتم اختيارها كالصوت الأنثوي العربي في تطبيق الملاحة الإسرائيلي “ويز”.

وفي عام 2018، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن مخول رفضت المشاركة في احتفالات عيد الاستقلال بسبب هويتها الفلسطينية. وردّت مخول حينها على التقرير، مشيرة إلى أنها تطوعت سابقًا لخدمة مؤسسات إسرائيلية، منها كُنس دينية وخدمات “نجمة داوود الحمراء” للإسعاف.

وبحسب موقع “راية” الفلسطيني، أصبحت مخول فنانة مستقلة في عام 2020. ومنذ ذلك الحين، أصبحت أكثر صراحة في انتقادها لإسرائيل. ففي عام 2021، تعرضت لتوبيخ علني من مدير أعمالها بعد أن أعربت عن دعمها للفلسطينيين خلال أحداث العنف الطائفي التي اندلعت في المدن المختلطة في ربيع ذلك العام.

وفي مايو الماضي، أعلنت نهاية “سبعة أشهر من الصمت” بشأن حرب غزة من خلال أغنية بدون كلمات قالت إنها تهدف إلى التعبير عن معاناة الفلسطينيين في الصراع، الذي اندلع بعد أن اقتحم آلاف المسلحين بقيادة حماس جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، في هجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر 251.

وفي أغسطس، روجت عبر إنستغرام لحملة تبرعات لصالح أطفال غزة. كما تعرضت لانتقادات في بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بعد أن شاركت مقطعًا من نقاش في الكنيست ظهر فيه أحد النواب وكأنه يؤيد اغتصاب الأسرى الفلسطينيين، وعلّقت على المقطع بالقول: “هل هذا مقبول؟ أسأل لصديق”.

اقرأ المزيد عن