إسرائيل في حالة حرب - اليوم 534

بحث

نتنياهو ينتقد “سخرية حماس التي لا توصف” ومكان شيري بيباس مجهول

غضب في صفوف المشرعين بعد أن أرسلت الحركة الفلسطينية جثمان امرأة غزية مجهولة الهوية بدلا منها؛ كيبوتس نير عوز ينعي الأخوين بيباس بعد إعادة جثتيهما إلى إسرائيل

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحمل صورة أريئل وكفير بيباس في رسالة فيديو، 21 فبراير، 2025. (Screenshot/GPO)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحمل صورة أريئل وكفير بيباس في رسالة فيديو، 21 فبراير، 2025. (Screenshot/GPO)

أعرب زعماء إسرائيليون ودوليون عن حزنهم وغضبهم يوم الجمعة بعد أن أكد فحص الطب الشرعي أن حركة حماس أعادت إلى إسرائيل رفات الأخوين الصغيرين أريئل وكفير بيباس، لكن الجثة الأخرى التي أرسلتها الجماعة لم تكن لوالدتهما، شيري سيلبرمان بيباس.

وقال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق الجمعة إنه من خلال الأدلة الجنائية والمعلومات الاستخباراتية، قدّرت السلطات أن الأخوين بيباس “قُتلا بوحشية” على يد مسلحين في غزة في أواخر نوفمبر 2023. كان أريئل يبلغ من العمر 4 سنوات، وكان كفير يبلغ من العمر 10 أشهر عندما قُتلا.

لكن المتخصصين في معهد الطب الشرعي “أبو كبير” لم يتمكنوا من تحديد هوية الجثة التي ادعت حماس أنها لشيري بيباس، التي اختُطفت مع ابنيها الصغيرين من كيبوتس نير عوز في 7 أكتوبر 2023، بينما تم اختطاف والد العائلة ياردين بشكل منفصل.

بدلا من ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إن الجثة لم تتطابق مع الحمض النووي لأي رهينة ذكر أو أنثى.

وقال الجيش “هذا انتهاك خطير للغاية من جانب منظمة حماس الإرهابية، التي يُطلب منها بموجب الاتفاق إعادة أربعة مختطفين قتلى. نطالب حماس بإعادة شيري إلى الوطن، إلى جانب جميع مختطفينا”.

وأضاف “إننا نشارك عائلة بيباس حزنها العميق في هذا الوقت العصيب وسنواصل بذل كل جهد ممكن لإعادة شيري وجميع المختطفين إلى الوطن في أقرب وقت ممكن”.

وانتقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “السخرية التي لا توصف” من حماس صباح الجمعة، في بيان مصور ردا على الأخبار الواردة من مختبر الطب الشرعي.

وقال: “إن قسوة وحوش حماس لا تعرف حدودا”.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدث في رسالة فيديو، 20 فبراير 2025. (Screenshot/GPO)

وأضاف: “لم يكتفوا باختطاف الأب، ياريدن بيباس [الذي تم إطلاق سراحه حيا في وقت سابق هذا الشهر]، والأم الشابة، شيري، وطفليهما الصغيرين. ولكن بطريقة ساخرة لا تُوصف، لم يعيدوا شيري مع طفليها الصغيرين، الملاكين الصغيرين، ووضعوا جثمان امرأة غزية في التابوت”.

وتعهد نتنياهو بأن إسرائيل “ستتصرف بحزم لإعادة شيري إلى الوطن مع جميع مختطفينا – الأحياء والأموات – وضمان دفع حماس الثمن الكامل لهذا الانتهاك القاسي والشرير للاتفاق”.

كما أعرب رئيس الوزراء عن حزنه لتأكيد أن الجثامين الثلاثة الأخرى التي أعيدت كانت لأريئل وكفير، بالإضافة إلى عوديد ليفشيتس (83 عاما) وهو أيضا من نير عوز.

وقال نتنياهو: “لقد قُتل الثلاثة بوحشية في أسر حماس في الأسابيع الأولى من الحرب. ادعو من الله أن ينتقم لدمائهم – وسوف ننتقم نحن أيضا”.

وفي بيان مصور ثان صدر بعد ساعات، هذه المرة باللغة الإنجليزية، أشاد نتنياهو بشيري لمحاربتها “مثل اللبؤة لحماية طفليها”.

ووصف نتنياهو حماس بأنهم “وحوش” لقتلهم الطفلين الصغيرين، وأيضا لقيام الحركة بإرسال جثة امرأة من غزة بدلا من شيري “في انتهاك صارخ للاتفاق”.

منذ هجوم السابع من أكتوبر، حسبما قال نتنياهو، “انتظرت إسرائيل بفارغ الصبر، على أمل أن ينجو مختطفينا من جحيم حماس”.

وقال وهو يرفع ذراعيه: “على الرغم من كل الصعوبات، نجحنا في إعادة العديد منهم إلى الوطن. لقد أنقذنا البعض. ولم نتمكن للأسف من إنقاذ البعض الآخر”، مضيفا “أصبح طفلا عائلة بيباس على وجه الخصوص رمزا لمن نحن، ولمن نقاتل ضدهم”.

وقال: “اليوم، تهتز السماء”، وأصر على أن “العالم المتحضر بأكمله” يجب أن يدين جرائم القتل.

ووعد نتنياهو بتقديم “المتوحشين الذين أعدموا رهائننا” إلى العدالة، مضيفا “إنهم لا يستحقون أن يمشوا على هذه الأرض. لن يوقفني شيء. لا شيء”.

هرتسوغ: “هذا انتهاك صادم ومروع” للهدنة

رثى الرئيس يتسحاق هرتسوغ مقتل الطفلين بيباس وندد بحركة حماس بسبب “التضليل” المروع الذي مارسته فيما يتعلق بوالدتهما.

وقال: “تم التعرف على جثتي أريئل وكفير، الطاهرتين والبريئتين، بينما تظل والدتهما الحبيبة شيري في الأسر. هذا انتهاك صادم ومروع لاتفاق وقف إطلاق النار، وعمل وحشي آخر من قبل إرهابيي حماس، الذين يواصلون إظهار عدم احترام تام للإنسانية”.

وفيما يتعلق بالإفراج المتوقع عن ستة رهائن يوم السبت، قال الرئيس إن إسرائيل “تنتظر بفارغ الصبر” عودتهم.

الرئيس يتسحاق هرتسوغ يلقي بيانا بشأن اتفاق إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار الذي وافقت عليه إسرائيل وحماس في 15 يناير، 2025. (Screenshot, GPO)

وقال إن إسرائيل “يجب أن تفعل كل ما في وسعها لإعادة كل أخواتنا وإخوتنا المختطفين إلى ديارهم. جميعهم. حتى آخر واحد”.

وعلى الرغم من فشل حماس في إعادة شيري بيباس إلى إسرائيل، قال مصدر إسرائيلي لم يذكر اسمه لموقع “واينت” الإخباري إن القدس لا تريد قطع صفقة إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار مع حماس في هذه المرحلة، حيث من المقرر إطلاق سراح الرهائن الستة الأحياء المتبقين من المرحلة الأولى يوم السبت.

بدلا من ذلك، قدمت إسرائيل احتجاجا للدول الوسيطة بينما تدرس خطواتها التالية، حسبما قال المصدر، الذي أضاف أن أفعال حماس تسببت بـ”صدمة كبيرة”.

وقال المصدر “نطالب بإعادة شيري”، لكنه أضاف أنه من “المهم” بالنسبة لإسرائيل أن “تتم الجولات الأخرى [من عمليات الافراج عن الرهائن] كما هو مخطط لها”.

ولهذه الغاية، أفاد موقع واينت أن الجيش يستعد للإفراج المتوقع عن الرهائن عومر شيم طوف، وطال شوهم، وإيليا كوهين، وعومر فينكورت، الذين اختُطفوا جميعا في 7 أكتوبر. ومن المتوقع أيضا أن تطلق حماس سراح أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذين تحتجزهما الحركة منذ دخولهما القطاع في عامي 2014 و2015 تباعا.

ويُعتقد أن هؤلاء هم آخر الرهائن الأحياء – باستثناء شيري بيباس، التي لا تزال إسرائيل غير قادرة على التحقق من وضعها – على قائمة المختطفين ضمن “الفئة الانسانية” الذين سيتم إطلاق سراحهم خلال المرحلة الأولى الجارية من الصفقة، والتي تقترب من نهايتها. ومن المتوقع أن تعيد حماس رفات أربعة رهائن آخرين قُتلوا يوم الخميس المقبل.

الصف العلوي من اليسار: عومر شيم طوف، طال شوهام، إيليا كوهين. الصف السفلي من اليسار: أفيرا منغيستو، هشام السيد، عومر فينكرت. (Courtesy)

يدعو الجزء الثاني من الصفقة المكونة من ثلاث مراحل إلى إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين، مقابل إنهاء الحرب بشكل دائم وإطلاق سراح المزيد من السجناء الأمنين الفلسطينيين.

وأدلت الحكومة بتصريحات متضاربة بشأن مستقبل الاتفاق، فتارة تقول إنها تنوي المضي قدما في المرحلة الثانية، وتارة أخرى تفتح الباب أمام العودة للقتال.

“الإفراج وليس الانتقام”

في معرض حديثه عن عملية الإفراج المقررة يوم السبت، قال منتدى عائلات المختطفين إنه شعر “بصدمة مروعة” عندما علم أن الجثة التي تم تسليمها لم تكن جثة شيري أو أي رهينة أخرى، ودعا الحكومة إلى إيجاد طريقة لإعادتها في أسرع وقت ممكن.

وناشد المنتدى إسرائيل “الوقوف بحكمة ومسؤولية في مواجهة انتهاكات الاتفاق، وعدم الاستسلام”.

وبدا أن كيبوتس نير عوز، الذي اختُطفت منه عائلة بيباس، رد بشكل مباشر على تصريحات نتنياهو السابقة، حيث قال في بيان إن الكيبوتس يقف وراء “المطلب الواضح لعائلة بيباس: الإفراج وليس الانتقام”.

تظهر هذه الصورة غير المؤرخة التي قدمها منتدى عائلات المختطفين، شيري بيباس، التي اختُطفت واقتيدت إلى غزة في 7 أكتوبر، 2023. (Hostages Family Forum via AP)

وقال الكيبوتس إن أريئل كان “طفلا مبتسما ومرحا”، متذكرا شعره الأحمر الزاهي، وكيف “أحب الأبطال الخارقين والجرارات والسيارات، ولم يتوقف أبدا عن القفز والتسلق”.

وقال نير عوز في رثائه: “كان كفير طفلا هادئا ومبتسا، أينما ذهبنا كان يبتسم بسعادة لأي شخص يمد يده إليه”.

وأضاف الكيبوتس “في هذه اللحظات الصعبة، نطالب بالعودة الفورية لوالدتهما شيري بيباس، ولن نتوقف عن النضال حتى عودتها، مع كل الرهائن من الكيبوتس ومن دولة إسرائيل”.

“ألم لا يسبر غوره”

وسارع المشرعون من الائتلاف والمعارضة على حد سواء إلى التعبير عن حزنهم على مقتل أريئل وكفير، اللذين أسرت محنتهما قلوب الأمة على مدى الأشهر الستة عشر الماضية، وأدانوا حماس لفشلها في إعادة والدتهما.

وكتب زعيم المعارضة يائير لبيد في منشور على منصة X “طفلان صغيران قُتلا، عادا بدون والدتهما. حماس قاتلة أطفال حقيرة، وتستمر في الإساءة لأمة بأكملها”.

وأضاف “الصدمة عميقة والألم لا يسبر غوره”، وبعث بتعازيه إلى ياردين بيباس، الذي تم إطلاق سراحه هو بنفسه من أسر حماس في الأول من فبراير.

وأضاف لبيد “في هذا الصباح، يجب على إسرائيل أن تطالب الوسطاء بإعادة جميع الأحياء والأموات في أسرع وقت ممكن. يجب أن ينتهي هذا الكابوس. لم يعد بإمكان العائلات حبس أنفاسها”.

تظهر هذه الصورة غير المؤرخة التي قدمها منتدى عائلات المختطفين أريئل بيباس، الذي اختطفه مسلحون واحتجزوه في غزة كرهينة في 7 أكتوبر، 2023. (Hostages Family Forum via AP)

وشارك عضو الكنيست أرييه درعي، الذي يترأس حزب “شاس” الحريدي السفاردي، اقتباسا من سفر المراثي (1:12): “تَطَلَّعُوا وَانْظُرُوا إِنْ كَانَ حُزْنٌ مِثْلُ حُزْنِي الَّذِي صُنِعَ بِي”.

وكتب درعي على منصة X أن “القلب ينفطر بسماع هذه الأخبار المروعة بشأن مقتل الطفلين الغاليين”، مضيفا “لقد ضاعفت حماس خطئية بأخرى، وبشكل ساخر ومروع تركت شيرس بيباس، والدة الطفلين البريئين، في الأسر. يجب على العالم أن ينظر إلى هذا الرعب بعينيه، ليفهم عمق الشر، وأن يقف بلا تردد إلى جانب إسرائيل في نضالها العادل ضد الإرهاب المجرم”.

وأضاف متعهدا “حتى عندما يكون الألم لا يطُاق، فإننا متحدون ومصممون على إعادة جميع إخوتنا الأسرى، الأحياء والأموات، والعمل بقبضة من حديد لتدمير حماس. أدعو الله أن تظل ذكريات الطفلين البريئين محفوظة إلى الأبد”.

عضو الكنيست أرييه درعي يحضر جلسة للهيئة العامة للكنيست في القدس في 10 فبراير، 2025. (Yonatan Sindel/Flash90)

وحذر زعيم حزب “الصهيونية المتدينة” بتسلئيل سموتريتش، الذي عارض اتفاق وقف إطلاق النار والافراج عن الرهائن وهدد بالانسحاب من الائتلاف الحاكم إذا لم تعد إسرائيل إلى القتال بعد مرحلته الأولى، من أن “الانتهاكات الجسيمة من جانب حماس والاساءة المستمرة لا يمكن تجاهلهما، ولا يمكن تجاهل معرفتهم بأنهم قتلوا بوحشية الصغيرين أريئل وكفير في الأسر”.

وقال وزير المالية اليميني المتطرف: “الحل الوحيد هو تدمير حماس، ويجب ألا نؤخر ذلك. كل يوم يمر دون العودة إلى تدمير حماس يُنظر إليه على أنه ضعف، وقد ينتهي بنا الأمر، لا قدر الله، إلى دفع ثمن باهظ ومؤلم، مثل السابع من أكتوبر”.

مطالبات للأمم المتحدة بإدانة حماس

في أعقاب الكشف عن هذه المعلومات، قال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون صباح الجمعة إن حماس سلمت جثة شخص غريب إلى إسرائيل بدلا من رفات الرهينة “كما لو كانت شحنة لا قيمة لها”.

وأضاف دانون “هذا مستوى متدن جديد، شر وقسوة لا مثيل لهما. لا توجد كلمات بإمكانها وصف مثل هذه الفظاعة”.

وطلب من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإدانة “هذه الجريمة الشنيعة” والدعوة إلى إعادة شيري بيباس فورا.

منذ اقتحام حماس لجنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 – عندما قتل آلاف المسلحين بقيادة حماس حوالي 1200 شخص واحتجزوا 251 آخرين كرهائن، مما أشعل فتيل الحرب التي تلت ذلك – رفض مجلس الأمن إدانة الحركة الفلسطينية.

داني دانون، السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة، 18 ديسمبر، 2024. (AP Photo/ Seth Wenig)

لا يزال 67 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر في غزة، بما في ذلك جثث ما لا يقل عن 35 قتيلا أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.

حتى الآن أفرجت حماس عن 24 رهينة – 14 مدنيا إسرائيليا، وخمس مجندات وخمسة مواطنين تايلانديين – خلال وقف إطلاق النار الذي بدأ في يناير. كما أطلقت الحركة سراح 105 مدنيين خلال الهدنة التي استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر 2023، كما تم إطلاق سراح أربع رهائن قبل ذلك

وحررت القوات الإسرائيلية ثماني رهائن أحياء، كما تم العثور على جثث 40 رهينة، بما في ذلك ثلاثة قُتلوا عن طريق الخطأ بنيران الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم الهروب من خاطفيهم.

كما تحتجز حماس إسرائيلييّن اثنين دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى رفات جندي إسرائيلي قُتل في عام 2014. كما تم استعادة رفات جندي إسرائيلي آخر، قُتل هو أيضا في عام 2014، من غزة في يناير.

اقرأ المزيد عن