نتنياهو يناقش قضية الرهائن مع ترامب، ومسؤولون إسرائيليون يقولون أنه قد يتم التوصل إلى اتفاق خلال أيام
بينما يجتمع المجلس الوزاري الأمني المصغر، تقول التقارير إن النقطة الشائكة في المحادثات هي عدد الأسرى والرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم؛ نتنياهو يقول إن المكالمة الهاتفية مع الرئيس المنتخب أكدت على الحاجة إلى "استكمال انتصار إسرائيل"
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد أنه ناقش مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الجهود الجارية لإعادة الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة، حيث أشار المسؤولون الإسرائيليون إلى أنه يمكن التوصل إلى اتفاق في أقل من أسبوعين على الرغم من نقاط الخلاف في المفاوضات.
وقال نتنياهو أنه وترامب تحدثا “مطولا عن الجهود التي نبذلها لتحرير مختطفينا”، لكنه رفض الخوض في التفاصيل، مضيفا “نحن نعمل طوال الوقت، دون راحة، لإعادة مختطفينا إلى ديارهم، الأحياء والقتلى معا”، لكنه أضاف: “كلما قل الحديث عن ذلك، كان ذلك أفضل – بهذه الطريقة، بعون الله، سننجح”.
وقال مسؤول إسرائيلي لم يذكر اسمه لصحيفة “يسرائيل هيوم” يوم الأحد إن اتفاقا لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن من المرجح أن يتم الانتهاء منه بحلول عيد الحانوكا، الذي يبدأ هذا العام في مساء 25 ديسمبر.
ولكن في الوقت الحالي، النقطة الشائكة في المحادثات هي حول عدد الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم في صفقة جزئية، وفقا للقناة 13. وذكر التقرير أن حماس تصر على إطلاق سراح عدد أقل بكثير مما تطالب به إسرائيل، في حين أن إسرائيل ليست على استعداد للتزحزح عن موقفها.
وأفادت أخبار القناة 12 مساء الأحد أنه خلال محادثة نتنياهو وترامب، أخبر رئيس الوزراء الرئيس المنتخب أن الولايات المتحدة يجب أن تضغط على المفاوضين للموافقة على إطلاق سراح عدد أكبر بكثير من الرهائن، وأن حماس تعرض حاليا “عددا غير مقبول” من الرهائن للإفراج عنهم ضمن الفئة “الإنسانية”.
كما عقد نتنياهو مساء الأحد اجتماعا للمجلس الوزاري الأمني المصغر في مقر القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي في القدس، وشارك في الاجتماع أيضا رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي والمستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا.
وقال رئيسا جهازي الموساد والأمن الداخلي (الشاباك) للوزراء إن هناك استعدادا جديدا لدى حماس للتوصل إلى اتفاق، وفقا لموقع “واينت”، نقلا عن مسؤول إسرائيلي كبير. وقال المسؤول: “التقدير هو أننا سنكون قادرين على التوصل إلى اتفاق في غضون أسابيع”.
كما ناقش الوزراء الوضع الأمني في الضفة الغربية، حيث أدت الاشتباكات الأخيرة بين قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية والجماعات المسلحة المحلية إلى زيادة العنف المتصاعد بالفعل، والذي يخشى المسؤولون الإسرائيليون من أنه قد يمتد إلى إسرائيل نفسها.
في غضون ذلك، سيزور آدم بوهلر، الذي اختاره ترامب لمنصب المبعوث الخاص للولايات المتحدة لشؤون الرهائن، إسرائيل بهدوء هذا الأسبوع، وفقا لتقرير في موقع “واينت”. ورغم أنه سيأتي بصفته مواطنا خاصا، فمن المتوقع أن يلتقي بمسؤولين إسرائيليين بشأن الرهائن في غزة، وفقا للموقع الإخباري.
وأفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأسبوع الماضي أن حماس رضخت لمطلب إسرائيلي بأن يبقى الجيش الإسرائيلي في غزة مؤقتا بموجب اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن، بعد أن رفضت سابقا إطلاق سراح المزيد من الرهائن ما لم توافق إسرائيل على الانسحاب الكامل من الجيب وإنهاء الحرب، وهو ما رفضته الحكومة.
تعتقد إسرائيل أن 96 من أصل 251 رهينة اختطفهم مسلحو حماس في 7 أكتوبر ما زالوا في القطاع، وهو رقم يشمل جثث ما لا يقل عن 34 رهينة أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
وفي رسالة فيديو صدرت يوم الأحد، قال نتنياهو إن محادثته مع ترامب كانت “ودية للغاية ودافئة للغاية ومهمة للغاية”، وركزت على الحاجة إلى “استكمال انتصار إسرائيل” – بعد أسبوع من السقوط المفاجئ لنظام بشار الأسد في سوريا وبعد عدة أسابيع من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة حزب الله في لبنان.
وقال نتنياهو أيضا إن إسرائيل “تغير الشرق الأوسط”، مشيرا إلى أنه تعهد قبل عام بأن تفعل البلاد ذلك في حملتها العسكرية، وقد فعلت ذلك بالفعل. وقال رئيس الوزراء: “سوريا ليست سوريا نفسها، ولبنان ليس لبنان نفسه، وغزة ليست غزة نفسها، وزعيم المحور – إيران – ليس إيران نفسها”.
وأضاف نتنياهو “نحن ملتزمون بمنع حزب الله من إعادة التسلح. هذا اختبار مستمر لإسرائيل، يجب أن نواجهه – وسوف نواجهه. أقول لحزب الله وإيران بعبارات لا لبس فيها – لمنعكم من إيذائنا، سنستمر في العمل ضدكم بقدر ما هو ضروري، في كل ساحة وفي جميع الأوقات”.
دخلت إسرائيل وحزب الله في اتفاق هش لوقف إطلاق النار في الشهر الماضي، والذي صمد إلى حد كبير، بعد أكثر من عام من الهجمات اليومية بالصواريخ والمسيّرات ضد إسرائيل من قبل الجماعة اللبنانية المدعومة من إيران. ومع ذلك، ضربت إسرائيل العديد من عناصر ومواقع حزب الله، ردا على انتهاكات مزعومة لوقف إطلاق النار، والتي بموجبها لن يعمل حزب الله في جنوب لبنان على الإطلاق.
كما دمرت جولات من الغارات الجوية الإسرائيلية هذا الأسبوع ما يقدر بنحو 80٪ من الأصول العسكرية لنظام الأسد المنهار في سوريا، وسط مخاوف من أن تقع أسلحة الدكتاتور في أيد معادية وسط استيلاء فوضوي لقوات المتمردين بقيادة جهاديين على البلاد.
وفي مقطع الفيديو الذي نشره، أكد نتنياهو أن الضربات في سوريا نُفذت لضمان عدم استخدام الأسلحة ضد إسرائيل في المستقبل. وقال إن إسرائيل ضربت أيضا طرق إمداد حزب الله بالأسلحة، واستشهد بتصريح الأمين العام للجماعة، نعيم قاسم، بأن “حزب الله فقد طريق الإمداد العسكري عبر سوريا في هذه المرحلة”.
وأكد نتنياهو أنه “ليس لدينا مصلحة في صراع مع سوريا”، مضيفا “سنحدد سياسة إسرائيل تجاه سوريا وفقا للواقع الناشئ على الأرض”، مشيرا إلى أن الواقع الإقليمي الآن “ديناميكي – يتغير بسرعة”.