إسرائيل في حالة حرب - اليوم 374

بحث

نتنياهو يقول أن إسرائيل ’ملتزمة’ باقتراح بايدن على الرغم من تأييده في وقت سابق لـ”اتفاق جزئي”

في نقاس محتدم في الكنيست، بدا أن نتنياهو يناقض تصريح سابق له حول اقتراح الهدنة والرهائن، ويدعي أن صفقات الغواصات المثيرة للجدل "ضرورية" للدفاع ضد إيران

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الكنيست، القدس، 24 يونيو، 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الكنيست، القدس، 24 يونيو، 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)

أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الاثنين أن البلاد “ملتزمة بالاقتراح الإسرائيلي [لوقف إطلاق النار] الذي رحب به الرئيس [الأمريكي] بايدن. موقفنا لم يتغير”، خلال جلسة للكنيست دعا إليها أعضاء المعارضة.

خلال النقاش البرلماني المحتدم، تبادل نتنياهو وزعيم المعارضة يائير لابيد الانتقادات اللاذعة، وغادر كل منهما منصة الكنيست وعادا إليها عدة مرات لدحض اتهامات بعضهما البعض، بينما صرخ أعضاء الكنيست الآخرون وقاطعوا.

ويبدو أن توضيح نتنياهو بشأن صفقة إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار يتناقض مع مقابلة تلفزيونية مساء الأحد قال فيها إنه “مستعد للتوصل إلى اتفاق جزئي… من شأنه أن يعيد بعض الناس إلينا”، في حين أنه “ملزم بمواصلة القتال بعد انتهاء الهدنة من أجل استكمال هدفنا المتمثل في تدمير حماس”.

ويعتقد أن الاقتراح الإسرائيلي، الذي أعلنه بايدن في أواخر مايو، ينص على وقف مؤقت لإطلاق النار في المرحلة الأولى من الصفقة، على أن يمتد إلى “هدوء مستدام (وقف العمليات العسكرية والأعمال العدائية بشكل دائم)” في المرحلة الثانية.

ولكن نفى نتنياهو مرارا أن الاقتراح الإسرائيلي ينص على إنهاء الحرب قبل أن تحقق إسرائيل هدفيها المعلنين المتمثلين في تدمير حماس وإعادة جميع الرهائن إلى الوطن.

وفي الكنيست، أصر نتنياهو يوم الاثنين على أن الحملة الإسرائيلية في غزة ستستمر “حتى نقضي على قدرات حماس العسكرية والحكومية. حتى نعيد رهائننا الـ 120، أحياء وأمواتا، حتى نتمكن من ضمان أن غزة لم تعد تشكل تهديدا لإسرائيل وحتى يتمكن سكان الجنوب والشمال من العودة بأمان إلى منازلهم”.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الكنيست، القدس، 24 يونيو، 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)

وقال “لن يوقفنا شيء”، مضيفا أن إسرائيل تخوض “معركة وجودية، على سبع جبهات… بقيادة إيران”.

“سنحبط هذه الحملة. سنحبطها لأن إيران مخطئة بشأننا – بشكل كبير”، واتهم طهران بالفشل “في الأخذ في الاعتبار قوتنا وقدراتنا وتصميمنا على الدفاع عن أنفسنا وتحصيل ثمن مدمر من مهاجمينا”.

وقال العضو المراقب في المجلس الحربي السابق، عضو الكنيست غادي آيزنكوت، أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست يوم الاثنين إن تصريحات نتنياهو في الليلة السابقة تتعارض مع القرارات التي اتخذها المجلس الحربي.

“كشخص جلس في المجلس، لم يكن هناك سوى خيارين: صفقة كاملة دفعة واحدة، أو صفقة شاملة على ثلاث مراحل. لقد صوت المجلس بالإجماع على هذه المسألة، وبالتالي فإن تصريح نتنياهو حول +الصفقة الجزئية+ يتعارض مع قرارات المجلس الحربي. ربما كانت زلة لسان… هذا يتطلب توضيحا فوريا من رئيس الوزراء”.

واختطفت حماس 251 شخصا في 7 أكتوبر، عندما اقتحم آلاف المسلحين بقيادة الحركة جنوب إسرائيل وقتلوا حوالي 1200 شخص، مما أدى إلى اندلاع الحرب في غزة. ويعتقد أن 116 رهينة اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة، رغم أن العشرات يعتقد أنهم لقوا حتفهم.

وبعد نتنياهو، انتقد لابيد “السيد رئيس الوزراء، الشيء المدهش هو أنك لم تفهم الأمر بعد. أنت لم تستوعب بعد. لن يكون هناك إرث. لن يكون هناك متحف باسمك، لن يكون هناك ساحة، لن تكون هناك نافورة بنيامين نتنياهو. لن يكون هناك سوى شيء واحد: 7 أكتوبر”.

زعيم المعارضة يائير لابيد في الكنيست، القدس، 24 يونيو، 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)

وفي إشارة إلى إخفاقات الحكومة في الفترة التي سبقت هجوم 7 اكتوبر، قال لابيد لنتنياهو: “كل ما توقعته حدث عكسه. لقد قلت أن حماس تم ردعها ولن تهاجم. أعلم أنك تريد أن ننسى ذلك، لكننا لم ننسى”.

“ان إرثك الوحيد سيكون هذا الدمار. كل ما سيبقى منك سطرين في كتب التاريخ: في عهده عانى الشعب اليهودي من أفظع مذبحة منذ المحرقة، ورفض تحمل المسؤولية حتى تمت إقالته. هذا كل ما سيتم كتابته”.

ومضى زعيم المعارضة قائلا إن هدف نتنياهو “بأكمله، منذ اللحظة التي دخل فيها إلى هنا، هو تجنب الحديث عن الغواصات” – في وقت سابق من يوم الإثنين، حذرت لجنة تحقيق حكومية رئيس الوزراء بشأن سلوكه فيما يسمى “قضية الغواصات”.

وتحقق اللجنة في مزاعم الفساد والرشوة في سلسلة من الصفقات الغامضة لشراء غواصات وسفن بحرية بقيمة حوالي 2 مليار دولار تمت في ظل حكومة نتنياهو السابقة. وأسستها حكومة التناوب بين لابيد ونفتالي بينيت في عام 2022.

وجاء في بيان مؤلف من 11 صفحة أصدرته اللجنة يوم الاثنين أن نتنياهو، خلال فترة رئاسته للوزراء بين عامي 2009-2016، اتخذ قرارات ذات “تداعيات كبيرة على الأمن” دون عملية صنع قرار منظمة، وتجاوز حكومته من أجل التوصل إلى اتفاقيات مع ألمانيا بشأن عدد من القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية، وقام بعمليات شراء دفاعية “دون عمل منظم للموظفين [في حين] خرج عن الاحتياجات التشغيلية التي حددتها الحكومة”.

وقال لابيد مازحا “لا سمح الله أن نطرح الأسئلة التي يجب طرحها”.

كما أثار عضو الكنيست جدعون ساعر (الأمل الجديد) موضوع “قضية الغواصات”، قائلا إن “دولة إسرائيل تحت التحذير”، بعد أن حذرت اللجنة رئيس الوزراء من أنه قد يتأثر سلبا بنتائج التحقيق.

رئيس حزب الأمل الجديد، عضو الكنيست جدعون ساعر في الكنيست، القدس، 24 يونيو، 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)

وفي إشارة إلى أن نتنياهو متهم بتجاوز حكومته ووزرائه والمؤسسة الأمنية وغيرهم في عملية صنع القرار، صرخ ساعر “أنت لست إمبراطورًا! أنت لست ملكا!”

وفي تصريحاته في الكنيست، وعلى الرغم من ادعائه أنه “لم يكن ينوي التطرق إلى لجان التحقيق في زمن الحرب”، دافع رئيس الوزراء عن قراراته فيما يتعلق بشراء الغواصات والسفن الحربية، قائلا إنها “كانت ولا تزال ضرورية لضمان أمننا ضد محور الشر إيران”.

وقال إن الجيش استخدم بعض السفن خلال الحرب المستمرة في غزة، وأنها “أنقذت العديد من الأرواح”.

“ماذا كان سيحدث لو لم أتخذ قرار شراء هذه السفن؟ هل تتحدث معي عن الإجراءات البيروقراطية؟ أنا أتحدث عن أمن إسرائيل. لقد كان قراري ضروريا لأمن إسرائيل. لقد أثبت الواقع ذلك بالفعل، وسيثبت التاريخ ذلك بشكل أكثر حسما”.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزعيم المعارضة يائير لابيد في الكنيست، القدس، 24 يونيو، 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)

كما هاجم ساعر الحكومة لفشلها في تعيين رئيس جديد للمحكمة العليا، واتهمها بأنها “لا تزال تحاول” “سحق التقاليد الدستورية والحكومية [الإسرائيلية]”.

وقال: “أنت تتعمد خلق الفوضى. لماذا؟ لأن وزير العدل لا يملك الأغلبية في اللجنة ليختار من يريد. إذن ماذا تفعل؟ لا تختار أحدا!

وقالت المستشارة القضائية غالي باهاراف ميارا يوم الأحد أنه “لا يعقل أبدا” أن وزير العدل ياريف ليفين لم يعقد تصويتًا لاختيار رئيس للمحكمة العليا، وأضافت أن عدم تعيين رئيس دائم “يلحق أضرار خطيرة” بالذراع القضائي.

وجاءت المناقشة بعد أن تنظيم أسبوعًا من المظاهرات المناهضة للحكومة في جميع أنحاء البلاد للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة. كما دعا المتظاهرون إلى إعلان إضراب عام في جميع أنحاء إسرائيل كوسيلة للضغط على الحكومة للتوصل إلى اتفاق لتأمين إطلاق سراح الرهائن المتبقين.

وقال لابيد يوم الإثنين في الكنيست: “الحكومة المقبلة لن تكون حكومة يسار ولن تكون حكومة يمين، بل ستكون حكومة العاقلين”.

ساهم سام سوكول في إعداد هذا التقرير

اقرأ المزيد عن