إسرائيل في حالة حرب - اليوم 426

بحث

نتنياهو يرفض خطة أمريكية للتطبيع السعودي مقابل المسار إلى إقامة دولة فلسطينية – تقرير

بحسب تقرير لقناة NBC فإن الإدارة تتطلع إلى ما بعد عهد نتنياهو لمحاولة تحقيق أهدافها الإقليمية، لكن مسؤولين أمريكيين قالوا ل"تايمز أوف إسرائيل" إن بايدن لا يزال يسعى للعمل مع رئيس الوزراء

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، (على يمين الصورة)، يلتقي بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مقر وزارة الدفاع (الكيرياه) في تل أبيب، 9 يناير، 2024. (Kobi Gideon/GPO)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، (على يمين الصورة)، يلتقي بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مقر وزارة الدفاع (الكيرياه) في تل أبيب، 9 يناير، 2024. (Kobi Gideon/GPO)

أفاد تقرير أن بنيامين نتنياهو رفض اقتراحا من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يقضي بتطبيع السعودية  للعلاقات مع إسرائيل مقابل موافقة اسرائيل على تزويد الفلسطينيين بمسار نحو إقامة دولة فلسطينية.

أبلغ نتنياهو بلينكن خلال زيارته لإسرائيل الأسبوع الماضي أنه غير مستعد للتوصل إلى اتفاق يسمح بإقامة دولة فلسطينية، حسبما أفادت شبكة “NBC نيوز” يوم الأربعاء نقلا عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين كبار لم تذكر أسماءهم.

ورد بلينكن بأنه لا يمكن إزالة حماس من خلال الوسائل العسكرية وحدها وأن فشل القادة الإسرائيليين في الاعتراف بذلك سيؤدي إلى وضع يعيد فيه التاريخ نفسه، كما قال مسؤول أمريكي لـ”تايمز أوف إسرائيل”، مؤكدا هذه التفاصيل من التقرير.

جاء بلينكن إلى نتنياهو ومعه الاقتراح بعد أن حصل على التزامات من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وأربعة قادة عرب آخرين للمساعدة في تمويل إعادة إعمار غزة بعد الحرب ودعم عودة السلطة الفلسطينية بعد إصلاحها إلى القطاع، حسبما ذكرت NBC.

كما أخبر بن سلمان بلينكن أنه مستعد لتطبيع العلاقات مع إسرائيل كجزء من إعادة بناء قطاع غزة بعد الحرب بين إسرائيل وحماس، حسبما قال مسؤولان أمريكيان لتايمز أوف إسرائيل، مشيرين إلى أنه بالفعل يشترط هذا الاتفاق باتخاذ خطوات إسرائيلية تجاه سيادة فلسطينية. ومع ذلك، أشار المسؤولان إلى أن هذا الشرط لا يعني بأن هناك توقعات بأن= توافق إسرائيل على إقامة دولة فلسطينية على الفور.

وأفادت NBC أن الطلب الوحيد الذي وافق عليه نتنياهو هو عدم قيام إسرائيل بشن هجوم كبير ضد حزب الله في لبنان. وأكد المسؤولون الأمريكيون الذين تحدثوا مع تايمز أوف إسرائيل هذا الاتفاق.

لكنهم أشاروا إلى أن إسرائيل وافقت أيضا على طلب أمريكي رئيسي آخر، وهو أن تسمح لفريق من المسؤولين الأمميين بدخول غزة لإجراء تقييم فيما يتعلق بالشروط المطلوبة حتى يتمكن الفلسطينيون من العودة إلى منازلهم في شمال القطاع.

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن (على اليسار)، يلتقي بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، (الثاني على اليسار) خلال رحلته التي تستغرق أسبوعا والتي تهدف إلى تهدئة التوترات في الشرق الأوسط، في مدينة العلا السعودية، 8 يناير 2024. (Evelyn Hockstein/Pool Photo via AP)

وأشارت NBC إلى أن ثلاثة مسؤولين من الإدارة الأمريكية زعموا أن الإدارة تتطلع إلى ما بعد عهد نتنياهو في محاولة لتحقيق أهدافها في المنطقة، حيث قال أحدهم للشبكة التلفزيونية إن رئيس الوزراء “لن يبقى هناك إلى الأبد”. إلا أن مسؤوليّن أمريكييّن قالا لتايمز أوف إسرائيل إنه من حيث السياسية، فإن الولايات المتحدة لا تخطط فعليا إلى عهد ما بعد نتنياهو ولا تزال تسعى إلى العمل مع رئيس الوزراء الحالي، الذي لم يتحدث مع الرئيس الأمريكي جو بايدن هاتفيا منذ 20 يوما.

ومع ذلك، عقد بلينكن لقاءات مع أعضاء آخرين في الحكومة، من ضمنهم الوزير بيني غانتس، الذي يُنظر إليه على أنه خليفة محتمل لنتنياهو، وكذلك مع زعيم المعارضة يائير لبيد.

أحد المسؤولين الكبار في الإدارة الأمريكية الذين تحدثوا لشبكة NBC قال إن آمال بايدن في إعادة صياغة الشرق الأوسط بعد الحرب مرتبطة تماما بإقامة دولة فلسطينية، وهو ما يعني أنه من المرجح أن تضطر الإدارة الأمريكية إلى الانتظار حتى تكون هناك حكومة إسرائيلية جديدة.

وجاء تقرير NBC بعد يوم من تلميح بلينكن علنا إلى التطبيع مع السعودية إذا وافقت إسرائيل على خطوات تهدف إلى إقامة دولة فلسطينية في النهاية. خلال زيارة إلى دافوس، قال بلينكن إن هناك “معادلة جديدة” في الشرق الأوسط حيث يكون جيران إسرائيل العرب والمسلمون مستعدين لدمج الدولة اليهودية في المنطقة لكنهم ملتزمون بالقدر نفسه بالمسار إلى دولة فلسطينية.

وقال لشبكة NBC: “نحن في مكان الآن حيث الدول العربية، بما في ذلك دول مثل المملكة العربية السعودية، مستعدة، مرة أخرى، لاتخاذ خطوات في علاقتها مع إسرائيل لم تكن على استعداد للقيام بها من قبل. هذا يفتح مستقبلا مختلفا تماما، مستقبلا أكثر أمنا بكثير”.

وفي تعليقات ذات صلة، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك سوليفان في دافوس إن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين إلى جانب توسيع “اتفاقيات إبراهيم” هو أمر ممكن في “المستقبل القريب”، وأن الإدارة تعمل فعليا للدفع بدمج إسرائيل في المنطقة كوسيلة لمعالجة الأزمة في غزة. هذه التصريحات جاءت بعد أن أفاد تايمز أوف إسرائيل في الأسبوع الماضي بإن المحادثات التقنية بين الولايات المتحدة والسعودية بشأن اتفاق تطبيع بين القدس والرياض استمرت في خضم الحرب بين إسرائيل وحماس.

وقال ثلاثة مسؤولين إنه في حين أن المصالح الأوسع للدول المعنية لم تتغير منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر، فإن ثمن “المكون الفلسطيني الهام” في الصفة ارتفع.

وقال سوليفان يوم الثلاثاء: “تبين لنا أن أفضل نهج هو العمل نحو صفقة شاملة تتضمن التطبيع بين إسرائيل والدول العربية الرئيسية إلى جانب إحراز تقدم ملموس وأفق سياسي للشعب الفلسطيني”.

وأضاف “كان هذا هو هدفنا قبل 7 أكتوبر، وكان تقدمنا نحو هذا الهدف هو الذي سعت حماس إلى تدميره في 7 أكتوبر”، مشيرا إلى أن الإدارة لم تتخل عن جهودها.

مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك سوليفان يتحدث خلال الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، سويسرا، 16 يناير، 2024. (AP Photo/Markus Schreiber)

في رحلته الأخيرة إلى الشرق الأوسط قبل أسبوع، وصل بلينكن إلى إسرائيل مع اتفاق تقريبي يقضي بأن يساعد جيرانها ذوو الأغلبية المسلمة في إعادة إعمار غزة بعد الحرب ومواصلة التكامل الاقتصادي مع إسرائيل، ولكن فقط إذا التزمت الدولة اليهودية بالسماح في نهاية المطاف بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة.

اندلعت الحرب في غزة بسبب الهجوم الذي قادته حماس قبل ثلاثة أشهر، عندما اقتحم مسلحون فلسطينيون من غزة جنوب إسرائيل وقتلوا حوالي 1200 شخص، واحتجزوا حوالي 240 آخرين كرهائن. ردا على ذلك، شنت إسرائيل هجوما عسكريا على غزة بهدف الإطاحة بحماس وإعادة الرهائن.

ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل

اقرأ المزيد عن