إسرائيل في حالة حرب - اليوم 564

بحث

نتنياهو “غير متأكد” من إمكانية تقدم المفاوضات مع عودة رئيس الموساد من المحادثات في قطر

نتنياهو يقول في اجتماع لليكود إن إسرائيل تسعى أيضًا إلى "حلول جزئية"، لكن مقتل السنوار قد لا يكون محفزا؛ مصدر إسرائيلي يقول إن حماس لم ترد بعد على الوسطاء

متظاهرون يطالبون باتفاقية لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة، خارج مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، 26 أكتوبر 2024. (Erik Marmor/Flash90)
متظاهرون يطالبون باتفاقية لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة، خارج مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، 26 أكتوبر 2024. (Erik Marmor/Flash90)

عاد رئيس الموساد دافيد برنياع إلى إسرائيل يوم الاثنين من رحلة استغرقت 24 ساعة إلى قطر لمناقشة مقترحات بشأن صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، في حين أبدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تشاؤمه بشأن استئناف المفاوضات.

وبحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، ناقش برنياع ورئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية بيل بيرنز ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني “اقتراحا موحدا جديدا يجمع المقترحات السابقة ويأخذ في الاعتبار أيضاً القضايا الرئيسية والتطورات الأخيرة في المنطقة”، خلال اجتماعاتهم في الدوحة.

وتشير عبارة “التطورات الأخيرة” إلى مقتل زعيم حماس يحيى السنوار، العقل المدبر لهجوم السابع من أكتوبر في جنوب إسرائيل، في وقت سابق من هذا الشهر. وكان السنوار يعتبر على نطاق واسع العقبة الرئيسية أمام المفاوضات بين إسرائيل وحماس، لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت المفاوضات يمكن أن تنجح بعد وفاته.

وأضاف مكتب رئيس الوزراء أنه “في الأيام المقبلة ستستمر المناقشات بين الوسطاء ومع حماس لفحص جدوى المحادثات ومواصلة محاولة التوصل لصفقة”.

ومن بين الخيارات التي يتم مناقشتها حاليا اقتراح مصري بالإفراج عن أربعة رهائن خلال وقف إطلاق النار لمدة يومين، فضلا عن اقتراح قطري أميركي متعدد المراحل من شأنه في نهاية المطاف أن يؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء الحرب. وحاولت الاجتماعات، التي بدأت مساء الأحد، الجمع بين الاقتراحين.

وبحسب تسجيلات نشرتها قناة 12 الإخبارية، قال نتنياهو لأعضاء الحزب في اجتماع كتلة الليكود يوم الاثنين أنه سيوافق على الصفقة التي اقترحتها مصر لتحرير أربعة رهائن “على الفور”. ولكنه قال إن الفكرة حاليا مجرد اقتراح، ولا وجود لها بدون “نعم حاسمة” من حماس.

رئيس الموساد دافيد برنياع يحضر مراسم إحياء الذكرى السنوية للهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر، في جبل هرتسل في القدس، في 27 أكتوبر 2024. (Chaim Goldberg FLASH90)

وأضاف نتنياهو إن حماس تواصل طرح مطالب “لا تستطيع إسرائيل تلبيتها”، في إشارة إلى مطالبة الحركة بإنهاء الحرب. وأنه إذا تم إزالة هذه الشروط “فإن ذلك لن يكون لأنهم يريدون إزالتها”، بل لأن حماس “تريد ببساطة مساحة للتنفس”.

وقال لأعضاء حزبه: “نحن نعمل باستمرار لمحاولة استعادة الرهائن”، مضيفًا أنه والمفاوضين الإسرائيليين “يعملون حتى على إيجاد حلول جزئية. لكن ليس من المؤكد أن الفرص ستتطور فقط بسبب القضاء على السنوار”.

“تم تقديم خيارات لنا سنستفيد منها، وسنعيد من نستطيع إعادتهم، عندما نستطيع إعادتهم”.

وفي غضون ذلك، أعلن أحد كبار أعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي في محادثات الإفراج عن الرهائن استقالته المفاجئة. وأكد الجيش لاحقًا تقرير هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية “كان” عن استقالة العميد أورين سيتر.

كان سيتر نائبًا للواء (احتياط) نيتسان ألون، مبعوث الجيش الإسرائيلي للمفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن. وأفادت “كان” أن سيتر استقال من فريق المفاوضات بسبب الجمود في المحادثات.

وردا على التقرير، قال الجيش الإسرائيلي إن سيتر “عمل بلا كلل من أجل تعزيز الجهود الرامية إلى إعادة الرهائن”، منذ عودته إلى الجيش من إجازته قبل تقاعده المقرر العام الماضي. وقال الجيش “سيعود الضابط لمساعدة مقر الرهائن في المستقبل أيضا، حسب الحاجة”.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الكنيست، في القدس، في 28 أكتوبر 2024. (Yonatan Sindel/Flash90)

وأفاد موقع “واينت” الإخباري أن المرحلة التالية المخطط لها في الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق هي إشراك رئيس المخابرات المصرية حسن رشاد في المحادثات، ثم الانتقال إلى المفاوضات بين مجموعات العمل، حيث ستشارك حماس بشكل غير مباشر. والهدف النهائي هو صياغة اقتراح شامل، وإدراج حل دبلوماسي للقتال في لبنان أيضًا، وفقًا للتقرير.

وقال مسؤول إسرائيلي لـ”تايمز أوف إسرائيل” يوم الاثنين إن إسرائيل والوسطاء لم يتلقوا ردا رسميا من حماس على المقترحات المختلفة المتداولة.

وأضاف أن إسرائيل “تفحص كل الاحتمالات” للتوصل إلى اتفاق، وهي مستعدة للتفاوض بشأن أي مقترح.

ومع ذلك، قال المسؤول إن حماس ستطالب بإنهاء الحرب في غزة كشرط لأي اتفاق. “نحن لسنا على استعداد للقيام بذلك”، أضاف.

ولا تعرف إسرائيل بوضوح الجهة التي تتخذ القرارات بشأن محادثات الرهائن في حماس بعد مقتل السنوار، “لم يجروا انتخاباتهم التمهيدية بعد، وحماس في الخارج في حالة من الفوضى”.

خيام تؤوي نازحين فلسطينيين في منطقة المواصي في خان يونس جنوب قطاع غزة في 23 أكتوبر 2024. (Bashar TALEB / AFP)

وقالت مصادر في حماس لقناة الشرق الإخبارية السعودية يوم الأحد إن الحركة تفضل “صفقة شاملة” وليس مجزأة، وستقدم للمفاوضين اقتراحا بإنهاء الحرب على الفور وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وتبادل عدد معين من الأسرى الأمنيين الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين دفعة واحدة.

وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه “سنستمع إلى ما يحمل [المفاوضون] من عروض، لكن من جانبنا نفضل صفقة شاملة تجري على مرحلة واحدة تنهي الحرب مرة واحدة وإلى الأبد، مقابل عملية تبادل أسرى يجري بموجبها إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية”.

وذكرت عدة وسائل إعلام عبرية أيضا أن حماس تطالب بإعادة جثمان السنوار إليها في أي اتفاق محتمل.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس في قطر حسام بدران يوم الاثنين إن الحركة منفتحة على التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل.

وقال بدران: “مطالبنا واضحة ومعلنة ويمكن الوصول لصفقة؛ بشرط إلزام نتنياهو بما تم الاتفاق عليه”. ولم يتضح ما إذا كانت تعليقاته ردا على تقارير عن الاقتراح المصري.

وتعتقد إسرائيل أن 97 رهينة ـ من بينهم 34 أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم ـ ما زالوا محتجزين لدى حماس في غزة، من بين 251 رهينة اختطفوا في السابع من أكتوبر. وأطلقت حماس سراح 105 منهم خلال هدنة استمرت أسبوعاً في أواخر نوفمبر، وأطلقت سراح أربعة قبل ذلك. وتمكنت القوات الإسرائيلية من إنقاذ ثمانية رهائن، كما تم انتشال جثث 37 رهينة من القطاع.

ورغم الجهود المكثفة التي بذلتها الولايات المتحدة ومصر وقطر للمساعدة في التوصل إلى اتفاق، تظل المفاوضات الرامية إلى إطلاق سراح المزيد من الرهائن متعثرة منذ قرابة 11 شهرا.

اقرأ المزيد عن