رئيس الوزراء الليبي التقى مع رئيس الموساد في الأردن العام الماضي لمناقشة تطبيع العلاقات – تقرير
اللقاء السري عُقد عام 2022 في عمّان بإشراف أمريكي وبمشاركة الإمارات

أفادت صحيفة “الأخبار” اللبنانية يوم الإثنين أن رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة عقد لقاء مع رئيس الموساد، دافيد برنياع، في العاصمة الأردنية عمّان في عام 2022 لمناقشة خطوات عملية لتطبيع العلاقات بين ليبيا وإسرائيل.
يأتي التقرير بعد أيام من قيام الدبيبة بإقالة وزيرة خارجيته نجلاء المنقوش للقائها مع نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين في روما، بدعوى أنها فعلت ذلك دون علمه.
وفقا لصحيفة “الأخبار”، فإن الكشف عن الاجتماع ورد في “وثيقة دبلوماسية سرية” نقلها السفير الليبي في عمّان عبد الباسط البدري إلى سفير دولة عربية أخرى.
وكان الغرض من اللقاء هو مناقشة إمكانية تقديم الدعم السياسي والعسكري الإسرائيلي للدبيبة الذي يحكم الجزء الغربي من ليبيا، مقابل إقامة علاقات رسمية مع اسرائيل.
وبحسب ما ورد كان اللواء أحمد حسني، مدير المخابرات الأردنية، مسؤولا عن التفاصيل العملية واللوجستية لضمان عقد الاجتماع في سرية تامة.
وليبيا الغنية بالنفط، التي انزلقت إلى حالة من الفوضى بعد الإطاحة بالديكتاتور معمر القذافي ومقتله في ثورة دعمها حلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 2011، مقسمة منذ عام 2014 بين إدارتين متنافستين في الشرق والغرب. ويحكم رئيس الوزراء الدبيبة، رئيس الحكومة المعترف بها دوليا، من طرابلس على الجزء الغربي من البلاد، بينما يخضع الشرق لسيطرة الرجل العسكري القوي الجنرال خليفة حفتر. ولقد شن الأخير هجوما يهدف إلى الاستيلاء على طرابلس في عام 2019، بدعم من الإمارات العربية المتحدة ومصر وروسيا.
ويُزعم أن اللقاء في العاصمة الأردنية كان بمبادرة من الأردن والإمارات، وهما دولتان عربيتان تربطهما علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، تحت إشراف أمريكي. وشاركت الإمارات بشرط أن تشمل اتفاقية التطبيع المحتملة أيضا حكومة خليفة حفتر التي تدعمها.
وكان نجل حفتر قد قام بحسب تقرير في صحيفة “هآرتس” بزيارة إلى إسرائيل في أواخر عام 2019 عرض خلالها إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين مقابل الدعم الإسرائيلي. لقد تجنبت إسرائيل اتخاذ موقف علني بشأن الحرب؛ ومع ذلك، يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها متحالفة مع مصر والإمارات في دعم حفتر.
يدير الموساد منذ فترة طويلة علاقات إسرائيل السرية مع الدول التي لا تقيم اسرائيل معها علاقات دبلوماسية رسمية.

وبحسب الوثيقة الدبلوماسية التي كشفت عنها صحيفة “الأخبار”، قال السفير الليبي في الأردن أيضا إن العلاقات مع إسرائيل تجري مناقشتها في قنوات دبلوماسية أخرى. وبحسب ما ورد يقود المغرب أيضا اتصالات لإقامة علاقات بين الدولة اليهودية وشخصيتين بارزتين أخريين في المشهد السياسي الليبي المجزأ، وهما رئيس مجلس النواب في شرق البلاد، عقيلة صالح عيسى، وهو مرشح رئاسي موال لحفتر، ورئيس مجلس الدولة الليبي خالد المشري الذي يتخذ من غرب البلاد مقرا له.
يأتي التقرير في “الأخبار” بعد أسبوع فقط من قيام كوهين بالكشف عن عقده لقاء غير مسبوق مع المنقوش. ولقد أثار الاعلان احتجاجات في طرابلس ومدن أخرى في ليبيا المعروفة بدعمها للقضية الفلسطينية منذ فترة القذافي.
في حين أن الدبيبة تنصل علنا من الاجتماع، إلا أن عددا من المسؤولين الكبار في الحكومة الليبية قالوا إن رئيس الوزراء كان أعطى الضوء الأخضر لإجراء المحادثات وتم إطلاعه على تفاصيلها لاحقا.
وأفادت تقارير أن الإعلان بشأن اللقاء في روما، الذي كان من المفترض أن يتم بسرية، أثار غضب وزارة الخارجية الأمريكية، التي وبخت، كما ورد، مسؤولين إسرائيليين كبارا على “السلوك غير المسؤول” لوزير الخارجية كوهين وقالت إنه أضر بكل الجهود الجارية لتسريع التطبيع بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.
ساهمت وكالات في هذا التقرير