رئيس الوزراء القطري يلتقي بعائلات رهائن إسرائيليين في الدوحه – تقرير
آل ثاني يتحدث مع ذوي المخطوفين المحتجزين لدى حماس ويقول إن المفاوضات بشأن إطلاق سراحهم أصبحت أكثر صعوبة بعد اغتيال العاروري في بيروت في الأسبوع الماضي
التقى رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مع عائلات رهائن إسرائيليين محتجزين في غزة يوم السبت، بعد أن توجه ذوو ستة من المخطوفين إلى الدوحة يوم الجمعة في محاولة لإحياء المحادثات حول إعادة أحبائهم من قطاع غزة، بحسب تقرير جديد.
وقال آل ثاني للعائلات إن المحادثات مع حماس ازدادت تعقيدا بعد اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري ومسؤولين كبار آخرين معه يوم الثلاثاء في بيروت، في ضربة نُسبت على نطاق واسع إلى إسرائيل، حسبما أورد موقع “أكسيوس” يوم السبت.
في أعقاب اغتيال العاروري، أفادت تقارير أن حماس جمدت المفاوضات عبر قطر ومصر، إلا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ادعى يوم الثلاثاء خلال اجتماع مع ذوي الرهائن أن المحادثات على إعادة أقاربهم جارية.
وأفاد “أكسيوس” بأن رئيس الوزراء القطري قال لعائلات الرهائن الزائرة إن “التحدث مع حماس أصبح أكثر صعوبة بعد ما حدث في بيروت”، نقلا عن مسؤول قطري.
ولقد توجهت عائلات ستة من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس إلى الدوحة، التي تستضيف أيضا قيادة حماس على أراضيها، يوم الجمعة لعقد اجتماعات مع مسؤولين.
هذه الرحلة هي الاولى التي تقوم بها عائلات المخطوفين إلى قطر، التي تلعب دور الوساطة في مفاوضات الرهائن بين إسرائيل وحركة حماس في أعقاب هجوم 7 أكتوبر، عندما اقتحم مسلحون فلسطينيون من غزة بلدات إسرائيلية في جنوب البلاد، وقتلوا حوالي 1200 شخص، واختطفوا حوالي 240 آخرين.
والتقت عائلات الرهائن مع وزير الدولة القطري في وزارة الخارجية محمد بن عبد العزيز الخليفي، الذي يترأس فريق المفاوضات القطري، يوم السبت وفي وقت لاحق مع رئيس الحكومة القطري، بحسب التقرير.
وقال المسؤول القطري إن قطر “تدرك بشكل مؤلم معاناة الرهائن المتبقين وأحبائهم”.
ويُعتقد أن 136 رهينة تم اختطافهم في 7 أكتوبر لا يزالون في غزة – وليسوا جميعهم على قيد الحياة – بعد إطلاق سراح 105 من أسر حماس خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر. وتم اعادة أربع رهائن قبل ذلك، وأنقذت القوات الإسرائيلية إحداهم. كما تمت استعادة جثث ثماني من الرهائن.
وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 25 من أولئك الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس، بالاستناد على معلومات استخباراتية ونتائج حصلت عليها القوات العاملة في غزة.
وتحتجز حماس أيضا مدنيين إسرائيليين، هما أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذين يعتقد أنهما على قيد الحياة بعد دخولهما القطاع بمحض إرادتهما في عامي 2014 و2015 تباعا، بالإضافة إلى جثتي الجنديين الإسرائيليين أورون شاؤول وهدار غولدين منذ عام 2014.
تحاول قطر ومصر التوسط في اتفاق جديد من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح المزيد من الرهائن مقابل هدنة في القتال.
وقال المسؤول، بحسب أكسيوس: “لقد تواصلنا بشكل مباشر مع عائلات الرهائن لمشاركة أكثر ما يمكن من المعلومات، ولطمأنتهم بأن قطر ملتزمة باستخدام كل الموارد لضمان إطلاق سراحهم. سنواصل التواصل مع هذه العائلات”.
وتابع المسؤول: “إننا نستخدم كل قناة ممكنة، ونتعاون بشكل وثيق مع نظرائنا في الولايات المتحدة وإسرائيل… ولكن قطر وسيط، وهي لا تسيطر على حماس”.
وأشار المسؤول إلى أنه من “الصعب بشكل متزايد” الحفاظ على قنوات الاتصال مفتوحة مع حماس في أعقاب “تصعيد القصف في غزة وفي أماكن أخرى، الأمر الذي يعقّد صراحة المفاوضات بشأن الرهائن”.
وقال المسؤول إن قطر ستستمر في التواصل مع عائلات الرهائن.
التزمت إسرائيل الصمت بشأن المسؤولية عن الهجوم على الرغم من تكهنات واسعة بأنها تقف وراء مقتل العاروري.
يوم الأربعاء، قال مسؤول إسرائيلي إن حقيقة عدم رد قطر علنا على الغارة كانت علامة إيجابية على استمرار المحادثات.
وأضاف: “إذا لم يعلنوا عن أي شيء، فهذا أمر يدعو إلى التفاؤل في نهاية المطاف”.
في الأسبوع الماضي، أبلغ الوسطاء القطريون إسرائيل بأن حماس وافقت “من حيث المبدأ” على استئناف المفاوضات بشأن إطلاق سراح المزيد من الرهائن مقابل هدنة تصل مدتها إلى شهر في غزة، بحسب تقارير في وسائل إعلام عبرية.
بحسب موقع “واللا” الإخباري فإن المحادثات ظلت تتمحور حول اقتراح عرضه رئيس جهاز الموساد، دافيد برنياع، من شأنه أن يشمل الافراج عن 40 رهينة، بما في ذلك النساء اللاتي ما زلن محتجزات لدى حماس، والرجال فوق سن 60 عاما الذين يعانون من مشاكل طبية. في المقابل، ستقوم إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية في غزة لمدة تصل إلى شهر وإطلاق سراح عدد من الأسرى الأمنيين الفلسطينيين.
إلا أن مسؤولا كبيرا في حماس سعى إلى الحد من التفاؤل بشأن التوصل إلى اتفاق، مصرا على أن الحركة معنية فقط في اتفاق يشمل وقف دائم لإطلاق النار.