إسرائيل في حالة حرب - اليوم 625

بحث

رئيس الوزراء الأسبق أولمرت: الأنشطة الإسرائيلية في غزة ”تقارب جريمة حرب“

التعليقات التي تنتقد الحرب تثير ردود فعل عنيفة من السياسيين في اليمين، الذين يتهمونه بـ ”طعن الجنود في الظهر“.

إيهود أولمرت يدلي بشهادته خلال جلس للجنة التحقيق المدنية بشأن مذبحة 7 أكتوبر، في تل أبيب، 8 أغسطس 2024. (Tomer Neuberg/Flash90)
إيهود أولمرت يدلي بشهادته خلال جلس للجنة التحقيق المدنية بشأن مذبحة 7 أكتوبر، في تل أبيب، 8 أغسطس 2024. (Tomer Neuberg/Flash90)

قال رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت يوم الثلاثاء أن الأنشطة والإجراءلات الإسرائيلية في غزة تقارب مستوى جريمة حرب، وذلك في تصريحات أدلى بها بعد ساعات من ضجة أثارها جنرال سابق وسياسي رفيع المستوى اتهم إسرائيل بقتل الأطفال ”كهواية“.

وأثار أولمرت، الذي لطالما انتقد بشدة حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وطريقة تعاملها مع الحرب، انتقادات من قبل سياسيين من اليمين، بينهم عدد من وزراء الحكومة.

متحدثا لـ BBC News، قال أولمرت إن ما تفعله إسرائيل “في غزة يقارب جريمة حرب”.

وتحدث أولمرت في الوقت الذي بدأت فيه إسرائيل في السماح بدخول قليل من المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر هذا الأسبوع بعد تجميد استمر لأكثر من شهرين، وفي الوقت الذي أعلن فيه الجيش أنه سيصعّد هجومه ضد حركة حماس.

ويقول مسؤولون إن الجيش الإسرائيلي يمضي قدما في خططه لنقل حوالي مليوني مدني من القطاع وتسوية الأرض والسيطرة عليها، في محاولة للضغط على حماس لإطلاق سراح 58 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة والتخلي عن السلطة.

ووصف أولمرت، الذي شغل منصب رئيس الوزراء من عام 2006 إلى عام 2009، الصراع الدائر بأنه ”حرب بلا هدف – حرب لا توجد فيها أي فرصة لتحقيق أي شيء يمكن أن ينقذ حياة الرهائن“.

طفلة تحمل عبوات بلاستيكية بينما يجمع فلسطينيون نازحون المياه في مخيم بمدينة غزة، في 20 مايو 2025. (Bashar TALEB / AFP)

اندلعت الحرب بعد اقتحام حماس لجنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، واختطاف 251 آخرين. وأعلنت إسرائيل أنها تسعى إلى تحقيق هدفين هما إزالة حماس من السلطة وتأمين إطلاق سراح الرهائن، رغم أن بعض المسؤولين في الحكومة يقولون إن إسرائيل ستسعى أيضا إلى ترحيل السكان الفلسطينيين إلى دول أخرى.

ونفت إسرائيل بشدة الاتهامات بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية الموجهة إليها في لاهاي، ووصفت مذكرات التوقيف الصادرة بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت أمام المحكمة الجنائية الدولية بأنها مدفوعة بمعاداة للسامية.

يوم الإثنين، بدا أن نتنياهو يقر بأن الجوع في القطاع يقترب من مستويات المجاعة، ودافع عن قراره السماح بدخول مساعدات ”محدودة“ إلى القطاع. وقد جمدت إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة في أوائل مارس، قائلة إنها تسعى إلى منع حماس من تحويل مسار المساعدات.

وقال أولمرت لـ BBC إن ”الصورة الواضحة“ للقتال في غزة هي مقتل آلاف المدنيين الفلسطينيين، إلى جانب عدد كبير من الجنود الإسرائيليين.

وأضاف ”من كل النواحي، هذا أمر بغيض ومشين“.

فلسطينيون نازحون يفرون من خان يونس، غزة، خلال الهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر في المنطقة، 19 مايو 2025. (AP Photo/Abdel Kareem Hana)

وفقا لسلطات الصحة في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس، قُتل أكثر من 53 ألف شخص في القتال، على الرغم من أن هذه الأرقام لا يمكن التحقق منها وهي لا تميز بين المدنيين والمقاتلين.

وتقول إسرائيل إنها قتلت نحو 20 ألف مقاتل في المعارك حتى يناير، و 1600 آخرين داخل إسرائيل في السابع من أكتوبر. كما تقول إسرائيل أنها تسعى إلى تقليل عدد القتلى المدنيين، وتلقي باللوم على حماس لقتالها من مناطق حضرية مكتظة بالسكان.

وبلغ عدد القتلى الإسرائيليين في الهجوم البري ضد حماس في غزة والعمليات العسكرية على طول الحدود مع القطاع 420 قتيلا.

قوات الجيش الإسرائيلي تعمل في قطاع غزة، في صورة نشرها الجيش في 19 مايو 2025. (Israel Defense Forces)

وقال أولمرت: ”نحن نحارب قتلة حماس، نحن لا نحارب مدنيين أبرياء. ويجب أن يكون ذلك واضحا“.

وتكرر تعليقاته التي أدلى بها إلى BBC إلى حد كبير ما قاله في مقابلة أجرتها معه هيئة البث البريطانية في 14 مايو، حيث وصف الحصار المفروض على المساعدات بأنه ”غير مقبول على الإطلاق، ولا يمكن تحمله، ولا يمكن غفرانه“.

وقال آنذاك ”في نظر المجتمع الدولي، ربما نحن بالفعل نرتكب جرائم حرب“.

أثارت التعليقات الجديدة ردود فعل عنيفة من اليمين الإسرائيلي، حيث ربط الكثيرون انتقاداته بانتقادات زعيم حزب “الديمقراطيون” يائير غولان، الذي قال لهيئة البث الإسرائيلية “كان” يوم الثلاثاء إن ”الدولة العاقلة لا تحارب المدنيين، ولا تقتل الأطفال كهواية، ولا تضع نصب عينيها طرد السكان“.

وفي بيان على منصة X، اتهم وزير الخارجية غدعون ساعر أولمرت وغولان بـ ”المشاركة بشكل فعلي في حملة دبلوماسية وحرب دعائية وحرب قانونية ضد دولة إسرائيل وجيش الدفاع“.

وأشار وزير التربية والتعليم يوآف كيش إلى إدانة أولمرت بتهم فساد، واتهمه هو وغولان بالانضمام إلى ”جوقة اليسار المتطرف التي تشوه صورة إسرائيل على الساحة الدولية“.

زعيم حزب ’الديمقراطيون’ يائير غولان يترأس اجتماعا لكتلة حزبه في الكنيست بالقدس، في 19 مايو 2025.(Oren Ben Hakoon/Flash90)

وقال: ”بينما يخاطر جنود جيش الدفاع بحياتهم في مواجهة إرهابيين قتلة يسعون إلى تدميرنا، يقرر هو التحريض عليهم وطعنهم في ظهورهم“.

ووجه الوزير دافيد أمسالم انتقادات لاذعة إلى الاثنين وغيرهما من أبرز منتقدي الحكومة، بمن فيهم رئيس الوزراء السابق إيهود باراك ورئيس المحكمة العليا السابق أهارون باراك، قائلا ”هَادِمُوكِ وَمُخْرِبُوكِ مِنْكِ يَخْرُجُونَ“، مقتبسا آية من سفر إشعياء.

واتهمت وزيرة المساواة الاجتماعية ماي غولان أولمرت بأنه ”بصق في وجه جنود جيش الدفاع“.

وقالت: ”لنكن دقيقين، هناك أبرياء في غزة – 58 منهم“.

ساهمت وكالة أسوشيتد برس في هذا التقرير.

اقرأ المزيد عن