رئيس الموساد يكشف عن تفاصيل رسالة الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين والتي كانت وراء إعدامه في سوريا
خلال افتتاح متحف على إسم كوهين، برنياع يقول إنه تم القبض على الجاسوس الإسرائيلي لأنه تم "رصد الرسائل التي بثها" وليس بسبب كمية البرقيات التي أرسلها
كشف رئيس الموساد دايفيد بارنيع يوم الإثنين عن الرسالة الأخيرة التي أرسلها الجاسوس الإسرائيلي الأسطوري إيلي كوهين خلال يوم اعتقاله في سوريا إلى جانب معلومات جديدة حول سبب اعتقاله.
بعد سنوات من الخلاف حول ملابسات الكشف عن هوية كوهين، زُعم أنه كان ينقل المعلومات بكثرة بأوقات متقاربة أو تعرض لضغوط من قبل مرؤوسيه، وقال برنياع إن بحثا جديدا “متعمقا” أثبت بشكل قاطع أن كوهين قد تم القبض عليه “لمجرد رصد الرسائل التي بثها على يد العدو”.
وأضاف بارنيع في حفل افتتاح متحف إيلي كوهين الجديد في هرتسليا: “كان إيلي كوهين من بين أفضل وكلائنا”.
وأشاد بـ”الروح القتالية والشجاعة والقيم والتفاني” التي امتلكها كوهين. وقال إنه بمثابة “مصدر إلهام” لجميع العاملين في الموساد.
“كلنا نتعلم منه حتى اليوم من صهيونيته وتضحيته وتفانيه”.
تسلل كوهين إلى المستويات العليا من القيادة السياسية السورية في السنوات التي سبقت حرب الأيام الستة عام 1967، ويعتقد أن المعلومات التي حصل عليها لعبت دورا رئيسيا في انتصار إسرائيل في تلك الحرب.
تم القبض على كوهين عام 1965 وإعدامه شنقا في دمشق، لكن الظروف المحيطة باعتقاله كانت محل نزاع منذ ذلك الحين وهي مصدر نقاش مستمر، حيث جادل البعض بأن كوهين فشل في اتباع الإجراءات وحاول إرسال الكثير من البرقيات الأمر الذي لفت انتباه السوريين، وألقى آخرون باللوم على رؤساء كوهين قائلين إنه تعرض لضغوط هائلة لتقديم معلومات جديدة مما أدى إلى اعتقاله.
بعد ما يقارب من 60 سنة، قدم بارنيع إجابة – وإن كانت مبهمة.
وقال برنياع “دعوني أنتهز قداسة هذا المكان وهذه المناسبة المميزة لأكشف هنا ولأول مرة بعد بحث معمق تم إجراؤه مؤخرا عن أن إيلي كوهين لم يتم القبض عليه بسبب كمية الرسائل التي نقلها أو الضغط الذي مورس عليه من المقر الرئيسي للبث بشكل متكرر… تم القبض على إيلي كوهين لمجرد رصد الرسائل التي بثها على يد العدو، وهذه الآن حقيقة استخباراتية”.
كما كشف عن محتوى آخر إرسال لكوهين تم استلامه في يوم 19 يناير 1965 الذي تم القبض عليه فيه.
وقال بارنيع إن تقرير كوهين الأخير كان “حول نقاش في هيئة الأركان العامة السورية بمشاركة الرئيس آنذاك أمين الحافظ”.
وقال إن الموساد سيتبرع بالوثيقة الأصلية التي تحتوي على رسالة كوهين إلى المتحف الجديد الذي أقيم تخليدا لذكراه.
وأشاد بارنيع بـ”مساهمة كوهين في أمن إسرائيل”، وقال إن وكالة المخابرات الوطنية الإسرائيلية ستواصل السعي للحصول على مزيد من المعلومات حول الوقت الذي أمضاه كوهين في سوريا. كما تعهد بمواصلة البحث عن رفاته.
في فبراير 2021، أفادت تقارير أن روسيا وبالتعاون مع السلطات السورية وتحت ضغط إسرائيلي، كانت تبحث في منطقة مخيم اليرموك للاجئين جنوب دمشق عن جثة كوهين من أجل نقلها إلى إسرائيل.
في الشهر التالي، ورد أن قطعة يُعتقد أنها تخص كوهين نُقلت إلى إسرائيل. ونقلا عن مصدر حكومي سوري لم يذكر اسمه، وتقارير إسرائيلية في ذلك الوقت أنه قد يكون وثيقة أو قطعة من ملابس كوهين.
ونفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو التقارير، ولا يزال من غير المعروف ما إذا كانت مثل هذه القطعة موجود بالفعل.